الرابط المختصر :
المحاور
1-لماذا "اقرأ" كانت هي اول أمر إلهي للنبي الخاتم ولنا؟
2- النبوة واقرأ وترقب الحق والبحث بصدق طريق الاصطفاء .
3- تعزيز روح الإيمان وترسيخ العلم والعمل سبيل نهضة الأمه ، حبذا ابناؤنا!
[ أمة اقرأ وطريق الريادة ]
بقلم : م-احمد المحمدي المغاوري
"اقرأ" كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ستبقى خالده في حياة الإنسان فبها يُدرك كرامته وقيمته، وبها تستعيد أمة الإسلام عزتها وانطلاقتها، لتتحرر من مظاهر الوهن والضعف لتكن كما أراد الله لها [خير امة أخرجت للناس].
وضمان ذلك بأن نسلك طريق العلم والبحث لذا كانت(اقرأ )! أول سبيل المعرفة بخالق الكون وطريق تقدم الإنسان لعمارته، هي الطريق لأداء الأمانة التي حُمِّل إيَّها ، وإلا فالجهل والغثائية والهمل والبهيمية بديل اقرأ. فاربأ بنفسك إن ترعى مع الهمل! فلم تكن اقرأ؛ أول التنزيل من فراغ (اقرأ بسم ربك الذي خلق)، فهي الطريق الى نور العلم بالله وبخَلْقِه (نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(35) - النور )
اقرأ سبيل الهداية إلى الإسلام، صراط الله المستقيم الذي دلنا الله عليه لندعو بطلبه في كل صلاة في أول الترتيب فاتحة الكتاب [بسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ، ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ، ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ، مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ، إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ، ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ، صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ] امين.
وكل منا مدعوا أن ينهل ويتعلم ويُعلم لينجوا من ظلمات الجهل والغي إلى نور العلم والهُدى والرشاد، العلم الذي ارتقى بآدم ففاق الملائكة (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة ..البقرة.)
-اقرأ وفكر؛ فها هو الخليل إبراهيم يقرأ في كتاب الله المنظور (الكون) قراءة المتأمل المتدبر فكان شاكرا لأنعم الله ، فاجتباه وهداه!! وأراه الله من ملكوته ما لم ير أحد من قبل (وكذلك نُري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين - الأنعام ] لم يرض الخليل لنفسه الجهل، بجهلها عن الله المستحق للعبودية فعلِم وأدرك، فكان جديرا أن كان أمه(إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا - النحل ) فأنطلق لأبيه وقومه ليأخذ بأيديهم إلى الله وهكذا كل غيورٍ على قومه يتوق لمعالي الامور ليكون من المُصطَفَينَ الأخيار ببحثه عن الحقيقة، فكان رمزا صادقا يتحرى الصدق فأصبح صِدُِيِقا نبيا واصطُفيَ ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) أعْملَ عقله الذي أنعم الله به عليه ،رجل صحت بدايته (إذ جاء ربه بقلب سليم) فأبحر في ملكوت الله بسلامة قلب وصحة عقل، فكر وقدر فارتقى وقُدَّر.
فجاء من نسله نبتةٌ طيبه من البلد الطيب (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه) محمد صلى الله عليه وسلم، فكان على خطى جده ابراهيم عليه السلام، يمكث في الغار اياما وليالي يبحث ويُحلِّق في المعالي بقلب سليم وعقل فذ ليصل الى الحق، فاجتباه ربه واصطفاه فنزل عليه جبريل عليه السلام بنداء الله له أن[ اقرأ ]
أول ما تطرق لسمع النبي صلى الله عليه من ربه فيقول ما أنا بقارئ فيضمه الروح القدس ليلفت نظره وينبهُهُ، كأنه يقول له [ لا يا محمد أنت اعلم أهل الأرض في هذه الانحاء](أقرأ) ويتكرر الأمر ثلاثا ، فيقول له (ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ٢ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ٣ ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ - العلق] فتدوت الآفاق وكانت الرسالة، والاصطفاء والاستحقاق بجداره !! إنها نفس تميزت عن سائر الخلق وارتقت بنور العلم والإيمان والعمل بمقتضاه، فكانت(إقرأ) وكان محمد النبي، فما لبث أن جاءه النداء الثاني ليَعلمَ صلى الله عليه وسلم أنه مُقبل على حملٍ ثقيل ليتلقى القول الثقيل من الخالق الجليل [يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ، قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا، نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا، أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا، إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا- المزمل)ليخلوا بربه ويتزود بتقواه ويُعد لحمل الرسالة الخاتمة رسالة (الإسلام)، وبعد أن قرأ واقترب، وبالتقوى تزود واصطحب، يأتيه النداء الثالث {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ،قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ - المدثر] ليشكر ربه ويُنذر قومه، وينطلق حاملا الحق إلى الخلق ويهجر الباطل ويصبر ويتحمل تبعاته، لتبعث الأرض وتحيا من جديد بالنور الذي أرسله الله رحمة للعالمين. وكان مبعث ذلك ومبتدآه (أقرأ)
-نحن مدعون أن نقرأ في كتاب الله لنرتقي بأمتنا وعلينا كمربّين واعيين أن ننتبه(فكلُّكم راع وكلكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ)ولنغرس في أبنائنا العلم والإيمان بفهم صحيح، لتكون قراءتهم قراءة المتدبر، وليتجذر في قلوبهم وعقولهم حب القراءة ومعه حب العمل، ونرغبهم في حضور كل فعاليات تنمي الروح والعقل وروح الإيجابية، بل وتخصيص ميزانية قيّمة لشراء النافع من الكتب وجدولة قراءتها فنترك أثرا من وراءنا، علم ينتفع به وولد صالح يدعوا لنا، فإذا شاعت ثقافة اقرأ بيننا لن يكون للجهل المقيت مكان، العلماء سادة وأخوف الخلق من الله وأعرفهم له والأمراء قادة وحينما كانوا يرجعون إلى سادتهم الربانيين ارتقت الأمه الإسلامية على مدى قرون وكانت!! أومأ آن الأوان لتصحوا القلوب والعقول، لتكن (اقرأ ) فسيلة نغرسها في نفوسنا وبيوتنا ومنهجا في حياتنا ولا نترك ابنائنا فريسة للجهل والالحاد والدجل والضياع مع وسائل التقاطع الاجتماعي هكذا اسميها الآن، في عالم اصبح كالغابة تَحَكَمَ فيه الحكام على العلماء وغيَّبوا العلماء الثقات فضاع (الحكم والعلم) فيه فهتكت فيه كل الاستار وانبرى الإنسان من إنسانيته وجحد بخالقه.فغاب الحق العدل، ونطق فيه الرويضة والتوافه الفويسقة وأقاموا ما يسمى بمجالس التنوير وما هي ألا مجالس سوء وتزوير .
فلتكن اقرأ هي طريق الريادة الصحيح للقيام بدورنا وندرك منزلتنا ومسؤوليتنا في هذا الكون لنحقق مراد الله منا ونحقق معنى العبادة الصحيح ؛ عمارة الأرض بطاعة الله لنعيد بناء مجدا تليدا بناهُ أجدادنا .
- اقرأ كانت ولا تزال البوصلة والطريق لتميز الفرد والمجتمع ومن ثم الأمة، فالأمة التي لا تُعد أبنائها لمواطن العز والإباء إنما ترمي بهم في مواطن الذل والخوار !
والإنسان يُنادى عليه، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ- الانفطار}
فالخير والشر فيك والعلم والإيمان يزكيك وهو دواؤك وكما قال الإمام علي رضي الله عنه.
دواؤك فيك وما تبصر
وداؤك منك وما تشعر
اتحسب انك جرم صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر
وليكنن لك غرسا في نهضة قادمة وبعث جديد لهذه الأمة بالعلم والإيمان
فانطلق ودعك من مواطن الجهل الجُهال وقل سلام عليكم لانبتغي الجاهلين