البحث

التفاصيل

الاستعداد للساعة الخطيرة في حياة الإنسان

الرابط المختصر :

الاستعداد للساعة الخطيرة في حياة الإنسان | (سلسلة خطبة الجمعة)

الأستاذ بن سالم باهشام

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

عباد الله، المراد بالساعة الخطيرة، أي أعظم وأهم ساعة يمر بها الإنسان في حياته. والمقصود بكلمة ساعة، الوقت الذي حدث فيه شيء ما، فيقال: ساعة حضورك، وساعة قراءتك، بمعنى وقت وزمن حدوث ذلك المذكور.

عباد الله، إن كل إنسان كتب الله له الحياة، إلا وهو في رحلة تبدأ من نفخ الروح فيه وهو في بطن أمه جنينا، وتنتهي بالوقوف بين يدي الله تعالى، لسماع مصيره، لينال جزاء عمله الدنيوي الذي يبدأ من يوم التكليف إلى الغرغرة عند خروج الروح. فهو بين مراحل لأربعة من الحياة، الحياة البطنية، والحياة الدنيوية، وحياة القبر التي هي الحياة البرزخية، والحياة الأخروية، إما إلى الجنة وإما إلى النار والعياذ بالله.

عباد الله، إن الحياة الدنيوية لكل إنسان، والتي وتسمى حياة التكليف، هي عبارة عن رواية هو بطلها، وهو الذي يكتب أحداثها باختياره، بعد أن هداه الله النجدين، إما شاكرا وإما كفورا، وإن معرفة أخطر ساعة وسط هذه المدة الزمنية من حياة كل إنسان، في هذه الرواية؛ حتمي وواجب وضروري، قصد إعداد العدة لها حتى لا تضيع، بفوات الأوان، ويندم الإنسان حيث لا تنفع الندامة.

عباد الله، ماهي هذه الساعة؟ ولماذا إعداد العدة لها؟  باستقرائنا لحياة الإنسان في كل مراحلها الأربع، نجد أن أخطر ساعة، وأهم وقت وزمن يمر به الإنسان في حياته كلها، والتي تبدأ من وجوده حيا في بطن أمه، وتنتهي بالقضاء الإلهي العادل يوم القيامة، والذي يحكم فيه على أهل الإيمان والصلاح بالنعيم الأبدي، وعلى أهل الكفر والفساد بالشقاء السرمدي، أخطر ساعة في هذه المدة من العمر هي لحظة الموت، لحظة خروج الروح من الجسد، لأن في تلك اللحظة تغلق صحف الأعمال، وتنتهي رواية الإنسان في حياته التكليفية، وبناء على تلك اللحظة، تتحدد نوعية الحياة التي سيعيش فيها خلال الفترة البرزخية والأخروية، إما حياة الشقاء أو حياة السعادة، لهذا تعتبر الأعمال بخواتمها، روى أبو يعلى في مسنده، عَن أنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم قالَ: (لا عليكم أَّلا تَعْجَبوا بأحدٍ؛ حتَّى تَنْظُروا بِمَ يُخْتَمُ له؛ فإنَّ العامِلَ يَعْمَلُ زَمانًا مِنْ عُمُرِه، أو بُرْهَةً مِن دَهْرِه بِعَمَلٍ صالِحٍ لو ماتَ عليه، دخَل الجَنَّةَ، ثمَّ يَتَحوَّلُ، فيَعمَلُ عَمَلًا سيِّئًا، وإنَّ العَبدَ لَيَعمَلُ البُرهَةَ مِن عُمُرِه بِعَمَلٍ سيِّئٍ، لو ماتَ عليه دخَل النَّارَ، ثمَّ يتحَوَّلُ فيَعمَلُ عَمَلًا صالِحًا). [رواه أبو يعلى في مسنده ج6/ص452 ح3840]، فعلى تلك الساعة، وتلك اللحظة، يبنى مصير الإنسان، وفي هذه الساعة، أي ساعه الموت، يرى الشخص ملائكة الله، ويسمع منهم الكلمة الفاصلة النازلة إليه من عند الله تعالى، وهي الكلمة التي فيها نعيمه الأبدي، في هذه الساعة، يريد الإنسان لو أتيح له أن يضحي ويتصدق بما في الأرض ذهبا في سبيل أن يسمع كلمة الرضا والعفو من الله في هذه الساعة لفعل وكان في منتهى السعادة، ولكن فات الأوان، وفي هذا يقول تعالى في سوره الزمر:  (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) [الزمر: 47]، في هذه الساعة الحرجة من حياة الإنسان، حين يرى ملائكة الموت ويستحضر كل ما قدم من خير أو شر ولو كان مثقال ذرة، فإنه يتمنى لو أجل دقيقة واحدة، وسمح له بالإيمان وبالأعمال الصالحة التي يرى فيها الخلاص والنجاة لبادر إلى التوبة النصوح، ولكن هذا التأجيل مستحيل في هذه الساعة، إذ لا ينفع رجاء، ولا تستطيع أية قوة في العالم أن تؤجل هذه اللحظات، أو أن تمكن الميت من أي فعل صالح، أو قول أي شيء ينفعه، لقد قضي الأمر، وبدأت ساعات الحساب والجزاء، وفي ذلك يقول تعالى في سورة النساء: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ؛ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ: إِنِّي تُبْتُ الْآنَ، وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ، أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [النساء: 18]، وقال سبحانه في سوره المؤمنون: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا؛ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99، 100]، والمراد بالبرزخ القبر، فهم في قبورهم يعذبون فيها إلى يوم البعث، وهو يوم القيامة، والبرزخ في اللغة هو الحاجز، وسمي القبر حاجزا، لأنه حجز الميت عن الدنيا، فلا يحيا حياتها، في هذه الساعة تنزل عليه الملائكة بهيئة تناسب حاله من إيمان أو كفر، ومن صلاح أو فساد، وتخبره بالخبر الإلهي الفاصل، وتلقي على مسامعه الكلمة التي يعلم منها إن كان مرضي عنه من الله، أو مغضوب عليه، وإن كان من أهل الجنة أو من أهل النار، إنها ساعة فاصلة بين عمر مهما طال في عصرنا فيعتبر صفرا إلى الحياة التي تنتظره والتي تقاس بآلاف السنين في القبر، وإلى يوم الدين الذي هو خمسين ألف سنة، وإلى ما لا نهاية له في نعيم لا يوصف، أو في شقاء لا يتصور.

عباد الله، ما دام الواجب على كل مسافر أن يتزود بالزاد الملائم له، فمن التهور السفر بدون زاد، والإنسان هو في سفر لملاقاة ربه، فمنذ أن يبلغ العبد سن التكليف والرشد، إلا وهو سائر إلى الله عز وجل في رحلة سفر تحتاج إلى زاد كما يحتاج كل سفر، قال الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (إن لكل سفرٍ زادًا لا محالة، فتزودوا من الدنيا للآخرة، وكونوا كمن عاين ما أعد الله – تعالى- من ثوابه وعقابه، ترغبون وترهبون، ولا يطولنّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، وتنقادوا لعدوكم، فإنه – والله- ما بسط أمل من لا يدري، لعله لا يصبح بعد مسائه، ولا يمسي بعد صباحه، وربما كانت بين ذلك خطفات المنايا، فكم رأينا ورأيتم من كان بالدنيا مغترا، وإنما تَقَرُّ عين من وثق بالنجاة من عذاب الله، وإنما يفرح من أمِنَ من أهوال القيامة). وقال ابن الجوزي رحمه الله: (عجبا لراحل مات وما تزود للرحلة، ولمسافر ماج وما جمع للسفر رحلة، ولمنتقل إلى قبره لم يتأهب للنقْلَة، ولمفرّط في أمره لم يستشر عقله).

عباد االله، إذا كان لكل سفر زاد، فزاد السفر للآخرة يختلف عن زاد سفر الدنيا، ومن أعظم الزاد للآخرة ستة: الإيمان، واليقين، والتقوى، والإخلاص، والخبيئة، والصبر:

عباد الله، أما الإيمان، فهو أول صفة من صفات المتقين، لقوله تعالى من سورة البقرة: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ [البقرة: 2]، وهو تصديق بالجنان الذي هو القلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان، وأركانه ستة، وهي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وله شعب حددها الرسول صلى الله عليه وسلم في سبع وسبعين شعبة، أولها حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وآخرها الدعوة إلى الله تعالى، وله طعم كما له حلاوة، وحلاوته أعظم زاد في هذه الرحلة، ولا يتذوق حلاوة السير ولذة هذا العيش، إلا من كان له نصيب بمعرفة الله وتوحيده، وعاش حقائق الإيمان، وجرّب هذه اللذة. (فإن اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم الذي لا يمكن التعبير عنه؛ إنما هو في معرفة الله – سبحانه وتعالى- وتوحيده والإيمان به، وانفتاح الحقائق الإيمانية، والمعارف القرآنية) [مجموع الفتاوى لابن تيمية 28/31].

عباد الله، أما الزاد الثاني لهذا السفر فهو اليقين، وهو آخر صفة من صفات المتقين، مصداقا لقوله تعالى من سورة البقرة: ﴿وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ [البقرة: 4]، و(اليقين: هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك، الموجب للعمل) [تفسير السعدي، للسعدي، ص(40).]. وهو (ظهور الشيء للقلب؛ بحيث يصير نسبته إليه كنسبة المرئي إلى العين؛ فلا يبقى معه شك ولا ريب أصلا، وهذا نهاية الإيمان، وهو مقام الإحسان) [مدارج السالكين، لابن القيم(2/399)] .

فاليقين أرقى درجات الإيمان، وأخص صفات أهل التقوى والإحسان، قال تعالى في سورة لقمان: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة لقمان: 4-5].

عباد الله، (اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، وبه تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمر العاملون، وهو مع المحبة ركنان للإيمان، وعليهما ينبني وبهما قوامه، وهما يُمدان سائر الأعمال القلبية والبدنية، وعنهما تصدر، وبضعفهما يكون ضعف الأعمال، وبقوتهما تقوى الأعمال، وجميع منازل السائرين إنما تُفتتح بالمحبة واليقين، وهما يثمران كل عمل صالح، وعلم نافع، وهدى مستقيم) [مدارج السالكين، لابن القيم (2/397)] واليقين على ثلاثة أوجه: (يقين خبر، ويقين دلالة، ويقين مشاهدة). [ ذكرها أبو بكر الوراق] والمقصود (بيقين الخبر: سكون القلب إلى خبر المخبِر، وتَوَثُّقُة به ، وبيقين الدلالة : ما هو فوقه، وهو أن يقيم له، مع وثوقه بصدقه: الأدلة الدالة على ما أخبر به، وهذا كعامة أخبار الإيمان والتوحيد والقرآن، فإنه سبحانه مع كونه أصدق الصادقين، يقيم لعباده الأدلة والأمثال والبراهين على صدق أخباره، فيحصل لهم اليقين من الوجهين: من جهة الخبر، ومن جهة الدليل ، فيرتفعون من ذلك إلى الدرجة الثالثة، وهي يقين المكاشفة، بحيث يصير المخبَر به لقلوبهم، كالمرئي لعيونهم؛ فنسبة الإيمان بالغيب حينئذ إلى القلب: كنسبة المرئي إلى العين ، وهذا أعلى أنواع المكاشفة، وهي التي أشار إليها عامر بن عبد قيس في قوله: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا. وليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من قول علي، كما يظنه من لا علم له بالمنقولات) [مدارج السالكين، لابن القيم (2/400)]. واليقين هو الذي يُنير لك الطريق، فاليقين نور، (ومتى وصل اليقين إلى القلب؛ امتلأ نورا وإشراقا، وانتفى عنه كل ريب وسخط، وهمّ وغم، فامتلأ محبة لله، وخوفا منه، ورضا به، وشكرا له، وتوكلا عليه، وإنابة إليه، فهو مادة جميع المقامات والحامل لها).[تهدذيب مدارج السالكين 2/727].

عباد الله، أما الزاد الثالث للساعة التي ينبغي الإعداد لها، وهي ساعة الفراق، هو التقوى، فتزود – أيها السائر- بتقوى الله في السر والعلانية؛ فإنها السبيل الأوحد للإخلاص، وهي: طاعة الله؛ بلزوم الأمر والنهي، قال سبحانه في سورة البقرة: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى، وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾، [البقرة: 197]، وهنيئا لمن تزود من الدنيا إلى الآخرة، ومن المحطة العاجلة إلى المحطة الآجلة، ومن ضيق المعاش إلى سعة المعاد، ومن دار الرحيل إلى دار البقاء.

عباد الله، أما الزاد الرابع للساعة التي ينبغي الإعداد لها، وهي ساعة الفراق، الإخلاص؛ فخطره عظيم، لأنه لا يصلح هذا الطريق إلا به، وبدونه لا يصل أحد، لهذا اعتبر أساس التزود ومنتهاه، وحُصِر الوصول في المخلصين دون سواهم؛ قال سبحانه وتعالى في سور ص: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [ص: 82، 83].

عباد الله، أما الزاد الخامس للساعة التي ينبغي الإعداد لها، وهي ساعة الفراق: الخبيئة. وتكون الخبيئة من عمل صالح لم يطلع عليه بشر، ويصلح للتوسل به في محطات الطريق ومطباته، كما توسل الذين أووا إلى الغار – فانطبقت عليهم الصخرة- بخبايا أعمالهم الخالصة.

عباد الله، أما الزاد السادس للساعة التي ينبغي الإعداد لها، وهي ساعة الفراق، هو الصبر، وهو الذي يصاحب المؤمن في كل مراحل حياته في سفره إلى الله حتى يلقاه، روى مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ). [ أخرجه مالك (2/980 ، رقم 1768)، وأحمد (2/236 ، رقم 7224)، والبخاري (2/639 ، رقم 1710)، ومسلم (3/1526، رقم 1927)، وابن ماجه (2/962 ، رقم 2882).] ، فإذا كان سفر الدنيا يسببّ المشقة والتعب؛ فكيف بسفر الآخرة الذي فيه اللأواء والنصب! قال تعالى في سورة البلد: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد: 4]، و (في الكبد وجوه:… ، وأما الثاني: وهو الكبد في الدين، قال الحسن: يكابد الشكر على السراء، والصبر على الضراء، ويكابد المحن في أداء العبادات. والله يختبر المكلفين بالصبر؛ حتى تظهر جواهرهم، كما حصل للأنبياء عليهم السلام. فالطريق طويلة، والمآسي على الطريق كثيرة، والعلاج الصبر؛ وما تباينتْ منازل أصحاب الهمم إلا بتباينهم بطول الصبر حتى نهاية الطريق)، [من كلام الإمام الرازي رحمه الله]. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


: الأوسمة



التالي
زيارة فضيلة الشيخ علي القره داغي إلى ILIM في ماليزيا: جلسة استماع للأحاديث النبوية ومناقشات دينية مثرية
السابق
تقديم عـام|سلسلة مقالات الاقتصاد الإسلامي والرقمنة؛

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع