البحث

التفاصيل

في رثاء الشيخ محمد أحمد الراشد

الرابط المختصر :

في رثاء الشيخ محمد أحمد الراشد

الكاتب: د. عصام البشير

نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

  إلى رحمة الله ورضوانه وبحبوحة جنته، أستاذنا الراشد، مضيت إلى بارئك بعد أن أثريت أرواحنا من كنوز معرفتك، وملأت قلوبنا بآفاق فكرك. يا من أرشدتنا إلى طريق الصواب بـ"المنطلق"، وأزحت من أمامنا "العوائق" التي حالت دون تقدم الدعوة، وهذبت نفوسنا بـ"الرقائق" التي زادتنا قربًا من الله.

تركت لنا "المسار" واضحًا، ووضعت لنا "صناعة الحياة" كهدف نسعى إليه، وأورثتنا "رسائل العين" و"منهجية التربية الدعوية" لنقتدي بها ونرشد من بعدها.

كان قلمك يعبر عن رؤى تتجاوز الواقع، كأنك ترى بعين بصيرتك ما نحتاجه، وكأن الله ألهمك ما في صدورنا من حاجات لمفاهيم عميقة وتربيات نقية. من لم يقرأ لك، فقد حُرم من نور علمك، ومن لم يتهذب بكتاباتك، فقد ضيع على نفسه خيرًا كثيرًا.

يا من هذبت لنا "مدارج السالكين" وزينت لنا "العقيدة الطحاوية" بحروفك الرقيقة، و"مواعظ داعية" كانت بلسمًا للقلوب، و"آفاق الجمال" كانت نافذة إلى الروح. جمعت بين حنان الداعية وصرامة المربي، فكان حرفك نابضًا بالحياة، وقلبك متوهجًا بالإيمان.

خسارتنا فيك كبيرة، ولكن نعلم أنك لم ترحل إلا بعد أن أديت الأمانة، وعلمت ووعظت وزكيت، وتركت لنا أثرًا لا يُمحى في قلوبنا وفي قلوب الدعاة الآتين من بعدنا. نسأل الله أن يجازيك عنّا خير الجزاء، وأن يلحقك بالصالحين الذين شوقت أرواحنا إليهم.

اللهم اجعل مثواه جنات النعيم، وارفع درجته في عليين، وألحقنا به في رضوانك يا أرحم الراحمين.

رحمك الله يا راشد الفكر والدعوة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.


: الأوسمة


المرفقات

التالي
الانفصال الآمن، وقلق الانفصال
السابق
رحيل محمد أحمد الراشد.. أديب ومنظر الحركة الإسلامية

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع