استجابةً
لدعوة رئيس الشؤون الدينية التركي.. القره داغي يشارك في افتتاح 51 مسجدًا بمدينة كهرمان
مرعش
شارك فضيلة الشيخ أ. د. علي
محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في حفل افتتاح
جماعي لـ 51 مسجدًا و4 دورات لتعليم القرآن الكريم، التي أُعيد بناؤها وترميمها
بعد زلزال 6 فبراير 2022 في مدينة كهرمان مرعش.
وتأتي مشاركة رئيس الاتحاد
بناءً على دعوة من رئيس الشؤون الدينية التركية الدكتور علي أرباش.
وخلال الحفل الذي أقيم في
مسجد عبد الحليل آغا بمنطقة دولقديرأوغلو، استشهد الرئيس أرباش بالآية الكريمة [فإن
مع العسر يسرا]، مشيرًا إلى أن هذه الآية أدخلت الطمأنينة على قلب نبينا الكريم
صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وهي اليوم تمنح قلوبنا السكينة والطمأنينة.
وأضاف: "بفضل الله
وبفضل قوة دولتنا وتكاتف المسلمين، يُظهر أهل كهرمان مرعش مرة أخرى شجاعتهم في
تجاوز المحن".
وأشاد أرباش بوحدة وتضامن
الأمة الإسلامية، مؤكداً أن "أمتنا دائمًا قادرة على تجاوز الصعوبات"،
واستشهد بتجارب الأزمات السابقة مثل زلازل كهرمان مرعش وحرب الاستقلال قبل 100
عام، مؤكدًا أن هذا التضامن جزء من جوهر الأمة التركية.
وفي ختام كلمته، شكر جميع من
ساهموا في بناء المساجد ودورات تعليم القرآن، وقام بقص شريط الافتتاح وسط حضور
لافت من المسؤولين والمواطنين.
كلمة الشيخ القره داغي: بدأ
الشيخ القره داغي كلمته بالدعاء لأهل غزة بالنصر والتمكين، والرحمة لشهدائهم،
والشفاء لجرحاهم، وأن ينتقم الله من الظالمين، وقال: "اللهم عليك باليهود
الصهاينة المعتدين، أرنا فيهم عجائب قدرتك يا أرحم الراحمين".
ثم دعا لتركيا قيادةً
وشعبًا، بأن يديم الله عليها نعمة الأمن والاستقرار والازدهار، وأن يوفق قيادتها
لما فيه خير الأمة.
وأعرب فضيلته عن سعادته
الكبيرة بحضوره هذه المناسبة العظيمة، قائلًا: "إنه لشرف عظيم لي أن أكون
بينكم اليوم في هذه المدينة الصامدة، مدينة كهرمان مرعش، التي قدمت دروسًا في
الصمود والتحدي ضد الاحتلال الفرنسي، وها هي اليوم تقدم دروسًا جديدة في البناء
وإعادة الإعمار بعد الزلزال الكبير.
إنني سعيدٌ بحضور هذا الحفل
المبارك، الذي نشهد فيه افتتاح مساجد ودورات لتحفيظ القرآن، هذه البُنى التي هي
جزء لا يتجزأ من حضارتنا الإسلامية".
وفي سياق حديثه، أشار القره
داغي إلى أهمية المساجد ودورها في المجتمع، قائلاً: "إن المسجد ليس مجرد مكان
للصلاة فحسب، بل هو مركز للعلم والتربية، ومركز لنشر الأخلاق الفاضلة، وهو رمز
لوحدتنا وقوتنا. لقد كانت المساجد عبر التاريخ مراكز إشعاع حضاري، واليوم نشهد
استمرار هذا الدور العظيم من خلال افتتاح هذه المساجد ودورات تحفيظ القرآن".
ثم توجه الشيخ بالشكر الجزيل
لجميع من ساهموا في بناء هذه المساجد، وقال: "أود أن أشكر الشؤون الدينية
التركية وكل من ساهم في إعادة إعمار هذه المساجد والدورات القرآنية، كما لا يسعني
إلا أن أعبر عن امتناني لقطر الخيرية التي كانت ولا تزال سبّاقة في دعم المشاريع
الإنسانية والإغاثية حول العالم، وإنني من موقعي كرئيس الاتحاد ومستشار لقطر
الخيرية أؤكد لكم أن أهل قطر لن ينسوا مواقف تركيا النبيلة تجاههم".
وأشار فضيلته إلى دعم الشعب
القطري لضحايا الزلزال في كهرمان مرعش، قائلاً: "لقد تبرع أهل قطر بمبلغ 200
مليون ريال قطري في غضون ثلاث ساعات فقط استجابةً لنداء إغاثة المتضررين من زلزال
كهرمان مرعش، وهذا يعكس مدى عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين القطري والتركي".
وقد كشف القره داغي عن مشروع
جديد بالتعاون مع الشؤون الدينية التركية، قائلاً: "باسم الاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين وباسم قطر الخيرية، نعلن عن مشروع متكامل لبناء المزيد من المساجد
ودورات تحفيظ القرآن، وها نحن نشكر رئيس الشؤون الدينية الذي خصص قطعة أرض لهذا
المشروع الكبير".
واختتم الشيخ كلمته بالدعاء
لتركيا وشعبها، قائلاً: "نسأل الله أن يبارك في تركيا، وأن يحفظها رئيسًا
وحكومةً وشعبًا، وأن يعينهم على خدمة الإسلام والمسلمين. ونسأله تعالى أن يجعل هذه
المساجد نورًا وهدايةً لأهلها، وأن يبارك في كل من ساهم في هذا العمل الجليل".
حضور الحفل: شارك في الحفل
والي كهرمان مرعش موكرم أونلوير، ورئيس جامعة الاستقلال الدكتور إسماعيل بكر،
ومدير عام خدمات الإدارة في رئاسة الشؤون الدينية بنيامين كهرمان، ومفتي كهرمان
مرعش عبد الرحمن قوطان، بالإضافة إلى ممثل جمعية قطر الخيرية السيد أحمد فخرو، وعدد
كبير من المواطنين الذين حضروا للمشاركة في هذه المناسبة المهمة.
المصدر: المكتب الإعلامي