د. وصفي عاشور أبو زيد يجيب.. شهر رمضان: أهميته، والاستعداد لاستقباله روحياً وجسدياً وأهم الأعمال الصالحة فيه (حوار)
* الشيخ الدكتور وصفي عاشور أبو زيد؛ أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لموقع الاتحاد..
- شهر رمضان نبض الحياة ومصدر الإحياء للأمة المسلمة في زمن الاضطهاد والتحديات.
- استقبال شهر رمضان، بداية الزرع في شهر رجب والسقي في شعبان تمهيدًا لحصاد الأجور والأمنيات.
- شهر رمضان، فرصة لمضاعفة الأجور والمثوبات وتحقيق الفوز المبين في ظل الفيوضات الإلهية والعمل الخيري الاجتماعي.
* ما هي أهمية شهر رمضان في الإسلام؟
ج/ شهر رمضان المعظم يمثل حياة للأمة وإحياء لها.
أما أنه حياة فلأن القرآن الكريم نزل في هذا الشهر، بل إن الكتب السماوية كلها بدأ نزولها في رمضان، وقد جعل الله القرآن "حياة"، و"نورا" و"هدى" و"رحمة" لقوم يؤمنون ويتقون ويوقنون ويتفكرون، كل هذا وارد في القرآن الكريم بآيات عديدة.
وأما أنه إحياء لها، فالأمة المسلمة تحتاج إلى إحياء دائما، وفي هذا العصر على وجه الخصوص؛ حيث ما تعانيه في أنحاء المعمورة يفوق الخيال، من تخطف وانتقاص وامتهان واستبداد وفساد وقتل وتدمير وحصار وتجويع، فيأتي رمضان كل عام مرة ليعيد المسلمين إلى دينهم، ويذكرهم بربهم، ويربيهم على معاقد الإيمان ومعالم الإحسان ومكارم الأخلاق.
وهو قبل هذا وبعده أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يقوم الإسلام إلا بها؛ فضلا عما فيه من أجور عظيمة ومثوبات كبيرة لمن صام نهاره وقام ليله.
* كيف يمكننا الاستعداد جسديًا وروحيًا لاستقباله؟
ج/ يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، فعلى كل مسلم أن يتخذ من هذا معيارا يختبر به تقواه، فبقدر ما يكون استعدادك لرمضان، وتعظيمك له يكون نصيبك من التقوى.
وشهر رمضان لا يُستقبل الآن، بل يُستقبل منذ بدايات شهر رجب؛ حيث إنه شهر الزرع، وشهر شعبان هو شهر السقي، وشهر رمضان هو شهر الحصاد، وإن كان فات المسلم هذاا لمعنى فعليه أن يبذل جهدا مضاعفا يستقبل به الشهر الكريم من التصالح مع القرآن الكريم وجعْله سميرا وأنيسا على مر الأيام والليالي، لا اقتصارا على أحدهما، والسعي على أصحاب المصالح، والحرص على أوراد اليوم والليلة من الأذكار وقراءة القرآن.
* ما هي الأعمال الصالحة التي يُشجع على القيام بها خلال شهر رمضان؟
ج/ شهر رمضان شهر الخير والبركات، وشهر مضاعفة الأجور والمثوبات، وشهر الفيوضات والتنزلات والرحمات والعتق من النيران، فهو نفحة إلهية علوية يجب على المسلمين أن يتعرضوا لرحمات الله فيها، ويخرجوا بالفوز المبين والأجر العظيم.
ومن أهم الأعمال في هذا الشهر بعد الأعمال الفردية من صيام وقيام وتلاوة للقرآن: الأعمال الجماعية والاجتماعية التي يضاعف الله عليها الأجر، في السعي على مصالح المسلمين، وقضاء حاجاتهم، وإطعام جائعهم وكسوة عاريهم وسقي ظمآنهم، لا سيما أهل غزة الذين يتعرضون للحصار والقتل والتجويع والتدمير، فالله الله في أهل غزة، وفي كل مسلم منكوب على وجه الأرض.
المصدر: الاتحاد