رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يطلق
مبادرة لعقد قمة إنسانية لمواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
رسالة ونداء إلى أمتي المسلمة حكاماً وشعوباً.
مبادرتي لعقد قمة إنسانية لمواجهة العدوان
الإسرائيلي على غزة ولبنان
تنبع هذه الدعوة من قلب المحب المخلص لأمته، الذي
يشعر بواجب الوقت في حماية مكونات الأمة الإسلامية وصون وحدتها من التفكك الذي
يهددها.
إننا نواجه تحديات جسامًا في هذا العصر، حيث
تحاول قوى الشر تأليب الحكام على الشعوب، أو الشعوب على الحكام، بهدف تمزيق نسيج
مجتمعاتنا الإسلامية وتفتيتها.. وبهذا، أرى أنه من واجبنا أن نتحرك بسرعة وفعالية
لمواجهة هذه المؤامرات وحماية الأمة من السقوط في شراكها.
لقد أصبح واضحاً أننا نعيش في مرحلة حرجة تتطلب
منا العمل الجماعي والمواقف الحاسمة. ومن هذا المنطلق، أطرح مبادرتي لعقد
"قمة إنسانية" للتصدي للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان. هذه
القمة لا تمثل مجرد حدث سياسي أو إعلامي، بل هي استجابة فعلية وصوت إنساني لكل من
يؤمن بالعدالة والكرامة.
*مبادرتي لعقد قمة إنسانية لمواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان*
تهدف هذه المبادرة إلى جمع الدول الإسلامية
والعربية الكبرى، وتوحيد صفوفها في قمة إنسانية طارئة تهدف إلى التصدي للإبادة
الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة ولبنان. وقد تم تقديم هذه المبادرة لأول مرة في
مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وها هي اليوم تُطرح رسميًا على تركيا وبعض
الدول الإسلامية المؤثرة.
* أهداف القمة:
1. إنهاء حالة العجز العربي والإسلامي: بات من الواضح أن الأمة العربية والإسلامية بحاجة
إلى اتخاذ موقف قوي وموحد.
2. وقف الإبادة الجماعية في غزة ولبنان: يجب علينا التحرك سريعًا لوقف هذا العدوان
الوحشي.
3. الاتفاق على آلية دولية لحماية المدنيين: يجب أن نتفق على آلية فاعلة لوقف الجرائم التي
تُرتكب ضد شعوبنا.
4. إنشاء منظمة دولية إنسانية: تسعى هذه القمة لإنشاء منظمة دولية تركز على
إنقاذ المدنيين في غزة والمناطق المظلومة.
* الأدوات المتاحة: لدينا العديد من الأدوات التي يمكننا استخدامها للضغط على المجتمع الدولي.
من أهم هذه الأدوات هو التهديد بقطع البترول
والغاز، حيث تمتلك الدول العربية نحو 50% من موارد الطاقة في العالم، ولن يستطيع
العالم تحمل انقطاعها لفترة طويلة.
دور تركيا وماليزيا
تم توجيه طلب رسمي إلى كل من الرئيس التركي ورئيس
وزراء ماليزيا لدعوة الدول الرافضة للعدوان إلى المشاركة في هذه القمة. وتهدف هذه
الجهود إلى تشكيل تحالف دولي قوي لحماية حقوق الإنسان في غزة ولبنان.
تنظيم القمة والفعاليات الجانبية:
يُقترح أن تتضمن القمة مشاركة الناجين من الإبادة
الجماعية لعرض تجاربهم المأساوية وتأثيرها الإنساني العميق. كما ستتخلل القمة
جلسات نقاشية حول الإبادات الجماعية في غزة والبوسنة ورواندا، مع الإعلان عن تحالف
دولي لمنع الإبادات وحماية المظلومين.
أهمية الاستمرارية:
لا بد أن تكون هذه القمة دورية لضمان المتابعة
الجادة للقرارات المتخذة. ويجب أن يتضمن التحالف الدولي التزامات مالية، ونشر قوات
حفظ السلام، والدعم الدبلوماسي لتحقيق أهدافنا الإنسانية.
ازدواجية المعايير الغربية:
من المؤسف أن نرى ازدواجية المعايير التي تتبناها
بعض الدول الغربية، حيث تتحدث عن حقوق الإنسان وتدافع عنها في بعض الحالات، لكنها
تغض الطرف عن الجرائم التي تُرتكب في غزة.
هذه القمة تأتي استجابة لموروثنا الإسلامي في
العدالة والإنصاف، كما كان حلف الفضول الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
تركيا كدولة مستضيفة
تركيا تعتبر الخيار الأنسب لاستضافة هذه القمة
بسبب موقعها الجغرافي وعلاقاتها الدولية، بالإضافة إلى موقفها الحازم تجاه القضية
الفلسطينية.
* جهود الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:
لقد بذل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جهودًا
كبيرة في الدفاع عن القضية الفلسطينية والتصدي للإبادة الجماعية في غزة ولبنان.
قدمنا العديد من المقترحات لمواجهة العدوان الإسرائيلي، لكن قدراتنا وحدها محدودة،
ونحن بحاجة إلى تكاتف الدول الإسلامية.
موقفنا من حزب الله والعدوان الإسرائيلي:
إننا ندين الطغيان الصهيوني وندعو لحماية جميع
مكونات الشعب اللبناني، ونؤكد رفضنا للشماتة في أي فصيل، فموقفنا هو مع الشعوب
المظلومة.
دعوة للتبرع والمساعدات:
كما ندعو الجميع إلى التبرع وتقديم المساعدات
لدعم أهل غزة ولبنان، وذلك استجابةً لعدة فتاوى تم إصدارها لدعم هذه الجهود
الإنسانية.
هذه
المبادرة ليست سوى بداية طريق طويل من العمل الجاد لحماية الأمة الإسلامية، ويجب
أن نتوحد جميعًا، حكامًا وشعوبًا، لتحقيق هذه الأهداف السامية.
أ. د. علي محيي الدين القره داغي
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين