الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يحذر من انهيار القيم القانونية والإنسانية ويرفض معاقبة المحكمة الجنائية الدولية
(بيان)
الاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين
يحذّر من
الآثار الخطيرة الناجمة من انهيار المنظومة القانونية، والأخلاقية، والإنسانية، والأممية،
ويقف مع
العالم الحر الإنساني في رفضه لقرار الرئيس الأمريكي بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية..
نص البيان:-
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
ما يحدث في العالم، وبخاصة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية من وقوفها مع الاحتلال
الصهيوني إبّان حرب الإبادة على غزة في جميع مخالفته للقوانين والمبادئ الدولية والإنسانية
والأخلاقية، مم ما نراه اليوم من توقيع أمر تنفيذي بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية
في هذه السابقة الخطيرة التي تدل على أن العالم لم تعد له حماية أممية للعدالة الدولية
والسلم والأمن العالميين، ومن ثم لم تعد لقرارات الأمم المتحدة ولا لقوانينها ومبادئها
التي صادقت عليها هذه الدول أي قيمة تذكر.
أمام هذا الوضع الخطير، فإن
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يؤكد ما يلي:
أولاً: يقف مع العالم الحر (عربياً، وإسلامياً، وأوروبياً، وروسياً،
وصينياً)، في رفضه المعلن لهذا القرار، واعتباره سابقة خطيرة جداً في تاريخ الأمم المتحدة،
ودولها الأعضاء، بل في تاريخ الإنسانية.
ثانياً: التحذير من الآثار الخطيرة على المنظومة الأممية والدولية،
وعلى السلم والأمن والعدالة الدولية.
إن هذا القرار يجعل من يقف مع الحق في قفص
والاتهام، ومن يحتل ويكون مدعوماً، ومن يقوم بالجرائم مهما كانت بشعة – فهو محمي، بل
مرحب به، فهذا هو عكس السنن الشرعية والإلهية والشرائع السماوية، والقيم الإنسانية،
ولكن ذلك حسب سنن الله لن يستمر ذلك، فقال تعالى في بيان الأمم الطاغية السابقة: [الَّذِينَ
طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ
رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ] (الفجر 11-14).
وأن القوة الباقية هي في الحق والعدل والرحمة،
وليست في الظلم والباطل، والقسوة، فالظلم مندحر، والباطل منهار، والحق منتصر، والعدل
مرتفع غير منكسر، فتلك سنن الله القاضية.
[وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ
أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ] (يوسف: 21).
الدوحة: 09 شعبان 14468هــ
الموافق: 08 فبراير 20205م
د.
علي بن محمد الصلابي
أ.د. علي محيي الدين القره
داغي
الأمين العام
الرئيس