بنظرة فقط إلى مقطع فيديو على قناة علي جمعة على اليوتيوب يبدي رأيه إجابة لسؤال سائل: ما رأيكم في فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي؟ فأجاب الشيخ علي جمعة متهما القرضاوي بالزهايمر، وأنهم فصلوه من هيئة كبار العلماء، وأنه لا يكتب كلمة، بل يكتب له من حوله، مدعيا أني (عصام تليمة) هو من يكتب للقرضاوي، ومدعيا قربه من القرضاوي، وأن القرضاوي ناقش الشهيد سيد قطب في التكفير وجها لوجه، إلى آخر ترهاته وافتراءاته، التي يمارسها علي جمعة وبعض صبيانه على قناة السي بي سي من خدام الانقلاب العسكري في مصر.
مواهب علي جمعة في الكذب والحنجلة:
علي جمعة رجل متعدد المواهب في الكذب والحنجلة، فتارة يوهمك بأنه مؤرخ دقيق، وهو طبعا ليس له من التاريخ إلا تدليس أحداثه، وتارة يوهمك بأنه خبير بالطب، فهو يرى أن القرضاوي مصاب بالزهايمر، فتكتشف أن علي جمعة ليست لديه خبرة طبية ولا معلومة حتى، بل تراه أقرب إلى (حلاق الصحة) ذلك الذي كان يدعي فهما للطب، فيقوم بمعالجة الناس، وكان من ضحاياه كثر أصيبوا بالعمى، كان أشهرهم عميد الأدب العربي طه حسين.
فعلي جمعة يتهم القرضاوي بالزهايمر، بينما المسكين هو من تبدو عليه إما علامات الزهايمر، أو أمارات الكذب والتلفيق، فقد ادعى أن القرضاوي ذكر أنه قابل سيد قطب وناقشه في التكفير، والقرضاوي لم يذكر ذلك مطلقا، إذ إن فكرة الجاهلية عند المرحوم سيد قطب كتبت في كتابه (معالم في الطريق) وقد ألفه سنة 1964، واعتقل سيد قطب في 1965، والقرضاوي سافر من مصر إلى قطر عام 1961م، ونزل إلى مصر زيارة الأجازة الصيفية واعتقل شهرين في مبنى المخابرات العامة، ثم خرج من مصر سنة 1963م، ولم يدخلها سوى عام 1973م، فكيف التقى القرضاوي بسيد قطب في السجن، ولم يلتقيا بالأساس؟!! الصراحة وسعت منك قوي يا علوه!!
وترى من هرتلة علي جمعة قوله: إن القرضاوي من مواليد سنة 1927، أو 1928، والأرجح 1928م!! هذا كلام علي جمعة الدال على فذلكته، مدعيا الفكاكة على حد تعبير عبد الفتاح السيسي... عفوا يا شيخ علي، فالقرضاوي معلوم أنه من مواليد 9/9/1926م. يعني لا 27 ولا 28.
أكاذيب علي جمعة عن القرضاوي:
كنا في شهر مايو عام 2004م في لقاء في الدوحة جمعنا بعدد من العلماء الكبار(وهم: د. يوسف القرضاوي. د.محمد سليم العوا، د. أحمد العسال، د. حسن الشافعي، الشيخ حسين حلاوة أمين عام مجلس الإفتاء الأوربي، والعبد الفقير كاتب المقال)، وذلك للإعداد للإعلان عن إطلاق الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وكنا نقرأ استمارات العلماء التي وقعوها للانضمام، لندعو الجميع، لم يعترض العلماء الموجودون على أحد، إلا عندما جاءت استمارة علي جمعة التي وقعها وأرسلها للشيخ القرضاوي لينال شرف عضوية اتحاد يعمل على إنشائه القرضاوي، وإذ بمفكر إسلامي كبير، ينتفض ويقول: هذا ولد كذاب، ويدعي العلم، ولا يليق أن نلوث الاتحاد بانضمام أمثاله له، فاعترضنا على أنه لن نقبل كلاما بدون بيان، فحكى حادثة: أن الدكتور محمد كمال إمام امتدح له شيخا يعطي دروسا في مسجد السلطان حسن في علم أصول الفقه، وليتك يا دكتور فلان (إشارة إلى المفكر الإسلامي الكبير ...) تحضر لترى علمه، فحضرا، وجلس مستترا، فسأله د. محمد كمال إمام: ما رأيك فيه؟ فقال له: هذا الرجل ليس بعالم وهو نصاب في العلم! فقال له: كيف؟ قال: سأثبت لك، وإذ بالمفكر الإسلامي الكبير يكتب سؤالا لعلي جمعة عن اسم كتاب في أصول الفقه، وقد فبرك الرجل اسم كتاب ليس موجودا، وباسم عالم ليس له وجود كذلك، يقول: فأمسك علي جمعة الورقة مهتزا بطريقته المعروفة، وقال: أيوه يا سيدي، اسمع بقى لما أقولك، الكتاب ده مش مطبوع، بس العبد لله شافه في الهند، نسخة حجرية، وبيتكلم عن كذا وكذا. فقال المفكر الكبير لصديقه: ما رأيك؟ قال: وهل عاد هناك رأي، لقد انكشف أمر الرجل. فعقب المرحوم الدكتور أحمد العسال، على كلام المفكر الكبير، بأنه يؤكد معلومة علاقة علي جمعة بأمن الدولة المصري.
ادعاء القرب من القرضاوي:
ومن أوجه الشبه بين علي جمعة وأبو لمعه: ادعاء القرب من كل من يتكلم عنه، ومعرفته به، فترى أبو لمعه يعرف كل قادة العالم، وكل المشاهير، وقريب منهم، وهكذا علي جمعة نفس الأمر، فيدعي قربه من القرضاوي، وقد عملت ما يقرب من سبع سنوات مع القرضاوي، لم أر فيها مرة واحدة علي جمعة يزور القرضاوي، أو العكس، بل ما ذكر علي جمعة في مجلس علماء في وجود القرضاوي إلا وقام الحاضرون بذكر تملق علي جمعة، في الحقيقة لم يكن علي جمعة يوما قريبا من عالم يقدره الناس أبدا، بل كان كل قربه فقط من السلطة، والمخابرات، وأمن الدولة، يشهد بذلك كل من عاشره.
وللتاريخ أقول شهادة: أن المرة الوحيدة التي رأيت فيها علي جمعة قريبا من القرضاوي، كانت في صيف عام 2009 في اسطنبول (تركيا) في مؤتمر عن البيئة، ولم يكن حاضرا من الشيوخ سوى: الشيخ القرضاوي، والشيخ عكرمة صبري، والشيخ علي جمعة، والعبد لله الفقير كاتب المقال، وعند عودتنا للقاهرة على متن الطائرة المصرية، دخلت مع الشيخ القرضاوي وكنا في المقعد الأمامي في درجة رجال الأعمال، وجاء بعدنا علي جمعة في المقعد الخلفي، وإذ يجثو على ركبته وينزل عند القرضاوي ليكلمه ممتدحا، داعيا، وكيف أصبحت يا مولانا؟ ثم قال علي جمعة للقرضاوي مازحا: أنا طول الليل بدعي لك. ثم جلس وأعطاني رقم هاتفه المحمول الخاص الذي لا يرد عليه غيره، وأنه ضروري أن أتصل به ونلتقي. هذا هو الموقف الوحيد الذي رأيت علي جمعة قريبا من القرضاوي، نازلا على ركبته على الأرض ليكلمه، وكان يناقشه في قضية (هشام طلعت مصطفى) وقتله للمطربة سوزان تميم، ويشرح للشيخ القضية طالبا رأيه فيها ليعتمده ويستفيد منه!!
القرضاوي وهيئة كبار العلماء:
أما ثالثة الأثافي، فهو قول علي جمعة، أنهم أقالوا القرضاوي من هيئة كبار العلماء، بينما الحقيقة التي يعلمها الجميع أن القرضاوي كتب استقالته منها، بعد موقف شيخ الأزهر من تأييد الانقلاب العسكري في مصر، دون الرجوع للهيئة في أمر جلل كهذا، ولما كتبها الشيخ القرضاوي لم يقدمها لأحمد الطيب بل قدمها للأمة الإسلامية لتعلم موقفه، وقام بنشرها، ويستطيع أي باحث أن يجري عملية بحث على (جوجل) ليرى تاريخ نشر استقال القرضاوي، وخبر اجتماع الهيئة سيراه بعدها بأسبوعين على الأقل!!
من يكتب للقرضاوي؟
أما الفرية الكبرى لعلي جمعة، فهو ادعاؤه أني أكتب للشيخ القرضاوي، وهذا من كذبه وتدليسه، يا علي يا جمعة، لقد عملت مع الشيخ القرضاوي مدة ست سنوات ونصف تقريبا، من تاريخ: 28 يونيو 1998م، حتى: 30 سبتبمبر 2004م، بعدها انقطعت صلتي العلمية كعمل تماما، وكانت طبيعة عملي وهي طبيعة كل من عمل مع الشيخ بعدي، هو عمل علمي، بمعنى: أن يرقم الشباب الآيات التي يستشهد بها الشيخ، أو يخرجوا الأحاديث التي يستشهد بها، أما المادة العلمية فيكتبها من الألف إلى الياء الشيخ القرضاوي بخط يده.
ولعل علي جمعة تعجب من كثرة إنتاج القرضاوي، أو ظنه يفعل مثله، أن يقوم أحد بالكتابة له، أو السطو على أفكار الآخرين، كما يفعل البعض، وهناك كلام حول علي جمعة نفسه في هذا المجال، أتركه لأحد الباحثين ينتهي منه ثم ينشره تماما بتفاصيله العلمية. فضلا عن الطامات العلمية والخبل الفكري الذي يجده القارئ في كتب علي جمعة، وقد قام أحد الشباب بكتابة كتاب بعنوان: (الرد على المفتي د. علي جمعة) للشيخ عبد الله رمضان موسى، وهو رد علمي يكشف كثيرا من أكاذيب علي جمعة، وتدليساته العلمية.
فلا نتعجب من تطاول علي جمعة على علامة مثل الشيخ القرضاوي، فإذا الصحابة الكرام لم يسلم خمسة من فضلائهم من بذاءة وتطاول علي جمعة لهم، واتهامه لهم بتهم لا تليق، يقول علي جمعة في كتابه: (الطريق إلى التراث الإسلامي) ص: 128: (فالصحابة إذن عدول، ولم يكن هناك من قدح فيه من الـ (1700) صحابي إلا خمسة: بشير بن الخصاصية، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة، وبسر بن أرطأة، وعمرو بن العاص، وبقية الصحابة لم يقدح فيهم أحد، أما الخمسة السابقون فيعود القدح فيهم إلى بعض الجرائم التي ارتكبها كل من منهم، فأحدهم زنا، والآخر قتل بعض أهل اليمن، وأحدهم اغتصب الخلافة اغتصابا)، هذا كلام علي جمعة خمسة من الصحابة، وقد حكم عليهم بأنهم اقترفوا جرائم، وإني سائل علي جمعة: لقد جرمت صحابيا وقلت: قتل بعض أهل اليمن، فما رأيك في وزير داخلية مصر محمد إبراهيم وقد قتل كثيرا من أهل مصر؟!! وقلت عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: اغتصب الخلافة اغتصابا، فما قولك في عبد الفتاح السيسي الذي اغتصب حكم مصر اغتصابا، هل تجرؤ على وصف السيسي بالإجرام كما وصفت معاوية؟!! شاهت الوجوه الكالحة التي ما تمعرت يوما لله والحق!!