[يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي*] <سورة البلد: 27-30>.
تلقينا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلوب مفعمة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة الشيخ الدكتور أحمد عبدالغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني العراقي الأسبق وعضو مجلس الأمناء السابق في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إثر مرض عضال في أحد مستشفيات عمّان يوم السبت 24 فبراير 2024م.
الميلاد والنشأة
ولد الشيخ أحمد بن عبد الغفور السامرائي في مدينة سامراء بالعراق عام 1375هــ/1955م، ونشأ في أسرة تنتمي لأحد الطرق الصوفية من آل غلام الرفاعية، لكنه اختار مساراً مستقلاً عن تلك التوجهات.
التعليم الشرعي والأكاديمي
أنهى دراسته الثانوية عام 1975م، طلب العلم الشرعي على علماء بغداد، تخرج في معهد إعداد المعلمين، تقدم للدراسة في كلية العلوم الإسلامية عام 1993م، وحصل على شهادة البكالوريوس في عام 1998م، وبتقدير امتياز، حصل على شهادة الماجستير في التاريخ الإسلامي من معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا عام 2001م، نال شهادة الدكتوراه عام 2003م من نفس معهد التاريخ العربي والتراث العلمي.
أكمل الشيخ دراسته الثانوية في عام 1975م، وسعى لطلب العلم الشرعي على علماء بغداد، حصل على شهادة البكالوريوس من كلية العلوم الإسلامية عام 1998م، وعلى درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي عام 2001م من معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا، وأتمَّ بعدها رحلته العلمية بنيل درجة الدكتوراه في التخصص نفسه عام 2003م من المعهد نفسه.
الأنشطة الوظائف
* قضى سنوات عديدة في مجال التعليم الابتدائي كمدرّس في مدارس سامراء.
* كُلِّف بإلقاء الخطب في عدة مساجد في سامراء، واشتهر بخطبه الملهمة في جامع الإمام الغزالي في سامراء منذ عام 1985، وفي مساجد بغداد خاصة في جامع الأخوة الصالحين، وما زال يلقي خطبة الجمعة في جامع أم القرى في بغداد.
* له برامج إذاعية عديدة بلغت أكثر من مئتي حلقة، وبُثَّت من إذاعة بغداد قبل عام 2003.
* شارك في مؤتمرات علمية، وظهر في أكثر من مئتين وخمسين حلقة تلفزيونية تتناول مواضيع وحوارات في الشؤون الإسلامية داخل العراق وخارجه.
عُيِّن في منصب رئيس ديوان الوقف السني في العراق في أغسطس 2005، وهو منصب برتبة وزير، ثم استقال من المنصب في نهاية عام 2013.
كان الفقيد -رحمه الله- رمزاً وطنياً ملتزماً بوحدة العراق وقضايا العالم الإسلامي، وكان داعية مميزاً وخطيباً ملهماً وكاتباً موهوباً ومتفانياً في خدمة الناس.
حقق سيرة ذاتية مشرفة وأثرًا ملحوظًا في الناحية الدعوية والفكرية، وكان له تجربة فريدة في المجال الإنساني والعمراني، ولا يزال له تأثير واضح حتى اليوم في ديوان الوقف السني، مع ترك بصمة قوية إدارية ودينية.
وقد فقدت الأمة الإسلامية عالماً من علمائها ودعاتها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له، ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان، إنه نعم المولى ونعم المجيب.
[إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ]
الأحد: 15 شعبان 1445هـــ
الموافق: 25 فبراير 2024م
د. علي محمد الصلابي أ. د. علي القره داغي
الأمين العام الرئيس