البحث

التفاصيل

الاستعراض الرقمي

الرابط المختصر :

بقلم الدكتور منذر عبد الكريم القضاة
عضو رابطة علماء الأردن
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

يعتقد الكثير في هذه الأيام أنَّ مشاركة تفاصيل خصوصياتهم مع الغير على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة تدخل ضمن طبيعتها، التي قد تدفع روادها بشكل عفوي إلى نشر صور وفيديوهات، وقصص وأحداث تنقل حياتهم ومعاناتهم وقصصهم اليومية، إلى حد فتح بث مباشر لساعات وساعات، خاصة في ساعات الليل المتأخرة.

أصبح نشر هذه الخصوصيات على مواقع التواصل الاجتماعي استعراضًا رقميًا متهورًا؛ فقد أصبح معنى الخصوصية والحياة الشخصية مختلفًا عن الماضي، عندما كنا نعتبر أن الكثير من التصرفات والأفعال التي نقوم بها الآن خاصة بنا، ولا نسمح لأحد بمعرفتها أو الاطلاع عليها.

لكن هذه المواقع أصبحت تمكِّن الناس من الاختباء وراء قناع زائف واسم وهمي، خاصة عندما يشعرون بالرغبة في البوح بتفاصيل الحياة الخاصة للآخرين، والتي قد تبدو في ظاهرها مُسلية وممتعة، ولكنها خطيرة في جوهرها، والتي لا يحسب الكثيرون نتائجها الوخيمة، ومنها دمار البيوت بعد نشر أسرارها.

إنَّ الحفاظ على سرية هويتنا وتفاصيل حياتنا لم يعد أمرًا سهلاً في عصر نتشارك فيه على مواقع التواصل كل الأمور، مما من شأنه أن يؤدي إلى نهاية حياة الشخص الاجتماعية. كما يؤدي قيام رواد هذه المواقع، وبالأخص الفتيات والنساء، بنشر الخصوصيات، والمشاكل الزوجية أو العلاقات العاطفية، وطلب النصيحة ممن لا يملكها، إلى نتائج وخيمة. وقد تودي النصائح غير المدروسة ممن طُلبت منهم النصيحة إلى الهاوية، مما يؤدي إلى ازدياد حجم هذه المشاكل. كما أصبحت هذه المشاكل تستغل لتحقيق مآرب خبيثة من قبل الآخرين.

المتتبع لصفحات الفيسبوك وغيرها من وسائل التواصل يدرك أنَّ الأمر قد خرج عن حدِّه، بل أصبح بلا حدود، وأنَّ المستقبل ينذر بتفجّر مشاكل اجتماعية، لعلَّ من أهم أسبابها هذا الاستعراض الرقمي الرخيص.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


: الأوسمة


المرفقات

السابق
الخير لأمة محمد بعد وفاته عليه الصلاة والسلام

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع