البحث

التفاصيل

العنف الأسري وأثره على تنشئة الطفل

الرابط المختصر :

العنف الأسري وأثره على تنشئة الطفل

الكاتب: أ.د. محمد دمان ذبيح

 

المقدمة

لا شك أن الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي ينمو فيها الطفل، ويكتسب من خلالها معايير الخطأ والصواب، ولكن كيف إذا تحولت هذه المؤسسة الهامة إلى ساحة لممارسة مختلف أنواع العنف نتيجة للتصرفات السلوكية بين الزوجين، وبأسوأ الحالات تمتد على الأبناء، ما ينتج عنها شخصيات مجتمعية غير إيجابية، حيث تشكل هذه الممارسات ظاهرة العنف الأسري، وهي من أخطر المشكلات التي تهدد استقرار الكيان الأسري، وأوضحت الدراسات والأبحاث أن ظاهرة العنف الأسري من الظواهر القديمة في المجتمعات الإنسانية، وتنعكس أضرارها ليس على الأسرة وحدها، وإنما تتعدى ذلك لتشمل المجتمع بأكمله كون الأسرة هي ركيزة المجتمع، وأهم بنية فيه.

     ومن هذا المنطلق سأحاول بإذن الله تعالى في هذه الورقة المتواضعة أن أبين الآثار السلبية الناجمة عن المعاملة السيئة ضد الطفل، مما ينعكس سلبا على تنشئته وشخصيته في الحاضر والمستقبل، وذلك من خلال الإجابة عن السؤال التالي: كيف يؤثر العنف الأسري على تنشئة الطفل؟

ولذا تم تقسيم هذه الورقة البحثية المتواضعة إلى المحورين التاليين:

المحور الأول: ماهية العنف الأسري ضد الطفل

المحور الثاني: آثار العنف الأسري على تنشئة الطفل

*****

أولاً: المحور الأول: ماهية العنف الأسري ضد الطفل

سأتناول في هذا المحور تعريف العنف الأسري، مع أشكاله المختلفة، هذا إلى جانب بيان أهم الأسباب المؤدية إلى ذلك، وهذا كما يلي:

أولا: تعريف العنف الأسري ضد الطفل

يعرف العنف الأسري ضد الطفل بأنه:

- إلحاق الأذى والضرر الجسدي، أو النفسي بالطفل من قبل والديه، أومن يقوم على رعايته، وذلك من خلال الضرب المبرح، أو الأذى اللفظي، ويعني العنف ضد الأطفال بأنه استخدام القوة البدنية والنفسية المتكررة من جانب الوالدين، أو أحدهما للأطفال القصّر، سواء أكان ذلك عن طريق الضرب المقصود، أو العقاب البدني المبرح، وغير المنظم أو السخرية، أو الإهانة المستمرة للطفل، أو من خلال استغلال الأطفال من جانب القائمين على رعايتهم، وتكليفهم بأعمال فوق طاقتهم.

- أو هو الإساءة بفعل يقوم به أفراد الأسرة بقصد إيقاع الضرر بشخص آخر، والعنف الأسري ضد الطفل يعني إيذاء الطفل بالممارسة المتعمدة، أو المقصودة من جانب أولياء الأمور، بهدف الإيذاء والإضرار حتى تدمير الطفل.

       أي أن العنف الأسري ضد الطفل يعني مختلف الأشكال العدوانية سواء كانت جسدية، أو لفظية، أو نفسية، والممارسة من طرف أحد أفراد الأسرة ضد الطفل، وعادة يكون هذا الطرف من أولياء الأمور.

ثانيا: أشكال العنف الأسري ضد الطفل

العنف الأسري ضد الأطفال أنواع مُتعددة منها:

- العنف الجسدي

غالباً يُستخدم هذا النوع من أحد أفراد الأسرة، أو الأقرباء، أو بعض الغرباء على الطفل، وهوَ فعل مقصود وهدفهُ إلحاق الضرر الجسدي بالطفل، وإيذائه بشتّى الطرق، كالضرب المُبرح، أو الصفع بقوّة على الوجه، وهذا النوع قد يُلحق الضرر بالطفل على حسب قوّة الضرب المُستخدمة معه، فأحياناً من كثرة الضرب المتواصل يفقد الطفل تركيزه، ويفقد حياته، وذلكَ لضعف جسده، وقوّته على تحمل هذه الضربات القاسية، وأحياناً يتعرّض الطفل للكسر في عظامه، أو رأسه، وأحياناً تظهر بعض الكدمات ذات اللون الأزرق على جسم الطفل.

- العنف النفسي

هُنا يقوم بعض الوالدين بالصراخ، وإلقاء الكلمات السيئة على أطفالهم، وأحياناً يصل بعض الوالدين إلى رفض أبنائهم، وعدم تقديم أي حق من حقوق الطفل، أو الترهيب من شيء مُعيّن وإخافته منهُ، أو حتى عزل الطفل عن الآخرين، ومنع اختلاطه بالمجتمع، أو إفساد أخلاق الطفل كالتشجيع على القيام بأشياء غير أخلاقية {كالكذب، السرقة}، أو حتى تجاهل الطفل، وعدم العناية الكافية بهِ، وإهماله بشكلٍ تام {كالإهمال الجسدي، الصحي، التربوي، الثقافي، الفكري}.

ثالثا: أسباب العنف الأسري ضد الطفل

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ممارسة العنف ضد الطفل، ومن بين هذه الأسباب ما يلي:

الأسباب المتعلقة بالأسرة وبالعلاقات الأسرية:

هناك عدة أسباب تجعل من أفراد الأسرة يمارسون العنـف ضـد الطفل الذي يعيش فيها ومنها حسب المقابلات التي أجريناها مع بعض الأولياء، التدخل في الأغراض الشخصية أو استعمالها، عدم احترام مبدأ التعايش التدخل في الحياة الخاصة، إخبار الوالدين بما أفعل في الخارج، بقاء الأطفال في البيت، تصادم أثناء الغضب، مشاكل متعلقة بتقسيم المنزل، عدم احترامي، عدم التفـاهم والاخـتلاف فـي الآراء، المشاجرات بين الزوج، رد فعل للعنف المتلقي، عدم احترام النظام داخل الأسرة، هذا ما يدفع بأحد أفـراد الأسرة إلى ممارسة العنف على الأطفال، وذلك لفرض السيطرة، وإعادة النظام داخل المنزل، أي أن هناك حـالات يجب استعمال العنف فيها لتسوية الوضع و العمل على فرض الهيمنة في المنزل، فالأسرة عادة أسـرة أبويـة ذكورية، بحيث تكون السيطرة، والكلمة الأخيرة في البيت للأب باعتباره المسيطر، والآمر الناهي الذي يعمل علـى قيادة كامل أفراد الأسرة، والتحكم في قراراتهم، وميولاتهم الشخصية مما يساعد على نشـوب الصـراع داخـل الأسرة، وبذلك حدوث العنف وخصوصا العنف ضد الأطفال باعتبارهم أشخاص غيـر راشـدين فـي سلوكياتهم الساذجة، والعمل بذلك على تربيتهم، واستخدام العنف ضدهم كحجة على أنه الوسـيلة الوحيـد لتقـويم السـلوك المنحرف.

الأسباب المتعلقة بالإحباط الاقتصادي والاجتماعي

فنجد كذلك كل من الضغوطات الخارجية، ضغوطات بسبب الحياة الاجتماعية، المشاكل اليومية، ضغوطات اقتصادية واجتماعية، هموم العمل ومشاكله، عدم الاستقرار فـي العمل، كل هذه الأسباب تساهم في تزايد الغضـب، والشعور بالإحباط مما ينعكس على الأطفال من ناحية ممارسة العنف عليهم، ويتميز بالضـبط الصـارم، وايقـاع العقاب المتكرر، وعدم الاستماع للطفل، والبرود في المعاملة، ويترك هذا النمط آثارا على سلوك الأطفال تتمثـل في الشعور بالتعاسة، والانسحاب وعدم الثقة في الآخرين، حيث يكون العدوان في غالب الأمر موجها بصفة عامة ضد الآخر، أو العامل المسبب للإحباط، مما يساهم في تزايد وتيرة الغضب، وبذلك يمارس العنـف ضـد الطفـل باعتباره الشخص الوحيد الذي يفرغ فيه هذه الشحنات الزائدة من الإحباط، والفشل في الاجتماعية، والاقتصـادية، والمشاكل الناتجة عنها، فالإحباط يولد رد فعل وجداني هو الغضب، وبذلك تسهل عملية العنف التي تكون حسب وتيرة هذا الغضب.

الخلفية الثقافية والمجتمعية للعنف ضد الطفل

إن طبيعة العوامل الثقافية التي تفسر بقاء الظاهرة في المجتمع، فالتنشئة الاجتماعية لا يمكننا فصلها عن الثقافة، ذلـك أن عملية التنشئة نفسها التي هي في الأساس عملية تعلم وتكوين، كما يشير في ذلك مالك بن نبي في كتابه "ميلاد مجتمع"، يتعلم من خلالها الفرد بتفاعله مع بيئته الاجتماعية عادات أسرته، وأسـلوب حياته، وأنماط سلوكه، أي أنها عملية تشريب الفرد ثقافة المجتمع حيث تتأثر في الوقت نفسه في المجتمع الـذي ينتمـي إليه الفرد، وبثقافة الفرعية التي تحدد اتجاهات وقين أسرته، وفلسفتها في الحياة وخبراتها، بالإضـافة إلـى الطبقـة الاجتماعية التي ينتمي إليها.

عنف التراث والعادات والتقاليد الشعبية

فالعنف الموجود في الأسرة يأتي عادة من تصور الوالد بأن ابنه ملكه وحده فقط، ويفعل فيه ما يريد، وهـذه تصورات لها سلطان قوي، حيث يشير الباحث علي أسعد وطفة في "كتابه العنف والعدوانية في التحليل النفسي" أنه يجب على العنف أن يصبح قضية مركزية، وتأسيساَ على ذلك يجب أن تأخذ هذه القضية مركزية خاصة في مجال الابحاث النفسية والاجتماعية والأنثروبولوجية، "إن ظاهرة تمثـل الفرد الإيجابي للعنف، ترجع فيما ترجع إليه، إلى انهيار المُثُل والقيم في العقل قبل السلوك"، حتـى أنـه فـي الغالب لا يتم حتى عتاب الأب حتى ولو كانت طرق التربية التي يكرسها في التعامل مع أطفاله تـدخل فـي بـاب العنف الجسيم الذي يصيب الطفل إصابات بالغة، وهذا ما يسببه التجاهل المجتمعي للعنف الممارس في البيوت والذي يكرسه مستوى الخصوصية في الأسرة الواحدة، وتفشى الإحساس بأن البيوت أسرار، بحيث يجعل من العنـف أمـراً مسكوت عنه، وكذا مدى الإحساس من قبل الوالدين بأن مملكتهما جزء لا يتجزأ منهما، وأنهما يستطيعان التعامل مع رعايتهما كما يريدان، فمفاهيم العنف المتوارث، وكذا أجواء السرية المحاطة بها البيوت بشكلها المنغلق على نفسـها، وكذا مدى الإحساس بملكية الطفل يجعل من العنف الممارس ضد الأطفال منهجية مجتمعية، ولا يوجـد أي تكـريس لاستئصالها على مستوى الشارع والأسرة الواحدة.

اضطرابات عصبية ونفسية

يمكن للأولياء الذين لديهم انخفاض في قدرتهم على الضبط الذاتي، أو يعانون من تخلف عقلي، واضطراب في تفكيرهم أن يكونوا عنيفين تجاه أطفالهم. والأمر سيان إذا كان الأولياء يعانون من اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع، فتفاعلاتهم تكون كلها عنيفة، وفهمهم لسلوك أطفالهم يكون سطحيا، وهو ما يجعلهم ينزعون لسلوكات العنف تجاه أطفالهم.

 

المحور الثاني: آثار العنف الأسري على تنشئة الطفل

تترتب عن عملية العنف الأسري ضد الطفل العديد من الآثار السلبية نكر منها ما يلي:

- تؤدي إلى خلق حالة من الخوف الشديد، والقلق الدائم، وإلى نوع من العطالة النفسية التي تعكس على مستوى تكيفهم الذاتي والاجتماعي، ويتم العنف التربوي باستخدامـ الكلمات الجارحة، واللجوء إلى سلسلة من مواقف التهكم، والسخرية، والأحكامـ السلبية إلى حد إنزال العقوبات الجسدية المبرمجة بالطفل، والتي من شأنها أن تكون مصدر تعذيب، واستلاب كامل لسعادة الطفل في حياته المستقبلية.

- الشعور بالقلق الخوف والانسجام، ونقص المهارات الاجتماعية والاكتئاب، وعدم تقدير الذات والشعور بالعجز واضطراب ضغوط ما بعد الصدمة والصعوبة في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي، والنشاط الزائد وعدم الانتباه، والقلق، والاكتئاب وانخفاض الكفاءة الاجتماعية المدركة، وانخفاض التحصيل الأكاديمي وتكون له صورة سلبية عن الذات، وعن الآخرين، والأطفال الذين يتعرضون للإساءة الحتمية في الأسرة يعانون الكثير من الانفعالات السلبية مثل الشعور بالغضب، والعجز والعار، لأن العنف الأسري يعمل على كف استراتيجيات المواجهة الإيجابية، والفعالة لدى الأطفال، ومنعها من الظهور.

- يؤدي العنف الأسري ضد الطفل إلى تحطيم، وتدمير الأطفال في مواجهتهم مع المجتمع، ويجعلهم منحرفين، ومجرمين، ويؤدي بهم إلى التشرد، وإدمانهم المخدرات، والمواد المخدرة وإلى تسول الأطفال.

- العنف الأسري يعلم الأطفال الخوف من البشر، والعلاقات، ويؤثر على طريقة نمو دماغ الأطفال وتطوره؛ مما يؤثر على رؤيتهم لأنفسهم، ولغيرهم، وللعالم كله.

- يفتقد أطفال العنف الأسري إلى العلاقات الآمنة، فيهتمون -بدلا من ذلك- بالصراع من أجل البقاء، وهو ما يعيق تطورهم الطبيعي، ويجعل خوض العلاقات أمرا شديد الصعوبة بالنسبة لهم، فهم يرون الخطر في كل شخص يلتقون به.

- أطفال العنف الأسري يجدون صعوبة في التحكم في غضبهم، ومخاوفهم، وسائر المشاعر السلبية الرئيسة، فيفقدون هدوء أعصابهم بسهولة، ويصبحون عرضة للانهيارات العصبية، كما كشفت الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري أكثر قابلية لتبني السلوكيات العدوانية مثل التنمر، وأن فرصة خوضهم للعراك تعادل ثلاثة أضعاف فرصة الأطفال الآخرين.

الخاتمة

بعد هذه الدراسة المتواضعة الموسومة ب "العنف الأسري وأثره على تنشئة الطفل"، تم التوصل إلى النتائج، والتوصيات التالية:

أولا: النتائج

- العنف الأسري ضد الطفل يعني مختلف الأشكال العدوانية سواء كانت جسدية، أو لفظية، او نفسية، والممارسة من طرف أحد أفراد الأسرة ضد الطفل، وعادة يكون هذا الطرف من أولياء الأمور.

- يأتي العنف الأسري ضد الطفل في أشكال عدة على رأسها العنف الجسدي، والعنف اللفظي.

- يرجع العنف الأسري ضد الطفل إلى أسباب عدة منها: ما يتعلق بالأسرة، ومنها ما يتعلق بالإحباط الاقتصادي والاجتماعي، ومنها ما يتعلق بالخلفية الثقافية، والمجتمعية ضد الطفل.

- يترتب عن العنف الأسري ضد الطفل آثار عدة تنعكس سلبا على تنشئته الاجتماعية مثل الخوف الشديد، والقلق الدائم، عدم تقدير الذات، وكذلك تحطيم الأطفال، وتدميرهم بشكل كامل.

ثانياً: التوصيات

- عقد ندوات ودورات توعية، وتدريبية لأولياء الأمور بغرض التعرف على خطورة هذه الظاهرة.

- ضرورة أن يلعب الإعلام دورا كبيرا في محاربة هذه الظاهرة، والتي تقضي على المجتمع في حاضره، ومستقبله.

- العمل بشكل متكامل بين جميع أفراد المجتمع لعلاج هذه الظاهرة الخطيرة على مستوى جميع الأصعدة.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

* البروفيسور: محمد دمان ذبيح؛ جامعة محمد العربي بن مهيدي - أم البواقي/الجزائر. عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

*****

**قائمة المصادر والمراجع

الكتب:

- جلال إسماعيل حلمي، العنف الأسري، دار قباء للنشر والطباعة والتوزيع، القاهرة،1999.

- صالح محمد على أبو جادو، سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ط6، عمان، الأردن،2007.

- طه عبد العظيم حسين، إساءة معاملة الأطفال النظرية والعلاج، عمان، الأردن، دار الفكر، 2008.

- فوزي أحمد بن دريدي ، العنف لدى التلاميذ في المدارس الثانوية الجزائرية، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 2007.

- مالك بن نبي، ميلاد مجتمع، ترجمة: عبد الصبور شاهين، ندوة مالك بن نبي، لبنان، 1974.

- محكمة الأسرة ودورها في المجتمع، الإسكندرية، مصر، دار الوفاء، 2007.

- يحي محمد نبهان، الأساليب التربوية الخاطئة وأثرها في تنشئة الطفل، عمان، الأردن، دار اليازوري للنشر والتوزيع، 2008.

المجلات والملتقيات:

- سعد الدين بوطبال، عبد الحفيظ معوشة، العنف الأسري الموجه ضد الطفل، الملتقى الوطني الثاني حول الاتصال وجودة الحياة في الأسرة، أيام 09/10 أفريل2013، جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، الجزائر.

- نايف بن محمد المرواتي: العنف الأسري، الرياض، جامعة نايف العربية، المجلة العربية للدارسات الأمنية والتربية المجلد 26، العدد، 2010.

المواقع الالكترونية:

- https://mawdoo3.com/

 -https://www.aljazeera.net


: الأوسمة


المرفقات

السابق
إسطنبول تحتضن مخيم سفراء الهداية الثاني: "تحصين علمي تربوي"

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع