الدكتورة
نزيهة امعاريج: لجنة الثوابت والفكر الإسلامي تسعى لتشكيل وعي حضاري متجدد (حوار)
في إطار جهوده المستمرة
لتعزيز التواصل مع الجمهور، يواصل المكتب الإعلامي للاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين تنظيم سلسلة من الحوارات الإعلامية مع لجانه المختلفة، بهدف تسليط الضوء
على الأنشطة والإنجازات والخطط المستقبلية للاتحاد.
وفي هذا اللقاء، تم استضافة
الدكتورة نزيهة امعاريج، رئيسة لجنة الثوابت والفكر الإسلامي بالاتحاد، وأستاذة
مقارنة الأديان في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول في وجدة،
المملكة المغربية.
التعريف
باللجنة وأهدافها
الدكتورة امعاريج استهلت
حديثها بالتأكيد على أن لجنة الثوابت والفكر الإسلامي تهدف إلى تعزيز الوعي
بالثوابت الإسلامية ودورها في النهوض الحضاري، مؤكدةً على أهمية تقديم فكر إسلامي
متجدد يستند إلى أصول الدين لمواجهة التحديات المعاصرة.
وأوضحت أن
اللجنة تتكون من قسمين رئيسيين:
* القسم النظري التصوري الذي يركز على دراسة الثوابت الإسلامية وتحليلها، بهدف
رسم حدود واضحة لهذه الثوابت والكشف عن قوانينها الحاكمة، مما يساهم في الحفاظ على
قطعية النصوص وضمان كمال الدين.
* القسم العملي الإجرائي الذي يسعى إلى توفير مرجعية شرعية ومنهج بديل في مواجهة
التحديات المعاصرة، حيث يعمل على إعداد بحوث وأعمال تربوية تهدف إلى نشر القيم
الإسلامية الصحيحة وتعزيز العمل الجماعي في مواجهة الأزمات.
أنشطة اللجنة
المستقبلية
فيما يتعلق بالخطط
المستقبلية، ذكرت الدكتورة امعاريج أن اللجنة تخطط لعقد مؤتمرات علمية وتنظيم
دورات تدريبية وموائد مستديرة لمناقشة القضايا الفكرية المعاصرة.
كما أكدت على أهمية الاجتهاد
في تطوير فقه سياسي مستند إلى نتائج الربيع العربي، مستفيدةً من الأحداث الأخيرة
التي شهدتها الساحة الفلسطينية.
وأعربت عن تطلعها لتفعيل دور
اللجنة في نشر الوعي وتعزيز القيم الإسلامية، لتكون مرجعًا علميًا يمكن الاعتماد
عليه في مواجهة التحديات الفكرية والدينية المعاصرة.
هذا وقد أكدت الدكتورة
امعاريج أن اللجنة ستعمل على مواجهة محاولات هدم الفطرة السليمة ونشر الإلحاد
والشذوذ، من خلال برامج تستهدف تعزيز القيم الإسلامية في المجتمعات.
التوجهات
العامة ونطاق العمل
وتطرقت رئيسة اللجنة إلى
التوجهات العامة التي تتبناها، مشيرة إلى أهمية الثوابت الإسلامية في تعزيز الهوية
الحضارية للأمة.
وأكدت على ضرورة الاستفادة
من اجتهادات العلماء، بدءًا من اجتهادات الصحابة، لجمع الثابت والمتغير دون تنافر.
كما تناولت التحديات التي
تواجه الثوابت، مثل الصيحات الداعية إلى تجاوزها وتأخر العقل المسلم في اكتشاف
آليات التعامل معها.
وشددت على أهمية صياغة فكر
إسلامي يتشوف إلى كليات الدين، والاستفادة من إنجازات "طوفان الأقصى" في
الانبعاث الحضاري.
أما عن نطاق
عمل اللجنة، فأوضحت أنه يمتد
عبر أبعاد زمنية وجغرافية وإنسانية. وذكرت أن اللجنة تهدف إلى إشراك أكبر عدد من
أهل الاختصاص لخدمة شعار "ثوابت الإسلام والفكر الإسلامي"، مع التركيز
على تقديم دورات تدريبية للشباب وتنظيم فعاليات علمية.
وتحدثت عن
مجالات التركيز التي تشمل:
* البحث العلمي: تنظيم مؤتمرات وندوات بحثية ودعوة الأكاديميين لإعداد
بحوث ميدانية.
* التدريب والتأهيل: تقديم دورات تدريبية للشباب وطلبة المعاهد.
* الانفتاح على المؤسسات: تعزيز التعاون مع المؤسسات ذات الاهتمامات المشتركة.
* التوعية: نشر الفكر الإسلامي وتعزيز الاهتمام بالثوابت.
* الإعلام: استخدام وسائل الإعلام المرئية والسمعية للترويج لأعمال
اللجنة.
إنجازات
اللجنة رغم فترة تكليفها القصيرة
وعن الإنجازات التي حققتها
اللجنة حتى الآن، ذكرت الدكتورة امعاريج عدة أعمال مهمة، منها تنظيم مؤتمر بعنوان
"شروط النهوض الحضاري: تعليم المرأة نموذجًا" في تركيا، ومؤتمر آخر حول
"فطرة التدين وسؤال الإلحاد" بمشاركة نخبة من العلماء في الدوحة. وأكدت
أن العمل جارٍ لجمع أعمال المؤتمرين وتحويلها إلى مراجع علمية تستفيد منها الأمة.
مشاريع اللجنة
الحالية
وأوضحت الدكتورة امعاريج أن
اللجنة بصدد تنفيذ عدة مشاريع رئيسية، من أبرزها:
1. إعداد بحوث مفاهيمية: يتمحور هذا المشروع حول تطوير بحوث تستند إلى قطعيات
الدين وثوابته، مستفيدة من نتائج "طوفان الأقصى". وقد تم إعداد ورقة
توجيهية للمشروع، وتحديد لائحة المفاهيم المزمع إنجازها بالتعاون مع عدد من
العلماء.
2. تأسيس فقه سياسي جديد: يهدف هذا المشروع إلى تطوير فقه سياسي يلبي احتياجات
المرحلة الراهنة، بدءًا من أحداث الربيع العربي وصولاً إلى "طوفان
الأقصى". وينص المشروع على إنجاز عشرة بحوث نموذجية كخطوة أولى، تليها بحوث
إضافية تلبي المتطلبات الحالية.
3. دورة تكوينية حول العلاقة
بين الثوابت والمتغيرات: تتناول
هذه الدورة حدود الثوابت الإسلامية وضوابطها، والعلاقة بينها وبين مفاهيم مركزية
مثل الإجماع والقطعي والظني. وتهدف إلى رفع الحرج عن المسلمين في مواجهة التحديات
المعاصرة. وقد تم تحديد موعد الدورة ومكانها، إلى جانب الأسماء المختارة من
العلماء لإدارتها.
4. مشروع ثوابت مقدسية: يركز هذا المشروع على تتبع الثوابت والمتغيرات المتعلقة
بالقضية الفلسطينية من خلال إعداد فقرات مكتوبة أو مسجلة بواسطة الباحثين.
خطة العمل
المستقبلية
وأشارت الدكتورة امعاريج إلى
أن اللجنة تسير وفق خطة عمل واضحة ومحددة، تستند إلى فترات زمنية تتوافق مع
احتياجات الأمة، مؤكدًة على أهمية هذه المشاريع في إعادة البناء الحضاري وتعزيز
القيم الإسلامية في المجتمع.
وتظل لجنة الثوابت والفكر
الإسلامي في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منصة بارزة للتفاعل الفكري والدعوي،
حيث تسعى جاهدة لتحقيق أهدافها في خدمة الأمة الإسلامية وتعزيز هويتها. وتعمل هذه
الهيئة المتخصصة على تعزيز المفاهيم الأساسية للإسلام وتطوير فكر إسلامي مستنير
يتماشى مع التحديات المعاصرة.
المصدر: المكتب الإعلامي