البحث

التفاصيل

رأي شرعي في نكبة الزاهرة درنة

الرابط المختصر :

كانت العرب قديما تقول " مَنْ أمِن العقوبةَ أساءَ الأدب"

أما مع تطور المجتمعات وأنظمة الحكم، ومسؤولية الدولة عن أرواح كل المواطنين وصحتهم وممتلكاتهم؛ فإن مَن يأمن العقوبة، قد يقتل آلاف البشر، ويعبث بالزرع والضرع والحجر ..

نحن أهل القرآن أولى بقول الله سبحانه وتعالى " وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ"

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : "حدٌّ يُعْمَلُ به في الأرض خيرٌ لأهل الأرض من أن يُمْطَرُوا أربعين صباحاً ".

لماذا خير ؟

لأن الحدودَ زواجر وجوابر، زواجر :تمنع المتسيب ضعيف التقوى من الجناية، خوفا من ألم العقوبة وعار الفضيحة، وجوابر: تُكفّر عن صاحبها، وتقيه عقوبةَ الآخرة .

والله لو أقمنا شريعة الإسلام، بحدودها وآدابها ومقاصدها؛ لما رأينا كثيرا من هذه "الجنايات" التي عبثت بأرواح الغافلين الآمنين، بلا رقيب ولا حسيب .

 

صحيح أن الإسلام لا يتشوف للانتقام من أحد، ولا يتطلع إلى إقامة الحدود، بل يدرؤها لأدنى شبهة! ولكن وماحدث من " إهمال" يترتب عليه - على أقل تقدير - عقوبة قتل الخطأ، ويضاف إليها " تعزير" يتناسب مع عدد الأرواح التي أزهقت بسبب هذا الإهمال والتسيب.

نحن على يقين أن ما حدث هو قضاء من الله، وتقدير منه سبحانه، ولكن هذا لا يمنع من معرفة الجناة، وتقديمهم لمحاكمة عادلة !

أقولها بكل وضوح كما قلتها في حادثة قتل أطفال الأيدز في بنغازي : هناك جناة يجب أن نعرفهم قبل أي تسوية مالية، ويجب أن يتحملوا مسؤولية إهمالهم، وتضييعهم للأمانة، ... وكذلك في كارثة درنة؛ لا يصح أن تذهب أرواح آلاف الأحبة من أهلنا دون معرفة المسؤولين، ووضع ضمانات لمنع ذلك في مدن أخرى . وإلا فسوف تتكرر حوادث القتل الخطأ بسبب " إهمال رجال الدولة" الذين خُصصت لهم ميزانيات ضخمة لتنمية أوطانهم، والحفاظ على شعبهم ، ولكن كثيرا منهم تقاسموا المال زقوماً وسحتا، وضيعوا الأمانة فجورا وفِسقا! وغدا سيطول وقوفهم أمام جبار السموات والأرض،...

"يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ"

 





البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع