البحث

التفاصيل

نحن أولى بالمسيح منكم

الرابط المختصر :

نحن أولى بالمسيح منكم

كتبه: د. عطية عدلان

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:

ليس هينا على أنفس المسلمين أن يساء إلى نبي كريم من أنبياء الله ممن يدعون كذبا الانتساب إليه؛ لأن الواقع الذي لا تريد الأمم المسيحية الاعتراف به هو أن المسلمين أعظم إيمانا بالمسيح وبجميع أنبياء بني إسرائيل وأعظم توقيرا لهم من جميع أمم أهل الكتاب، وهذا هو مقتضى الفارق الجوهري بين الإيمان الحقيقي والإيمان المزيف المحرف.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يساء فيها لأنبياء الله تعالى، وما جرى مؤخرا في افتتاح الأولمبياد بباريس من إهانة لنبي الله عيسى -عليه السلام- لا تقتصر دلالته فقط على الحط من شأن نبي كريم أرسله الله تعالى لتقويم اعوجاج مسيرة بني إسرائيل، وإنما تمتد دلالاته لتكون بمثابة إعلاء لقيم الحداثة النيوليبرالية المارقة على الدين كله سواء منه الصحيح القائم والعليل المبدل، فلذلك كله أعلن المسلمون استياءهم من ذلك الصنيع الذي يضع فرنسا في موقف غاية في التناقض والإسفاف، فبينما ترفع بيد شعار الصليبية لتواجه به الإسلام تحمل بالأخرى معول الحداثة المارقة في وجه الكنيسة ودوائر اليمين الكئيبة التي تحيط بها.

هذا التناقض الفج ليس غريبا على الغرب الغارق في تناقضاته من لدن تزييف المسيحية على يد بولس ثم اعتماد النسخة المزيفة على يد قسطنطين إلى يومنا هذا الذي تعيش فيه الأوغسطينية والنيوليبرالية تحت سقف الحضارة المعاصرة كضرتين متنافرتين تلعق كل منهما مرارة الغيرة وهي لائذة بالصمت الرهيب.

بل إنه ليس غريبا على أهل الكتاب جميعا؛ فكتبهم التي يدعون لها القداسة هي ذاتها التي تصف أنبياءهم الذين يتعلقون بآثارهم بأوصاف يتجانف عنها الفساق! ولولا أن القرآن الكريم برأهم منها لصارت تلك الفعال التي نسبوها لهم منهاجا إنسانيا يقتدى ويحظى بالعصمة والارتفاع على النقد.

وحدهم المسلمون من بين أمم الأرض الذين يعظمون من شأن أنبياء الله، ووحدة القرآن من بين الكتب التي تنسب للسماء الذي برأ الأنبياء؛ مما وصمهم به الدجاجلة الأفاقون؛ لذلك كان مراد هوفمان على حق عندما لفت نظر الغرب المتغطرس إلى أن الإسلام جاء ليعدل من وضع المسيحية، فيجعلها واقفة على قدميها بدلا من وقوفها على رأسها.

فهل يستجيب هؤلاء يوما لنداء القرآن المنصف الواثق: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباب من دون الله)؟!

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.


: الأوسمة



التالي
فرنسا والطريق إلى الثورة!!
السابق
الإسلام وثبات المبدأ في زمن المتغيرات

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع