البحث

التفاصيل

شبهة حول جدوى صيام يوم عرفة في كل عام جمع وترتيب وتهذيب

الرابط المختصر :

شبهة حول جدوى صيام يوم عرفة في كل عام

جمع وترتيب وتهذيب

 

بقلم : الدكتور مُنْذر عَبْد الكَرِيم القُضَاة

عُضُو رَابِطَة عُلَمَاء الأُردُن

عُضُو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

الحَمْدُ لله وَحْدَهُ، وَالصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى مَنْ لا نَبيَ بَعْدَهُ، وَبَعْد

الشبهة : إذا كان صيام يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة مُستَقبَلَة ، فلماذا يصام كل عام ، مع أنَّ الذنوب قد كُفِّرت ؟

لعلنا في هذه العجالة نرد على هذه الشبهة التي قد تمنع المسلم من اغتنام هذا الفضل العظيم فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة.

 

قال صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ : "... صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ  " . رواه مسلم (1162).

 

لكن  يجب العلم بما يلي حتَّى يتحقق المقصود  :

أولاً : المقصود بالتكفير هنا صغائر الذنوب دون كبائرها

قال النووي – رحمه الله - : عند شرحه لهذا الحديث: معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين، قالوا: والمراد بها الصغائر، وسبق بيان مثل هذا في تكفير الخطايا بالوضوء، وذكرنا هناك أنه إن لم تكن صغائر يرجى التخفيف من الكبائر، فإن لم يكن رفعت درجات. انتهى.

قلت : الظاهر في الحديث أنه في صغائر الذنوب علماً أنَّ الكبائر لا بدَّ لها من توبة.

ثانياً : شرط أداء العبادة بشكل كامل

أنَّ الأعمال الصالحة التي رتب الشرع على فعلها الثواب وتكفير الذنوب إنما يكون ذلك إذا أدَّاها العبد كاملة، فإذا أداها ناقصة نقص ثوابها، ونقص تكفيرها للذنوب.

 

فإذا صام العبد صياماً ناقصاً لم يَقْوَ على تكفير كل الذنوب، فيصوم العام القادم ليكفر ما بقي عليه من الذنوب.

قلت : تمكن الصائم من صيام يوم عرفة بإخلاص واجتهاد ؛ فإنه يكون سبباً في مغفرة ذنوبه ، ورفع درجته ، هذا والله أعلم

 

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنْ الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين


: الأوسمة



التالي
الاتحاد يهنئ أمته الإسلامية قادة وعلماء وشعوبا، ويذكرهم بمعاني عيد الأضحى المبارك وبخاصة لأهلنا في فلسطين.
السابق
عيد الأضحى المبارك ... شعائر الإيمان ومعاني التضحية والإحسان

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع