البحث

التفاصيل

هيا نؤمن ساعة

هيا نؤمن ساعة

بقلم: د. أحمد زايد

 

الذنوب كلها شؤم على مرتكبها بل على الآخرين، فإن تاب منها صاحبها صادقا تاب الله عليه ومحا عنه آثاراها، والناس يستهينون بالصغائر، على الرغم من كونها مهلكة كما صح في الحديث، ويعظم الذنب بخمسة أسباب من طرف العبد ألخصها في:

1– تعظيم الذنب:

بأن يظن العبد أن الذنب أعظم من مغفرة الله، وأكبر من عفوه، وهذا سوء ظن بالله تعالى، وعدم فهم للأدلة القاطعة بأن رحمة الله تعالى واسعة وشاملة، ومصير هؤلاء التمادي في المعصية نظرا ليأسهم من رحمة ربهم عياذا بالله تعالى.

2– استصغار الذنب واحتقاره:

والظن أنه ليس بشيء، وكان السلف يقولون: لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.

ومن عظم ربه في قلبه حق تعظيمه رأى أن كل ذنب كبيرة ولو كان صغيرا، وخطورة من يستصغر ذنبه أنه يأمن مكر الله وهذا خسران مبين.

3– الإصرار على الذنب والاستمرار عليه:

وسبب ذلك عدم الحياء من الله سبحانه ونسيان عظمته، وقال علماؤنا: لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار.

4– الجهر بالذنب:

والفطرة الطبيعية أن يستر الإنسان قبائحه وذنوبه، والذنوب من أقبح القبائح، فمن جهر بالذنب فقد ضاع حياؤه، كما يضاعف عليه ذنبه لأنه داعية إليه، فيقتدي به من يقتدي فيبوء بذنبه وذنب من اقتدى به عبر مسيرة الذنوب التي لا تنقطع.

5– الجرأة على الذنب: وسبب ذلك جهلان:

أحدهما جهل بالله تعالى وثانيهما جهل بشرعه. فالعالم بالله وبعظمته يحجم ويخاف، والعالم بشرعه يعصمعه علمه عن التجرؤ على ربه العظيم.

{فإذا هم مبصرون}

هذا ختام آية عظيمة في أواخر سورة الأعراف، فيها يقول ربنا سبحانه:

{إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}.

وفي الآية قراءة متواترة:

{إذا مسهم طيف من الشيطان تذكروا}.

وقد قيل في الفرق بين طائف وطيف آراء متعددة، وقيل لا فرق بينهما وإنما طيف تخفيف طائف، والغرض من الآية على القراءتين بيان حال المؤمن،

وهو أن قلبه حي يقظ، وإن استزله الشيطان فإنه سريع العود إلى ربه، شديد اليقظة من وسوسة الشيطان،

لا يبقى كثيرا في الغفلة بل بمجرد مرور هذا الطائف والخيال الشيطاني على عقله استيقظ قلبه وانتفض فؤاده،

لأنه يعلم أن الذنب حرام، فيجب تركه والتوبة منه، وتأخير التوبة منه حرام آخر يقتضي توبة أخرى غير توبة الذنب فيسرع تائبا إلى ربه،

أما أولئك الغافلون فهم لا يسأمون من المعاصي

{وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون}.

فلا هم يتركون المعصية ولا تكف الشياطين عن إضلالهم.

قال ابن القيم: «لابد من سنة الغفلة ورقاد الغفلة، ولكن كن خفيف النوم».

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* د. أحمد زايد؛ أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر





التالي
الاتحاد يعزي في وفاة الشيخ عبدالله الدباغ المدير السابق لجمعية قطر الخيرية وأحد رُواد العمل الخيري والإنساني في دولة قطر
السابق
هل يُكلَّف المسلم بحج من تلزمه نفقته؟

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع