أطر الداعية الموريتاني، عضو مجلس الأمناء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، مساء يوم الجمعة 14/6/2014 بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط، محاضرة بعنوان "الأمة بين رمضان والقرآن"، في إطار سلسة دروس سبيل الفلاح.
المحاضرة سيرها الدكتور مولاي عمر بن حماد نائب رئيس الحركة، الذي قال في تقديم افتتح به الدرس، "إن الموضوع له راهنيته وجاء في وقته بحكم أننا في شهر شعبان وكلنا شوق إلى شهر رمضان، أملا في حسن صيامه وقيامه"، تطرق من خلالها الدودو لعلاقة شهر الصيام بالوحي القرآني.
وأمام جمهور غفير ملأت جنباته القاعة الكبرى للمقر المركزي للحركة بالرباط، استعرض الفقيه الحسن الدودو خصوصيات شهر رمضان، كما تطرق إلى عظمة يوم الجمعة الذي خصه الله تبارك وتعالى أمة المسلمين وجعل الأمم لها تبع اليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد.
وأبرز الدودو أن الله تبارك وتعالى خص شهر رمضان بالأمة الإسلامية وجعله موسم الخيرات، لافتا إلى أن هذه الخصوصية لها معنى وأثر ذلك أن الله خص شهر الصيام بكثير من الفضل والعناية فجعله مبدأ الانطلاق لهذه الأمة الخاتمة، حيث كان مبدؤها نزول الوحي القرآني على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة القدر في غار حراء.
وأضاف المتحدث مكرا بفضائل شهر رمضان، حيث قال "قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اختاره لأمور أخرى منها أنه إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وفي رواية أخرى (أبواب الجنة) وأُغلقت أبواب جهنم وصفدت مردة الشياطين، مشيرا أنه لا تعارض بين الحديثين ذلك أن المعنى الأول يشير إلى فتح باب الدعاء حيث رفع الله إليه الكلم الطيب والعمل الصالح.
وزاد قائلا، "كذلك أن أبواب الجنة إذا فُتحت وصلت منها الخير والبركة والنماء إلى الأرض، وكذلك إذا أغلقت نار جهنم تصد كل شر ينزل إلى الأرض منها، فالحر الشديد من جهنم والبرد الشديد منها وكذلك الأوبئة والأمراض والآفات التي تهبط على أهل الأرض، كما بين الرسول عليه الصلاة والسلام خصوصية هذا الشهر بتصفيد الشياطين وهي نعمة كبيرة على الإنسان"، يورد المحاضر.
وأكد الدودو أن الانسان في الدنيا في امتحان عليه خمس رقابات، الأولى هي رقابة الملك الديان، ورقابة ملائكته الكرام لأنهم يحصون على المرء أعماله، ورقابة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والرابعة شهادة المؤمنين، والخامسة رقابة النفس، في المقابل فتح على الانسان خمس جبهات.
وأول الجبهات يقول الدودو؛ هو الشيطان الذي يسعى لإغواء المرء بكل وسائله وشراكه، والثانية جبهة النفس الأمارة بالسوء التي تريد من الانسان أن يأخذ كل حقه ولا يسامح في شيء، والجبهة الثالثة إخوان السوء، والرابعة مفاتن الحياة الدنيا وشهواتها لأنها ضرة الآخرة، والخامسة هي جبهة النعم، لذلك يجب اغتنام شهر رمضان للاستعانة على هذه الجبهات يضيف المتحدث.
وفي نفس السياق، ذكر الحسن الدودو بفضل الدعاء في هذا الشهر المبارك، مشيرا إلى أنه علاج للإنسان من أمراض القلوب، ويكمن العلاج حسب قوله في تركيبة شهر رمضان "الصيام والقرآن"، لافتا إلى أن الأصل في الإنسان أنه على الفطرة والسلامة لكن لديه قابلية لأمراض القلوب، ولذلك ينبغي الإكثار من مدارسة القرآن الكريم وقراءته واطلاع أقوال المفسرين فيه يؤكد الداعية الموريتاني.