الشباب والطريق إلى التغيير
الكاتب: د. كمال اصلان
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشباب
في أي مجتمع هم سر نهضة الأمم، وحامل رايتها، وأساس التغيير إلى الأفضل، إذا توفرت
لديهم الإرادة الحقيقية لفكرة الإصلاح والتغيير، وعليهم أن يكونوا أداة للبناء،
وليس معولاً للهدم، ومن ثمَّ عليهم الدور الأساس في تنمية منسوب الوعي في المجتمع من خلال عدة طرق، منها:
* نشر المعرفة والمعلومات؛ حيث إنهم
يمتلكون القدرة على الوصول إلى المعلومات بسرعة، وبطرق متنوعة، مما يمكّنهم من نشر
المعرفة حول القضايا الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والبيئية.
كما
يمكنهم المشاركة في الأنشطة المجتمعية، والفعاليات التي تهدف إلى زيادة الوعي حول
مواضيع محددة، مثل حملات التوعية الصحية، والتطوع في المشروعات الخيرية، وتنظيم
الفعاليات الثقافية.
ولديهم
الاستعداد للابتكار والإبداع؛ حيث يسهمون في تطوير طرق جديدة، ومبتكرة لزيادة
الوعي، مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لعرض القضايا الاجتماعية والبيئية،
وإطلاق المبادرات، والمشروعات التي تعالج مشاكل المجتمع، ويساعد الشباب على تمكين
مجتمعاتهم من خلال توفير التعليم، والتدريب للأفراد الأقل حظًا، مما يعزز من مستوى
الوعي العام والثقافة.
كما
يمكنهم المساهمة في زيادة الوعي السياسي من خلال المشاركة في النقاشات السياسية،
والتصويت في الانتخابات، والانخراط في الحركات الاجتماعية التي تهدف إلى التغيير
والإصلاح، والشباب قادرون على المشاركة في مشاريع التنمية المحلية والإقليمية،
والمساهمة في تحسين البنية التحتية، والزراعة، والتعليم، والصحة، وغيرها من
المجالات التي تعزز من رفاهية المجتمع.
ويمكن
أن يساهم الشباب في تعزيز ثقافة الحوار، والتفاهم، والتسامح بين مختلف أفراد
المجتمع، وأن يلعبوا دورًا محوريًا في بناء مجتمعات أكثر انسجامًا وتعاونًا،
والشباب لديهم القدرة على تشجيع الممارسات البيئية المستدامة، مثل إعادة التدوير،
واستخدام الموارد الطبيعية بشكل مسؤول، لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
كما
يتجه العديد من الشباب نحو ريادة الأعمال، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة، وتحسين
الاقتصاد المحلي، وتشجيع الابتكار، ويستطيع الشباب التواصل، وبناء الجسور بفضل
انفتاحهم، وتعدد ثقافاتهم، مما يعزز من التعاون والسلام العالمي.
من
خلال هذه الأدوار المتنوعة، يمكن أن يعمل الشباب على بناء مستقبل أكثر إشراقًا
واستدامةً، مستفيدين من طاقتهم وحماسهم وإبداعهم.
وهذه
الأدوار المنوطة بالشباب لا يمكن أن تتم إلا بعد وضع إستراتيجية شاملة ومتكاملة،
تشمل العديد من الجوانب التي تضمن مشاركتهم بشكل فعّال وإيجابي، ومن هذه الطرق المهمة لإتاحة الفرصة للشباب:
* التعليم والتدريب المهني؛ من خلال توفير
تعليم عالي الجودة، ومتاح للجميع، بما في ذلك تعليم العلوم، والتكنولوجيا،
والهندسة، والرياضيات، وتصميم برامج تدريب مهني متخصصة لتزويد الشباب بالمهارات
العملية اللازمة لدخول سوق العمل، وتقديم الدعم المالي والتمويل، من خلال المنح
والقروض الميسرة لرواد الأعمال الشباب، لتشجيعهم على بدء مشاريعهم الخاصة، وتوفير
برامج تمويل للشباب الذين يرغبون في متابعة تعليمهم العالي، أو التدريب المهني.
ومساعدتهم
على الوصول للتكنولوجيا الحديثة، مما يساعدهم على التواصل، وتطوير مهاراتهم، وتعلم
مهارات جديدة، مع توفير فرص العمل والتوظيف، ويتم ذلك من خلال تشجيع الشركات على
توظيف الشباب، وتقديم الحوافز، وبرامج التدريب المتخصصة لهم.
وإذا
تحققت هذه الإستراتيجيات، يمكن توفير بيئة داعمة للشباب للقيام بدورهم المنوط بهم،
وتساعدهم على تحقيق إمكانياتهم، والمساهمة بشكل فعّال في تطوير مجتمعاتهم.
وقد
اهتم النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، بالشباب اهتمامًا كبيرًا، من خلال العديد
من المواقف والتوجيهات التي ركّز فيها على تنمية الشباب ودعمهم، وتوجيههم للسلوك
الحسن، والبعد عن الأخطاء، وسلّمهم مسؤوليات كبيرة ووثق بهم في مختلف المواقف،
وكان يستمع إليهم، ويأخذ بآرائهم في الكثير من الأحيان، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم
ويشجعهم على التفكير والمشاركة الفعالة، كما اهتم النبي، صلى الله عليه وسلم،
بالاحتياجات النفسية، والاجتماعية للشباب، وكان يعاملهم بلطف ورحمة، ويُقدم لهم
النصائح الأبوية، مما يساعدهم على مواجهة تحديات الحياة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ملحوظة: جميع المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين.