رئيس الاتحاد يلقي كلمة رئيسية في منتدى العالمية المدنية 2024 في كوالالمبور
في منتدى العالمية المدنية 2024 الذي عقد في كوالالمبور يوم الخميس بتاير 11 يوليو 2024م ونظمته معهد فهم الإسلام في ماليزيا (IKIM)، ألقى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أ.د. علي محيي الدين القره داغي الكلمة الرئيسية، معبراً عن تقديره العميق لمعهد فهم الإسلام في ماليزيا (IKIM) وشركائه الاستراتيجيين على جهودهم البارزة في تنظيم هذا البرنامج الهام.
في مستهل كلمته، قدم رئيس الاتحاد تحياته وشكره لكل من ساهم في جعل هذا المنتدى واقعاً ملموساً، مشيراً إلى الدور الحيوي الذي يلعبه معهد فهم الإسلام في تعزيز الفهم الصحيح للإسلام والتفاعل الحضاري بين الشعوب. كما أكد على أهمية مثل هذه اللقاءات في تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان، مشدداً على أن هذه المبادرات تعكس روح التعاون والعمل المشترك الذي هو أساس بناء مجتمعات قوية ومتجانسة.
وأضاف الشيخ في كلمته: "إن هذا المنتدى ليس مجرد تجمع فكري بل هو منصة للتفاعل البناء وتبادل الأفكار والخبرات التي تساهم في بناء مستقبل أفضل لنا جميعاً." وأشار إلى أهمية القيم الإنسانية المشتركة التي تجمع بين مختلف الثقافات والأديان، داعياً إلى التركيز على ما يوحد البشر بدلاً مما يفرقهم. كما أعرب عن أمله في أن يستمر هذا المنتدى في تقديم الحلول العملية والتوصيات الفعالة التي يمكن أن تسهم في تحسين حياة الناس وتعزيز السلم والأمن العالميين.
وأضاف الشيخ في خطابه: "النبل عند المسلم، حتى إنه يبادئ من هذه المعاملة الشرسة، التي وراها المذهبيين، والضهيونية المتطرفة وبعض المستشرقين، النيل من إسلام الرحمة، وإسلام المحبة، وإسلام كرامة الإنسان لحصر الإسلام على أنه دين يسعى، وليس فيه عرف التعايش مع الغير، وإنها هو عبارة عن دين سيف صارم مسلط على أعناق الناس."
وقد أشار الشيخ إلى: "تصرفات بعض المتشددين من المسلمين أو المتخرجين لبعض الجماعات الإسلامية التي قدموا من خلال سلوكياتهم صورة غير حضارية وغير مقبولة لدى الإسلام نفسه، بل تجاوزت حدود الكرامة الإنسانية، وبلغت الذروة في العنف والتطرف."
وأكمل قائلاً: "في جانب آخر، لقد شهد العالم حدثاً مأساوياً مؤلماً تمثل في معركة طوفان الأقصى، تلك المعركة كانت نقطة تحول محورية كشفت عن مدى فقدان البشرية لإنسانيتها ومبادئها الأساسية.
وأضاف الشيخ : تعتبر معركة طوفات الأقصى واحدة من أكثر الصراعات تدميراً وإيلاماً في تاريخنا المعاصر. فحين تقف أمام مشاهد الدمار والخراب، وتسمع أنين الجرحى وصراخ الأطفال، تدرك أن الإنسانية قد تراجعت إلى الوراء، وأن القيم الأخلاقية التي كانت تعتبر ركيزة أساسية لتقدم المجتمعات قد أصبحت مجرد شعارات جوفاء.
لقد أظهرت هذه المعركة بوضوح أن العالم قد فقد الكثير من قيمه الإنسانية. ففي ظل هذا النزاع الدامي، غابت مشاعر الرحمة والتعاطف، وتم تجاهل حقوق الإنسان الأساسية. لقد أصبح الإنسان مجرد رقم في حصيلة الخسائر، وأصبح الألم والمعاناة جزءاً من يوميات الكثيرين، دون أن يتحرك ضمير العالم بشكل جدي لإيقاف هذا النزيف.
إن الدروس المستفادة من معركة طوفان الأقصى تدعونا جميعاً إلى مراجعة أنفسنا وإعادة بناء مبادئنا الإنسانية. يجب أن نعمل على تعزيز قيم السلام والعدالة والتسامح، وأن نتصدى لسياسات العنف والكراهية بكل حزم. إن إعادة إحياء الروح الإنسانية تتطلب جهداً مشتركاً من جميع أفراد المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، والمؤسسات التعليمية والدينية.
إن إعادة بناء العالم على أسس إنسانية قوية يحتاج منا نشر الدين الإسلامي الصحيح ومبادئه السمية في التعامل مع الآخر و يقدرون قيمة الحياة والكرامة الإنسانية فوق كل اعتبار. إن أملنا يكمن في قدرتنا على التغيير وفي إصرارنا على بناء مستقبل أفضل لنا ولأجيالنا القادمة.
وهنا تحدث فضيلته عن 10 مبادئ في التعامل مع الأخر مستنبطة من القران الكريم والأحاديث الشريفة وكذلك 10 مبادئ عملية من خلال تطبيقات الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين للتعامل مع الآخر وفق فقه الميزان وطرح الأسس العقدية والفكرية التي يقدمها الإسلام وتحث على التعايش السلمي والتعاون وكذلك علاقة المسلم بغير المسلم في دار السلم وعلاقة المسلم بغير المسلم في دار الحرب.
في ختام كلمته، أعرب الشيخ عن شكره العميق لكل المشاركين والحضور على اهتمامهم ودعمهم، متمنياً أن يستمر التعاون بين جميع الأطراف لتحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز السلام والتفاهم بين الأمم.
بهذا اختتم رئيس الاتحاد كلمته مؤكداً على التزام الاتحاد بدعم مثل هذه المبادرات ومواصلة العمل من أجل تعزيز القيم الإنسانية المشتركة والتفاهم الحضاري بين الشعوب.