البحث

التفاصيل

المسلمون بين العبادة الموسمية والعبادة الدائمة

الرابط المختصر :

المسلمون بين العبادة الموسمية والعبادة الدائمة

الأستاذ بن سالم باهشام

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

(خطبة الجمعة)

عباد الله، إن الله تعالى خلق البشرية جمعاء لهدف واحد ووحيد، وهو عبادته وحده سبحانه وتعالى، وقد أخبرنا سبحانه وتعالى بهذه الحقيقة في قوله عز وجل من سورة الذاريات: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) [الذاريات: 56 – 58]، والعبادة التي من أجلها خلقنا لا تقتصر على الشعائر الدينية من صلاة وصوم وزكاة وحج… كما يعتقد البعض، بل تشمل حياة الإنسان كلها مصداقا لقوله تعالى من سورة الأنعام : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 162، 163]، وهذه عبادة دائمة ومستمرة لا تنتهي إلا بخروج الروح من جسد الإنسان، مصداقا لقوله تعالى من سورة الحجر: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 99]، أي

واستمِرَّ في عبادة ربك مدة حياتك حتى يأتيك اليقين، وهو الموت. ولقد امتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ربه، فلم يزل دائبًا في عبادة الله، حتى أتاه اليقين من ربه. [التفسير الميسر (4/ 374، بترقيم الشاملة آليا)]. إلا أن الحق سبحانه وتعالى جعل للمسلمين نفحات ربانية في أيام دهرهم ورغبهم في التعرض لها، روى البيهقي في شعب الإيمان، وأبو نعيم في الحلية، وغيرهما، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَالَ : (اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ ، وَتَعَرَّضُوا نَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ  عَوْرَاتِكُمْ ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ). [أخرجه الحكيم (2/293) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (2/42 ، رقم 1121) ، وأبو نعيم (3/162) ، وابن عساكر (24/123)]، ومن هذه النفحات التي ينبغي التعرض لها على سبيل المثال لا الحصر: العشر الأوائل من ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وشهر رمضان عموما؛ والعشر الأواخر منه خصوصا لما تتضمن من ليلة عظيمة هي خير من العمر كله ليس فيه ليلة القدر،

عباد الله، عن رمضان الأبرك الذي هو عبادة موسمية ، سيكون تركيزنا في هذه الخطبة إن شاء الله تعالى.

عباد الله، لكل إنسان أماني يتمناها لنفسه في الحياة وبعد الممات، وأعلى ما ينبغي أن يتمناه الفرد ذكرا كان أو أنثى في الدنيا، هو أن يكون وليا لله، ومن خرج من الدنيا ولم يحظ بمعرفة الله، ولم يكن وليا لله، فلا نهاية لحسرته، ومن رحمة الله تعالى أنه إذا رغبنا  في شيء، فإنه يٌعبد لنا الطريق لتحقيق ما رغبنا فيه، ويبقى السؤال ملحا بعد معرفة هذه الحقيقة، فما السبيل إذا لأكون وليا لله؟

عباد الله، اعلموا أن الله تعالى لم يفرض على المسلمين شهر رمضان الأبرك إلا ليكونوا من المتقين، مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ) [البقرة: 183، 184]، والتقوى هي التأشيرة لقبول الأعمال كلها، وبدونها لا يقبل الله من العبد صرفا ولا عدلا، مصداقا لقوله تعالى في سورة  المائدة: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) [المائدة: 27]، وخلاصة معنى التقوى: أن يجدك الله حيث أمرك؛ ويفقدك حيث نهاك، أي: فعل ما به أمر، وترك ما عنه زجر، والتقوى هي البوابة الأساسية لتحقيق الولاية، وقد عرف الله تعالى الولي في كتابه العزيز بقوله في سورة  يونس: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ، لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 62 – 64]، وبين سبحانه وتعالى في الحديث القدسي مكانة الولي عند الله تعالى، والأعمال التي يها يحظى بها على هذه الولاية، روى البخاري في صحيحه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: مَنْ عَادَى لِيْ وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِيْ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ ( ِإِلَيَّ ) عَبْدِيْ بِشَيْءٍ أَحَبَّ ِإِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ ِإِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ (الَّتِيْ)يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ(الَّتِيْ)يَمْشِيْ بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِيْ عَبْدِيْ لَأَعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِيْ لَأُعِيْذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ، تَرَدُّدِيْ عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِن، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ). [أخرجه : البخاري 8/131 ( 6502).]، والله تعالى لتحقيق هذا الهدف الأسمى، أدخلنا – مرة في كل سنة – في دورة تدريبية ربانية مدة شهر بأكمله، وهيأ لنا كل الظروف المواتية لنتقيه شهرا؛ حتى نصبح بعدها من المتقين دهرا، فصفد الشياطين، وفتّح أبواب الجنان، وغلّق أبواب النيران، وجعل الفريضة في رمضان بسبعين فريضة في غير رمضان، والنافلة في رمضان كالفريضة في غير رمضان، وجعل مناديا ينادي يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر، روى أحمد في المسند، بسند صحيح، عن عرفجة قال: كنتُ عند عتبة بن فرقد، وهو يُحدِّثُ عن رمضان، فدخل علينا رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فحدَّث عن رمضان، فقال: (سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في رمضان تُغلق فيه أبواب النار، وتفتح فيه أبواب الجنة، وتصفَّد فيه الشياطين، وينادي فيه ملك: يا باغي الخير أبشر، يا باغي الشر أقصر، حتى ينقضي رمضان)، [رواه أحمد برقم ،(18795).، حديث صحيحٌ: راجع: “تحقيق المسند” (31/ 93) للشيخ الأرناؤوط رحمه الله].

عباد الله، اعلموا أن هذه العبادات الموسمية ليست هي الأصل، وإنما هي فترات تعبدية، ونفحات ربانية، لرفع الهمم، وشحذ العزائم، واستدراك الضائع، وتذوق حلاوة العبادات، من صلاة وصيام وصدقة وتلاوة للقرآن، وقيام لليل، وذكر لله تعالى، وغيرها من القربات، ويبقى الأصل هو تلك العبادات الثابتة والدائمة  طيلة السنة، وبها تتحقق الولاية، والتي تتطلب المداومة  والاستمرارية على الفعل من خلال قوله تعالى في الحديث القدسي: (وَمَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ ِإِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ…)، فالتاجر الحذق يزداد اجتهادا أيام المواسم، لكنه لا يغلق متجره بعدها، بل يستمر في تجارته، وبهذه الهمة نفهم مقصد العارفين بالله، في أن الاجتهاد في بعض المواسم لا يعني إهمال باقي شهور السنة، لهذا يشبه العلماء السنة وما فيها من مواسم الخير بأمور ، وأعظم ما في مواسم الخير شهر “رمضان” ، ولذلك حث الشرع على الزيادة من العمل الصالح فيه، ومن أهم الأمور ؛ أن يستعد الإنسان بالأعمال الصالحة قبل شهر رمضان، لهذا جعل العارفون بالله شهر “رجب” بداية الاستعداد الخاص لشهر رمضان، كأن السنة شجرة ، تظهر أوراقها في شهر رجب، وتثمر في شهر شعبان، ويأخذ الناس من ثمارها في شهر رمضان، فعلى المؤمن أن يستعد بالأعمال الصالحة في رجب، وأن يتعاهدها بالتجويد والإتقان في شعبان، لكي يستطيع الإتيان بها على أكمل الوجوه في رمضان، وقد تعددت عبارات العلماء في التعبير عن هذا المعنى، ومن تلك العبارات، ما ورد في كتاب الغنية لعبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى إذ قال: (قيل: رجب لترك الجفاء، وشعبان للعمل والوفاء، ورمضان للصدق والصفاء. رجب شهر التوبة، وشعبان شهر المحبة، ورمضان شهر القربة. رجب شهر الحرمة، وشعبان شهر الخدمة، ورمضان شهر النعمة. رجب شهر العبادة، وشعبان شهر الزهادة، ورمضان شهر الزيادة. رجب شهر يضاعف الله فيه الحسنات، وشعبان شهر تكفر فيه السيئات، ورمضان شهر تنتظر فيه الكرامات. رجب شهر السابقين، وشعبان شهر المقتصدين، ورمضان شهر العاصين. وقال ذو النون المصري – رحمه الله – : رجب لترك الآفات، وشعبان لاستعمال الطاعات، ورمضان لانتظار الكرامات، فمن لم يترك الآفات، ولم يستعمل الطاعات، ولم ينتظر الكرامات، فهو من أهل الترهات. وقال أيضًا – رحمه الله -: رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر الحصاد، وكل يحصد ما زرع، ويُجزى ما صنع، ومن ضيع الزراعة؛ ندم يوم حصاده، وأخلف ظنه مع سوء معاده. وقال بعض الصالحين: السنة شجرة، رجب أيام إيراقها، وشعبان أيام إثمارها، ورمضان أيام قطافها)[الغنية” للجيلاني(1/326) ].

عباد الله، حتى نعلم أهمية الاستمرار والمداومة على العبادات بعد رمضان، وخصوصا إحياء الثلث الأخير من كل ليلة، فإن في ليلة القدر والتي هي خير من العمر كله دون ليلة القدر، تتنزل الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر، في حين أن ربنا سبحانه وتعالى في سائر الأيام يتنزل كل ليلة في الثلث الأخير منه ويطالبنا بعرض حاجاتنا عليه سبحانه وتعالى، روى البخاري ومسلم في صحيحبهما، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) [أخرجه البخاري (1/384 ، رقم 1094) ، ومسلم (1/521 ، رقم 758)]، فهذا ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ،  ﺻﺤﻴﺢ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺃﺻﺢ ﻛﺘﺎﺑﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻭﻣﺴﻠﻢ. وﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﺮﺏ – ﺟﻞ ﻭﻋﻼ – ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ هو ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ سبحانه وتعالى، وﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻪ ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ، وهو ﻧﺰﻭﻝ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ؛ ﻓﻬﻮ – ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ – ﻳﻨﺰﻝ ﻛﻴﻒ ﺷﺎﺀ، ﻣﺘﻰ ﺷﺎﺀ – ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ – ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲﺀ وهو ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮ، ولا ﻳﺼﺢ ﺗﺤﺮﻳﻒ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺄﻥ ﻳﻔﺴﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ: هو ﻧﺰﻭﻝ ﺃﻣﺮﻩ، ﺃﻭ ﺭﺣﻤﺘﻪ، ﺃﻭ ﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﻼﺋﻜﺘﻪ.

فيا عباد الله، احذروا أن تغيب عنكم هذه الحقائق،  فتتكاسلون بعد رمضان، فالله أرادكم أن تكونوا له لا لغيره، لتحققوا الأمنية  الأولى الدنيوية، والتي هي أن تكونوا أولياء لله، مؤمّنون من الحزن والخوف، يحبكم، ويدافع عنكم، ويضع لكم القبول في الأرض، والثانية الأخروية، هي رؤية وجهه الكريم سبحانه وتعالى يوم القيامة، قال تعالى في سورة الكهف: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ، وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28].

واعلموا – عباد الله، أن العمر كله  مجرد ساعة، فاجعلوها طاعة، والنفس طماعة، علموها القناعة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


: الأوسمة



التالي
فتاة يابانية تعتنق الإسلام داخل مسجد في طوكيو بعد حضور دروس في اللغة العربية

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع