البحث

التفاصيل

فن صِناعة الأعداء!!

الرابط المختصر :

فن صِناعة الأعداء!!

كتب: الدكتور منذر القضاة

 

هل ما زلت تبحث عن المزيد من الأعداء؟!! اقرأ هذه المقالة

بالرغم من أنَّ الحديث عن العدو والأعداء ليس بالأمر المحبب إلى النفس، فنحن نُفضِّل الحديث عن الصَّداقة والأصدقاء، نظراً لما تبعثه هذه الكلمة من شعورٍ بالراحة والطمأنينة، وما تثيره الكلمة الأُخرى من نفورٍ، إلا أنَّ ذلك لا ينفي وجود الأعداء في حياتنا.

إنَّ صناعة الأعداء مَهارة لا تحتاج إلى خبرةٍ ودرايةٍ؛ فيكفي أن تكون ناجحاً ومتميزاً في مجال عملك؛ ليصبح لك أعداء من حيث لا تعلم، وعندها فقط تُتجاهل الأخلاقيات وَيُعتدى على السُّلوكيات وَتُستباح حُقوقك من قبل هؤلاء الأعداء بضراوةٍ، وشراسةٍ.

بلحظاتٍ قد تتغير القلوب تجاهك بسبب جُرعةِ نجاح حصلت عليها؛ أو ترقِّي في وظيفة أو مكافأة مالية ، وغيرها من مسائل الدنيا ؛ أو كلمة صدرت منك ، أو موقف اتخذته في حياتك لحماية مبدأ ، أو موقف نبيل ؛ فيتحول في دقائق من كان على استعداد لأن يمنح روحه وحياته وقلبه لك ولقضيتك.. إلى عدوٍ مُتربصٍ شامتٍ ينتظر لحظة سقوطك المدوي ليفرح وتستقر نفسه!

لا تستغرب من هذا الكلام؛ فهناك من لا ينام الليل وهو يتلّوى ويفكر كيف يُوقعك في مصيبةٍ ، وقد يجتمع ويتحالف مع من هو على شاكلته لنسج خيوط مؤامرة بحقك ، وتخريب كل ما بنيته في سنوات في لحظات.

وأعلم يقيناً أنَّ هذا العدو في كل دقيقةٍ من دقائق حياته البائسة لا همَّ له إلا أنت وحياتك ، وعملك ، وسيارتك ، وطعامك ، ولباسك ، ونجاحك

نعم قد يحسدك أحدهم على القميص الَّذي ترتديه

لكن أعدائك الذين لا تعلم عنهم شيئاً هم في الأغلب من مرضى النفوس والقلوب الذين يُحيطون بك وَيبتسمون لك ، وينتظرون لحظة سقوطك عن سلم النجاح ، ويحرّضون عليك القريب والبعيد ، وللأسف تجد من يسمع لهم .

قد تتساءل أحيانا لماذا فلان يكرهني ؟

اطمئن أنت في الأغلب لم تعمل له شيئا فقط هو أصبح يكرهك ومن أعدى أعدائك؛ لأنَّه لا يملك ضمير، ولا وازع،  ولا قلب ، ولا أخلاق وقد اختار هذا الطريق سبيلاً للحياة فيستمتع بعذاب الآخرين مُعبراً عن حالة سادية مرضية

نعم أيها الإخوة فن صناعة الأعداء موجود في حياتنا يُمارس من البعض بوعي وأحيانا بدون وعي؛ لذلك أوسِع من نظرك إلى أبعد من بصرك لتحصل حينئذ على الحقيقة المرَّة أنت في الأغلب وسط غابة من الأعداء هم على الأرجح مجهولين وحولك يعيشون بصفاتٍ وهيئاتٍ مختلفة ؛ واستيقظ فأنت لست في حلم ؛ فالواقع هو الذي يحكم الحقائق وليست الأحلام.

وفي الختام لا تجزع من وجود الأعداء الَّذين قد تكون صنعتهم أنت من حيث لا تشعر؛ فنحن بحاجة إلى وجود مثل هؤلاء النمط من الأعداء في حياتنا لِنقيس مَدى قِيَمنا ومُثلنا ، وَهويتنا ، ولنتعرَّف على ذاتنا أكثر ، لكن أقهر عدوك هذا بصمتك وبالاستمرار على ما أنت عليه من نجاح.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* د. منذر عبد الكريم القضاة: عضو رابطة علماء الأردن. عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.


: الأوسمة


المرفقات

السابق
فقه الميزان وتوريث العلم.. رحلة مع الكبار

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع