فقه الميزان وتوريث العلم.. رحلة مع
الكبار
كتب: أ. د. فضل عبد الله مراد
من أهم ما يستفيد منه العالم وطالب العلم مجالسة الكبار
من علماء الشريعة
أقول هذا في أول يوم انطلقت في دورة علمية هدفها ترسيخ
النظر الفقهي من خلال فقه الميزان لعالم من أهم علماء العصر وكبارهم العلامة
البروفيسور: علي القره داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
إن أهمية حضور ومتابعة هذه الدورات تتمثل في من يقدمها
وماذا يقدم.
حينما تجلس مع الشيخ تعلم أنه سيلخص لك مهارات نصف قرن
من النظر والبحث والتدريس والمناظرة والنقاشات في المجامع، والهيئات، والمؤتمرات،
والمؤلفات.
خلاصة جيل في مثل هذه المجالس.
لقد حضرت لشيخنا القره داغي مجالس حقيبته الاقتصادية في
الدوحة والمعايير الشرعية
مع تمكني من هذا الباب، لكن حضرت لأستفيد من خبرات
وتمحيص وتجارب وفقه مرتبط بالواقع في مسيرة البنوك والمال للرعيل الأول تسمع مسألة
في مثل هذه المجالس الهامة كنت مترددا فيها أوقد تكون مخطئا في تصورها فتلخص
لذهنيتك مسيرة خمسين سنة من الفقه والاجتهاد في جلسة.
هذا هو الربح بلا خسران.
ترجع وقد حملت كنوزا من ثمار التبصر والاستنباط
والمنهجيات.
وللشيخ نظرات وتأملات في القرآن والسنة أثمر ذلك فقه
الميزان التجديدي الهام الذي سأفرد له مقالا.
ولقد دخل غمار المقاصد فبنى فيه منظومة متكاملة خرجت
للنور قريبا فيها من التجديد والنظر والبناء والتفريع ما لا يستغني عنه الناظر في
هذا الفن.
هذه العلوم والثمار والإثمار العابر للأجيال هو هنا في
مثل هذه المجالس وهذه الدورات.
فإنها تشد لها الرحال ويضرب إليها في الفيافي ويطار
نحوها مع السابحات.
فالله يجزيه عن الأمة خير الجزاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أ. د. فضل مراد؛ مؤسس مشروع فقه العصر. أستاذ الفقه
والقضايا المعاصرة جامعة قطر. أمين لجنة الاجتهاد والفتوى والأمين العام المساعد
للاتحاد العالمي لعماء المسلمين.