البحث

التفاصيل

القلق المتزايد بين العائلات المسلمة حيال المناهج التعليمية المخالفة والتحول الجنسي في مدارس الولايات المتحدة

الرابط المختصر :

القلق المتزايد بين العائلات المسلمة حيال المناهج التعليمية المخالفة والتحول الجنسي في مدارس الولايات المتحدة

 

بدء العام الدراسي الجديد في الولايات المتحدة يثير قلقًا متزايدًا لدى العائلات المسلمة بسبب تطابق المناهج التعليمية مع معتقداتهم الدينية، تعلق هذا القلق أيضًا بمسائل مثل التحول الجنسي وكيفية التعامل مع الطلاب بناءً على هويتهم الجنسية بدلاً من النوع البيولوجي في بعض المدارس.

تتفاوت السياسات التعليمية في الولايات المتحدة من ولاية إلى أخرى، وحتى من مقاطعة إلى أخرى داخل نفس الولاية.

الأمور تصبح أكثر تعقيدًا بالنسبة للعائلات المسلمة في بعض المناطق، حيث يجدون أنه لم يعد بإمكانهم منع أبنائهم من حضور الحصص التي تتناول المواضيع الجنسية، كما حدث في مقاطعة "مونتغمري" بولاية ماريلاند، هذا الأمر دفع بعضهم إلى اللجوء إلى القضاء لحل النزاع مع الإدارة التعليمية.

مع وجود قوانين تعليمية تمنح الإدارات التعليمية حرية وضع سياساتها الخاصة، يمكن أن تختلف هذه السياسات بشكل كبير من حكومة ولاية إلى أخرى.

على سبيل المثال، في ولاية فرجينيا، أصدر حاكم الولاية الجمهوري جلين يونجكين دليلًا إرشاديًا جديدًا يفرض التعامل مع الطلاب بناءً على النوع البيولوجي "ذكر وأنثى". ومع ذلك، رفضت مدارس مقاطعة "فيرفاكس" هذا الدليل وأكدت التزامها بسياساتها الحالية التي تتيح للطلاب المتحولين جنسيًا الوصول إلى المرافق والأنشطة وفقًا لهويتهم الجنسية بدلاً من النوع البيولوجي.

ينص الدليل الإرشادي الذي أصدره حاكم الولاية على أن الطلاب يجب أن يتعامل معهم وفقًا للنوع الرسمي الذي تظهره سجلاتهم، مع إمكانية استخدامهم للحمامات التي تتوافق مع جنسهم.

مطالب عائلات مسلمة

"مسجد دار الهجرة" واحداً من أقدم المساجد في مقاطعة فيرفاكس بولاية فرجينيا، اجتماعًا مع مرشحين لمجلس الإدارة التعليمية الجديد بالمقاطعة، حيث عرضت العائلات المسلمة مطالبها المتعلقة بالمدارس.

وصرح سيف عبد الرحمن، المسؤول عن العلاقات العامة في مسجد دار الهجرة بولاية فرجينيا، لوسائل الإعلام بأنه تم تنظيم ندوة للمرشحين المتنافسين لإدارة المدارس في مقاطعة فيرفاكس، وهي إحدى أكبر المقاطعات في ولاية فرجينيا من حيث عدد السكان والميزانية، حيث يبلغ إجمالي ميزانيتها حوالي 6 مليارات دولار أمريكي، ونصف هذا المبلغ يخصص للمدارس.

وأشار عبد الرحمن إلى أن المرشحين لمناصب إدارة المدارس سيتحملون المسؤولية عن إدارة هذه الميزانية ووضع السياسات العامة.

وتم مناقشة عدة مسائل خلال الندوة، من بينها قضايا تعليم الأطفال بشأن الجنس، والتي تعتبر مهمة للمجتمع المسلم نظراً لوجود ولايات تسمح بتعليم الأطفال موضوعات تخالف المعتقدات والقيم الدينية.

وكانت من بين القضايا الأخرى المثارة خلال النقاش، قضية فصل الأولياء عن تعليم هذه الموضوعات في المدرسة، حيث يُسمح لهم بسحب أولادهم من هذه الدروس إذا رغبوا في ذلك.

وأعرب فرحان صديق أحد أفراد الجالية الإسلامية في ولاية فرجينيا عن رغبته في سماع مواقف المرشحين بشأن قضايا التفرقة بين الرجال والنساء في الحمامات والتعليم الجنسي، مشيراً إلى أهمية هذه القضايا بالنسبة للمسلمين، وأنهم يرغبون في معرفة كيف سيتعامل المرشحون معها إذا تم اختيارهم لمناصب الإدارة التعليمية.

استفتاء شعبي لتغيير إدارة المدارس

في ولاية فرجينيا، يُسمح بتعيين مجالس إدارات المدارس أو انتخابها، وتُجرى الانتخابات بانتظام كل عامين أو أربعة. وفي حالة التعيين، يمكن لسكان المنطقة تغيير مجلس إدارة المدرسة عن طريق الاستفتاء الشعبي.

تجدر الإشارة إلى أن قضايا المناهج الجنسية واعتراف التحول الجنسي في المدارس الأمريكية ليست محل قلق للمسلمين فقط، بل شملت أيضًا مشاركة مسيحيين ويهود في مسيرة في مقاطعة مونتغمري بولاية ماريلاند. كانوا يطالبون الإدارة التعليمية في المقاطعة بحقهم في منع أبنائهم من حضور حصص التعليم الجنسي.

عائلات في مونتغمري تخوض حاليًا معركة قضائية مع الإدارة التعليمية بسبب إلغاء خيار سحب الطلاب من حصص التعليم الجنسي. وقامت هذه الأسر بتنظيم عدة مسيرات احتجاجية خلال الأشهر الماضية اعتراضًا على هذا القرار.

وائل القشيري، أحد منظمي هذه الاحتجاجات، أوضح أن الإدارة التعليمية في مونتغمري تجبر أولادهم على دراسة هذه المواضيع دون إعلام الأهل بمواعيد هذه الحصص، مما يجعل الأولياء يضطرون لتغيب أطفالهم عن المدرسة في تلك الأيام.

حملة لحماية حقوق الآباء والأطفال

مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) يدعم هذه العائلات في مونتغمري، ويؤكد حق الآباء في منع أبنائهم من حضور حصص المناهج التي تتعارض مع معتقداتهم، زينب شودري، مديرة فرع "كير" بولاية ماريلاند، أوضحت أن المجلس لم يشارك في الدعوى القضائية التي رفعها الآباء، ولكنه قدم أدلة تدعم قضيتهم، بما في ذلك مذكرة كتبها مديرو المدارس الابتدائية في مونتغمري تعبر عن اعتراضهم على قرار المنطقة التعليمية.

وأخيرًا، أشار أحد الآباء الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أنه قرر نقل أبنائه إلى مدرسة إسلامية خاصة برغم البعد والتكلفة العالية لحمايةهم من المفاهيم التي تتعارض مع عقيدتهم، ولكنه أكد أنه سيظل يشارك في المسيرات التي تدعو إلى حماية معتقداتهم في المدارس العامة، مشيرًا إلى أن الجميع ليس لديهم القدرة على دفع تلك الرسوم.

المصدر: وكالات





السابق
التربية بالفتوى في القرآن والسنة النبوية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع