البحث

التفاصيل

حوار مع د. نزيهة امعاريج حول: التعريف الثوابت والفكر الإسلامي، أهدافها، أنشطتها، إنجازاتها، مشاريعها المستقبلية..

الرابط المختصر :

حوار مع د. نزيهة امعاريج حول: التعريف الثوابت والفكر الإسلامي، أهدافها، أنشطتها، إنجازاتها، مشاريعها المستقبلية..

 

يواصل المكتب الإعلامي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تنظيم سلسلة حوارات إعلامية مع مختلف لجان الاتحاد، بهدف تسليط الضوء على اللجان التنفيذية وتعريف الجمهور بأهدافها وأنشطتها وإنجازاتها، إلى جانب استعراض خططها المستقبلية ورؤيتها للتطوير.

وفي هذا اللقاء، نرحب بالدكتورة نزيهة امعاريج، رئيسة لجنة الثوابت والفكر الإسلامي بالاتحاد، وأستاذة مقارنة الأديان في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول في وجدة، المملكة المغربية.

"التعريف باللجنة، وأهدافها، وأنشطتها وإنجازاتها، وخططها المستقبلية"

* س1. هل يمكنكم تقديم نظرة شاملة عن لجنة الثوابت والفكر الإسلامي في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وصحافته أجمعين والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحلال إذا شئت سهلا..

         لجنة الثوابت والفكر الإسلامي بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هي لجنة تعنى بثوابت الإسلام من حيث ضرورتها في الانبعاث الحضاري، والتدافع الإنساني، متوسلة بفكر إسلامي ينطلقُ من أصول الإسلام للإجابة عن النوازل المستجدة، والتصدي للتحديات المستحدثة.

       فهي تقدم نفسها مرجعية شرعية وحاضنة علمية، ومنهج نظر، وطريق عمل، لإعادة تشكيل معارف إسلامية وفية لأصول الدين، متحدة بمقاصده، مستوعبة لواقع الأمة وإشكالاته، مسترشدة بمكتسبات طوفان الأقصى وإنجازاته.

* س2. ما هي الأهداف الاستراتيجية التي تسعى اللجنة إلى تحقيقها؟

الجواب: أما عن أحداث اللجنة، فهي تنقسم إلى قسمين كبيرين:

1- قسم نظري تصوري يهتم بثوابت الأمة وفكرها الإسلامي من حيث الدرس والتحليل والتأمل والنظر، وأبرز معالمه:

- معلم ثوابت الأمة، ومن أهدافه:

      أولاً؛ رسم حدود جامعة مانعة ضابطة منضبطة لثوابت الإسلام، والكشف عن قوانينها الحاكمة، والاهتداء إلى حكمها الخفية، بما نحفظ به قطعية النص، ونضمن به كمال الدين، وأبديته.

    ثانيا؛ التأكيد على ضرورة الثوابت في حياة الفرد والمجتمع، وأهميتها في ترشيد نهضة الأمة، وتوجيه حركية التاريخ في ضوء منجزات الطوفان ونتائجه.

   ثالثاً؛ قطع الطريق أمام دعوات التشكيك في النص القطعي والحكم الثابت..

 - معلم الفكر الإسلامي، ومن أهدافه:

    أولاً؛ تشكيل فكر إسلامي يتخذ من أصول الإسلام مصدرا للمعرفة، ومن العقل المسلم أداة للنظر، يسوق إلى التصور الصحيح للكون والإنسان والحياة، ويحدد الأسس السليمة للنهوض والارتقاء.

   ثانيا: التمكين للمنهج الإسلامي في النظر إلى الاستفادة من تراث الأمة وحل مشكلاتها الآنية، واستشراف مقاصدها في هداية البشرية.

      ثالثا: كشف زيف شعارات روّج لها المنتظم الدولي والنظام العالمي، وقد أسقطها "طوفان الأقصى" نحو الدفاع عن حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وحق السيادة على الأوطان، وكرامة الأسرى وحقوقهم، وغير ذلك كثيراً.

 هذا عن القسم النظري التصوري للجنة أما بالنسبة  للقسم العملي الإجرائي، فمن أهدافه:  

      أولا، توفير مرجعية شرعية وحاضنة علمية، ومنهج نظر، وتفكر بديل بعد عجز مؤسساتنا العلمية ومراكزنا الفكرية عن مواكبة طموحات الأمة وسوقها في معركة التحرر التي انطلقت شرارتها مع معركة "طوفان الأقصى" المبارك.

      ثانياً؛ استثمار الأوبة الإنسانية إلى التدين، والعمل على الترويج للدين الحق، متكئين كَسْب معركة طوفان الأقصى.

    ثالثا؛ إعداد بحوث نظرية قيمية، وأعمال تربوية بمفاهيم جديدة تنطلق من قطعية النص، وتمتد إلى متغيراته، مسترشدة منجزات الطوفان ونتائجه.

    رابعا؛ تنظيم مناشط للتصدي لتحديات هدم الفطرة السليمة، ونقض أسس الدين الصحيح من إفساد القيم، وترويج الإلحاد، وتفكيك مؤسسة الأسرة، ونشر الشذوذ، وغيرها كثيراً.

     خامساً: الاجتهاد في إخراج فقه سياسي مؤسس على إنجازات الربيع العربي مستفيد من نتائج طوفان الأقصى.

     سادساً؛ عقد مؤتمرات علمية وتنظيم دورات تكوينية وموائد مستديرة، وأيام دراسية وإجراء حوارات علمية وفكرية، وغير ذلك كثير إن شاء الله.

* س3. ما هي التوجهات العامة التي تتبناها اللجنة؟ وماذا عن نطاق عملها؟ وما هي مجالات تركيزها؟

أولاً: التوجهات العامة

الجواب: اللجنة ذات توجهات عامة تحدد لها خريطة الطريق التي تلتزمها إن شاء الله هي:

   التوجه الأول، ثوابت الأمة، قطعيات دين الإسلام وضرورتها في تعزيز الحضاري للأمة.  التوجه الثاني، التوسل باجتهادات علمائنا، بدءً من اجتهادات الصحابة الكرام في الجمع بين الثابت والمتغير، وكيفية الاستفادة من هذه الاجتهادات في الجمع بينها في عالمنا المعاصر من غير تنافر ولا تضاد.  

التوجه الثالث، تحدي الثوابت في ذاته وهو من وجهين:

1-           الصيحات المغرضة الداعية إلى تجاوز ثوابت الأمة في بناء الهُوية الحضارية لأمة الإسلام، الوجه

2-           تأخر العقل المسلم في الاهتداء إلى اكتشاف آليات التعامل مع الثوابت بما يحفظ قدسية النص، ويستجيب للتحديات.

التوجه الرابع، صياغة فكر إسلامي ينطلق من أصول الإسلام، يتشوفُ إلى كليات الدين في خلافة الإنسان وعمارة الكون.

التوجه الخامس، الاستفادة من طوفان الأقصى وإنجازاته في الانبعاث الحضاري للأمة.

ثانياً: نطاق عمل اللجنة؟

الجواب: أما عن نطاق عمل اللجنة، فهو نطاق زمني جغرافي بشري.

1-           النطاق الزمني وبدايته تاريخ التعاقد مع الأمانة العامة لإنجاز خطة عمل اللجنة، ونهايته انتهاء هذه الولاية إن شاء الله.

2-           النطاق الجغرافي  البشري، وهو نطاق إنساني تفاعلي بناء على مصلحة الأمة وحاجة الإنسانية ، و يهدف إلى إشراك أكبر عدد من أهل الاختصاص لخدمة شعار اللجنة أو عنوان اللجنة "ثوابت الإسلام والفكر الإسلامي".

ثالثاً: مجالات تركيز اللجنة؟

الجواب:

أولا،  المجال العلمي البحثي، وهو يعتمد استكتاب الأقلام وإعداد البحوث، وكذلك جمع أعمال التظاهرات العلمية والثقافية، وتنظيم فعاليات علمية من مؤتمرات وندوات وموائد مستديرة، وأيام دراسة وغير ذلك.

ثانيا، المجال اللجنة التدريبي والتأهيلي، وذلك من خلال تقديم دورات علمية وفكرية للشباب من طلبة المعاهد والكليات والمؤسسات البحثية،

ثالثا،  مجال الانفتاح على المؤسسات ذات الصلة أو ذات الاهتمامات المشتركة، وغير ذلك. رابعا، المجال التوعوي، أيضاً اللجنة تهتم بالجانب التوعوي الدعوى  لتعزيز الاهتمام بالثوابت وتفعيل الفكر الإسلامي المنشود.

خمسا، المجال الإعلامي، اللجنة تحاول البحث عن موطئ قدم في الإعلام المرئي والسمعي الرسمي والأهلي وغير ذلك، واستثمار شبكة التواصل الاجتماعي في التسويق لمنتوج اللجنة.

* س4. رغم فترة تكلفيكم الحديثة للجنة، ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها حتى الآن؟

الجواب: اللجنة مدتها الزمنية قصيرة، ولكن الحمد لله قد استطاعت بفضل من الله وكرمه أن تنجز أعمالا مهمة منها:

- العمل الأول، عقد مؤتمر في الولاية السابقة تحت عنوان (شروط النهوض الحضاري.. تعليم المرأة نموذجا) بدولة تركيا.

- العمل الثاني، عقد مؤتمر في موضوع (فطرة التدين وسؤال الإلحاد) بمشاركة نخبة من العلماء من مختلف التخصصات العلمية  شرعية واجتماعية ونفسية تاريخية إلى غير ذلك، والمؤتمر عقد بموازاة مع الجمعية العمومية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في يناير 2024م بالعاصمة القطرية الدوحة، وهو يعتبر من إسهامات الاتحاد الجادة ومشاركته الهامة لقول كلمة سواء في موضوع خطير جدا يهدد مستقبل الإنسانية من حيث خطورة مشاريع الإلحاد في إتلاف الفطر السوية وهدم أسس الدين الحق والقضاء على التدين السليم، والحمد لله العمل جاري على جمع أعمال هذه المؤتمرات.

العمل الثالث، جمع أعمال هذه المؤتمرات، حتى تتحول إلى مراجع تستفيد منها الأمة الإنسانية. وبالنسبة لمشروع المؤتمر الأول الحمد لله قد أصبح جاهزا وهو عبارة عن مرجع علمي مهم، والعمل جار على جمع أعمال المؤتمر الثاني.

* س5. هل يمكنكم إلقاء الضوء على مشاريع اللجنة الحالية وخطط العمل المستقبلية؟

الجواب: عن مشاريع اللجنة، طبعا اللجنة لها خطة عمل تمتد خلال هذه الولاية بمعنى خمس سنوات إن شاء الله، وعندها خطة عمل مرحلية تعمل على تنزيلها لمرحلة 2024 بحول من الله وقوته.

-     المشروع الأول، إعداد بحوث بمفاهيم مؤسسة على قطعيات الدين وثوابته، وتنطلق أيضا من نتائج طوفان الأقصى المبارك، والمشروع قد انطلق بحمد من الله وفضله بعد أن أُعِدَّت الورقة الموجهة للمشروع، وحُدِّدَت لائحة المفاهيم المزمع إنجازها والتعاقد مع ثلة من العلماء الذين انخرطو في إنجاز هذه المفاهيم، فالمعركة اليوم هي معركة مفاهيمية بامتياز، وتوطين المفاهيم ضمن البيئة الإسلامية، انطلاقا من ثوابت الأمة، هي من الخطوات المهمة في إعادة البناء الحضاري.

-     المشروع الثاني، التأسيس لفقه سياسي جديد يجيب عن أسئلة المرحلة، ينطلق من الربيع العربي، ويصل إلى طوفان الأقصى إن شاء الله، والعزم بالنسبة لهذه المرحلة، إنجاز عشرة بحوث نموذجية خطوة أولية للجنة، ثم بعد ذلك إن شاء الله سنعمل على إنجاز بحوث أخرى تدعو أو تفرضها الحاجة، والمشروع قد انطلق بتوفيق من الله وكرمه، وقد حُدِّدَت أرضية المشروع وتعيين معالمه، والإطار المنهجي والعمل إن الله مستمر.

-     المشروع الثالث: مشروع عقد دورة تكوينية لبيان حقيقة العلاقة بين ثوابت الإسلام ومتغيراته، وهذا يأتي في إطار جواب عن سؤال عريض وتحد كبير جدا، أولاً نرسم به الحدود الجامعة المانعة لماهية الثوابت، ضوابطها، العلاقة بينها وبين مفاهيم مركزية موازية: الإجماع، المعلوم من الدين بالضرورة.. بالضرورة، القطعي والظني، علاقها بالمتغير، لمَّا أن العلاقة في تاريخنا الإسلامي هي علاقة المكمِل بالمكمَل، تصديقا أولاً لأبدية الدين حيث يقول -سبحانه وتعالى: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..]، وتحقيقا لمصلحة الإنسان بأن نرفع عنه الحرج فيما يصادفه من تحديات في حياته، وبعد مماته، قال الله -سبحانه وتعالى- يقول: [وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ...]، والمشروع في طور الإنجاز، والحمد لله قد أُعِدَّت أرضية هذه الدورة وحدد تاريخها وعين مكان إنجازها وأسماء العلماء الذين سيقومون على إدارتها، كما وُضِعَت استمارة لتقديم طلبات المستفيدين من الدورة، والمتابعة حاصلة من الوجوه جميعها بحمد من الله سبحانه وتعالى.

-     المشروع الرابع، مشروع ثوابت مقدسية، وهو يروم تتبع الثوابت والمتغيرات المتعلقة بالقضية الفلسطينية عبارة عن فقرات مكتوبة أو مسجلة ينجزها الباحث في المسألة أعلاه.

  هذا علماً كما قلت أن اللجنة لها خطة عمل لولاية كاملة، وستعمل على تنزيلها بحسب المراحل، والحمد لله رب العالمين.

المصدر: المكتب الإعلامي


: الأوسمة


المرفقات

التالي
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن الجرائم البشعة بحق أهل غزة المحاصرة
السابق
موقف المسلم من المحن

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع