صلاة الجمعة على أنقاض المسجد العمري: أمل
جديد بعد 15 شهراً من الإبادة في غزة
في مشهد غير مسبوق على أنقاض المسجد العمري
"الأثري" المدمر شرقي مدينة غزة، تجمع مئات المصلين الفلسطينيين لأداء
صلاة الجمعة، وذلك بعد أكثر من 15 شهراً من الإبادة الجماعية التي شنّتها إسرائيل
منذ السابع من أكتوبر 2023.
هذا المشهد يعكس شعوراً نسبياً بالأمان بعد دخول اتفاق
وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الأحد الماضي، ما أتاح للفلسطينيين أداء صلاتهم
في ظل توقف آلة الحرب الإسرائيلية عن القتل.
توافد المصلون من مختلف مناطق مدينة غزة إلى هذا الموقع،
في خطوة تعكس التماسك والصمود الفلسطيني رغم الدمار الهائل.
عقب الصلاة، شهدت المدينة مراسم تشييع جثماني القياديين
في حركة حماس، عضو المكتب السياسي روحي مشتهى، ورئيس جهاز الأمن العام سامي عودة،
بمشاركة حشود غفيرة من الفلسطينيين، وذلك بعد انتشالهما من تحت الركام عقب دخول
وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
في مراسم التشييع، كان لكتائب القسام، الجناح المسلح
لحركة حماس، ظهور لافت، مما أعاد إلى الأذهان رسائل الحركة لإسرائيل بأن "هذه
هي صورة اليوم التالي لغزة، التي تظهر سيطرة حماس".
وعاشت غزة أول صلاة جمعة في أجواء من السكينة، حيث حلت
أصوات الأدعية وتلاوة القرآن الكريم محل ضجيج الطائرات ودوي الانفجارات.
وعلى مدار أكثر من عام، حُرِمَ الفلسطينيون من التجمع
لأداء الصلوات في ظل الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل.
ومع سريان وقف إطلاق النار منذ 19 يناير الجاري، بدأ
الفلسطينيون يتنفسون قليلاً من الراحة، رغم استمرار المفاوضات بشأن مراحل لاحقة من
الهدنة، التي ترعاها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة.
يذكر أن العدوان الإسرائيلي، الذي استمر من السابع من
أكتوبر 2023 حتى 19 يناير 2025، خلف أكثر من 158 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين،
معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن مئات المفقودين، في واحدة من أسوأ الكوارث
الإنسانية في العالم.
المصدر: وكالات