الانفصال الآمن، وقلق الانفصال
الكاتب: د. منذر عبد الكريم القضاة
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،
وبعد
الأحد القادم الموافق 1/9/2024م – إن شاء الله - تستعد
عائلات كثيرة في الأردن لإرسال أطفالها إلى الروضة – رياض الأطفال -، ومنهم عائلة
ابنتي ، ونعيش معها مع فرحة إرسال الحفيد الأول جهاد إلى الروضة.
لكن في الحقيقة تبين أنَّ الذهاب إلى الحضانة والتعامل
مع قلق الانفصال لدى الأطفال أمر صعب جداً على الكثير من الأمهات ، ومن المؤكد
أنَّه أصعب على الوالدين مقارنة بالطفل، وقد نقلت لي ابنتي خلال فترة التحضيرات من
قبل إدارة الروضة لاستقبال الأطفال أنَّ هناك مصطلحا متداولاً يسمى الانفصال الآمن
، حيث لا بدَّ من علاج مثل هذه الحالة التي قد تترسب في عقل الطفل وتبقى معه طوال
عمره ، فالطفل الصغير الذي اعتاد في أول سنوات عمره على أبويه، وبالأخص أمَّه سيجد
مشكلة كبيرة في اليوم الأول للروضة ، ولقد شاهدت سابقا فيديوهات للقاء الأطفال مع
أمهاتهم في نهاية اليوم الأول للروضة ، وكان مفعماً بالأحاسيس والمشاعر، وبكاء
الطفل وبكاء الأم معاً ، وربما وجدت الأم صعوبة كبيرة في اقناع الطفل بالذهاب
للروضة في اليوم التالي ، ويصبح هناك اضطراب آخر يسمى اضطراب قلق الانفصال (Separation anxiety ) ، وهذا ما تؤكده الدكتورة: Deborah M. Consolini, MD, Thomas التي تعمل فيJefferson
University Hospital في مقال لها
منشور على موقع MSD - موضوعات صحية - 2022: " يختلف قلق الانفصال عن اضطراب قلق
الانفصال الذي يُصيبُ الأطفالَ الأكبرَ سِنًّا. حيث يرفض الأطفال المُصابون بهذا
الاضطراب عادةً الذهاب إلى المدرسة أو إلى المرحلة التي تسبق المدرسة. فإذا كان
اضطراب قلق الانفصال شديدًا فإنَّه قد يؤثِّر في النموِّ الطبيعي للطفل. ويجب على
الآباء ألَّا يَحُدُّوا أو يَتخلَّوا عن نشاطاتهم البعيدة عن الطفل استجابةً لقلق
الانفصال عند الطفل لأنَّ قيامهم بذلك قد يؤثِّر في نضوج الطفل ونموِّه".
وأترك جزءاً من الحديث لمقال جميل للكاتبة الدكتورة
الصيدلانية لمياء ابو شنب منشور من خلال موقع الطبي- 2024: " كل ما يحتاجه
الأطفال ببساطة هو الحصول على بعض الوقت للتكيف مع الروتين الجديد، وإذا كانت الأم
تأخذ الطفل إلى الحضانة أو مركز الرعاية أو تتركه مع مربية، يجب أن تتذكر أن الطفل
قد أمضى كل يوم من أيام الأشهر الماضية من عمره معها. من المتوقع أن يتكيف الطفل
مع روتينه الجديد خلال أيام قليلة، لذا يجب على الأم التحلي بالصبر. سوف يعتاد الطفل
على أن تركه لفترة زمنية محددة أمر عادي. إنَّ بكاء الأطفال عند الذهاب للحضانة
طبيعي طالما أن الطفل بأمان، وهناك من يعتني به، ويمكن للمربية أن تراعيه وتتعامل
مع مشاعره، فقد يحتاج الأمر إلى بعض الوقت لكي يتكيف الطفل مع هذا الوضع الجديد.
وفي هذا العمر، يعرف الطفل أيضاً من هي أمه، وما أهميتها في عالمه. إن الطفل لا
يريد أن يمكث بعيداً عن الأم مدة طويلة، ولكن عليه أن يعتاد على ذهاب الأم
وايابها، وسوف يستغرق هذا بعض الوقت إلى أن يدرك معنى عودتها إليه بعد فترة من
الزمن".
قلت: "وفي الواقع أن قلق الانفصال قد يصيب الوالدين
وتحديدا الأم التي قد تمضي الأيام الأولى وهي تبكي على انفصال ابنها فترة وجوده في
الروضة لذلك نختم مع هذه النصائح مع جزء من مقالة منشورة على موقع الهدهد بعنوان:
قلق الانفصال عند الأطفال، بتاريخ 2022م، وقد حررت هذه المقالة بوساطة التربوية
وداد اعتمادًا على المعلومات الموثقة من هيئة الصحة البريطانية والأكاديمية
الأمريكية لطب الأطفال".
"تذكّري أنه من الطبيعي أن يشعر طفلك بالقلق بدونك،
لذلك لا داعي للتوتر، فبدلاً من ذلك، يمكنك التركيز على مساعدة طفلك على فهم
مشاعره والتعامل معها؛ كي يشعر بمزيد من الأمان، ويدرك حاجة البالغين لقضاء وقت
منفصل عنهم. فقضاؤك وقتًا منفصلًا عنه، لن يُلحقَ الضرر به – إن استوفيتِ الشروط
القادمة – بل في الواقع سيمكّنه من تعلم كيفية التأقلم بدونك، وهذه خطوة مهمة نحو
امتلاكه مهارات الاستقلال".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها
ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.