تصعيد التهديدات والاعتداءات على المساجد في السويد: تحذيرات من تصاعد الكراهية والتخريب

تصعيد التهديدات والاعتداءات على المساجد في السويد: تحذيرات من تصاعد الكراهية والتخريب

 

تعرضت ست مساجد في جميع أنحاء السويد لسلسلة من التهديدات والاعتداءات في الآونة الأخيرة، حيث وصلت إليها رسائل معادية تحمل رسائل بغية زعزعة الأمان وإثارة الفزع. وقد تلقت تلك المساجد رسائل تحمل تهديدات كراهية ومسحوق أبيض مجهول، مما أثار قلقاً كبيراً في البلاد.

ومنذ نحو شهر تقريباً، زادت تلك التهديدات في التصاعد، حيث أصبحت رسائل الكراهية العنصرية تلك تحمل مسحوقاً أبيض غامضاً، مما يشير إلى تصعيد خطير للتهديد. وفقاً لتقرير أُعد في عام 2018 من قبل جامعة أوبسالا، فإن 67 في المئة من الجماعات الإسلامية في السويد تعرضت لتهديدات، و59 في المئة تعرضت لاعتداءات جسدية متعددة، مما يشير إلى مدى خطورة التهديدات الموجهة ضد المساجد والجالية المسلمة.

وقد أثرت هذه الأحداث المخيفة على الأمن النفسي للمجتمع المسلم، حيث يعيشون حالة من عدم الأمان نتيجة لتلك التهديدات المستمرة. ويشير التاريخ إلى أن رسائل التهديد تحمل مسحوقاً ليست جديدة، حيث بدأت ظاهرة مماثلة في الولايات المتحدة عام 2001، حيث تلقى عدد من الشخصيات والجهات رسائل تحمل جرعات من المسحوق المجهول.

وفي هذا السياق، تبنت عدة طوائف دينية وهيئات مجتمعية موقفاً قوياً ضد هذه الأعمال المشينة، حيث قام الأسقف سوزان رابمان والحاخام بيتر بورنشتاين بإصدار بيان مشترك يعبر عن تضامنهما مع المسلمين ويدينان هذه الأعمال العنصرية. كما يشددان على ضرورة الوقوف معاً ضد أي تصاعد للكراهية وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.

وفي 18 نوفمبر، وصلت رسالة مختومة إلى مسجد جوتنبرغ، تحمل تهديداً يطالب بمغادرة السويد للمسلمين، وتروج لأفكار عنصرية. كما تضمنت الرسالة مسحوقاً أبيض مجهولاً، مما أدى إلى استدعاء الشرطة للتحقيق. تبقى نتائج تحليل المسحوق قيد الانتظار.

وفي ظل هذه التحديات المستمرة، يجب على كافة قطاعات المجتمع بذل جهود أكبر لحماية المساجد والجالية المسلمة في السويد، وضرورة التصدي لأي شكل من أشكال التطرف والكراهية والإرهاب. كما يجب تشجيع التفاهم والحوار بين جميع أفراد المجتمع، والتأكيد على قبول الآخر بكافة اختلافاته.