الأمين العام : نداء عاجل للتحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية في غزة
قال تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (آل عمران: 169).
يستنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المجزرة البشعة التي ارتكبت بحق النازحين في منطقة المواصي، والتي أسفرت اليوم السبت عن 350 شهيدًا ومصابًا من النازحين، وتعد جريمة حرب فاضحة. إن الاحتلال الإسرائيلي قد صنف هذه المنطقة كمنطقة آمنة ودعا المواطنين للانتقال إليها، مما يجعل استهدافها جريمة نكراء بحق الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
كل الدلائل تشير إلى أن الشهداء الذين استهدفهم القصف الإسرائيلي في منطقة مواصي خان يونس هم من المدنيين العزل، وهذا يعكس بوضوح حرب الإبادة المستمرة منذ 9 أشهر ضد المدنيين في قطاع غزة. إن هذه الجريمة تؤكد استمرار الاحتلال في ضرب عرض الحائط بكل الأعراف والمواثيق الدولية، ومواصلة سياسة القتل والتدمير بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
إننا ندعو العالم الإسلامي والإنساني إلى التحرك الفوري وعدم السكوت أمام هذه الجرائم البشعة. قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ" (المائدة: 8). إن الصمت على هذه الجرائم يعادل المشاركة فيها، ونحمل كل من يتخاذل عن نصرة الشعب الفلسطيني جزءاً من المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية.
إننا نطالب بضرورة فتح المعابر وإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة فوراً، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية بشكل عاجل لإغاثة الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت ظروف إنسانية كارثية ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في هذا الشأن.
نحن أمام لحظة تاريخية يجب أن يستيقظ فيها الضمير العالمي. إن استمرار هذا الوضع سيقود إلى مزيد من الكوارث الإنسانية، ولا يمكن للعالم أن يظل مكتوف الأيدي بينما يتعرض شعب بأكمله للإبادة. إننا ندعو جميع الدول، والمنظمات الدولية، وأصحاب الضمائر الحية، إلى التحرك الفوري واتخاذ إجراءات فعالة لوقف هذا العدوان السافر.
نسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، ونسأله تعالى أن يفرج عن شعبنا الفلسطيني، وأن ينصرهم على من ظلمهم.
الدوحة: 7 محرم 1446ه الموافق 13 يوليو 2024م
الأمين العام
الدكتور علي محمد الصلابي