البحث

التفاصيل

السعادة قرار أم شعور؟

الرابط المختصر :

السعادة قرار أم شعور؟

 بقلم: د. أسماء غوشة

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

قال صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ).

قد يسأل سائل ما علاقة السعادة في هذا الحديث الشريف؟

فأقول لك إن السعادة هي قرار عقلي داخلي يقوم على تقبل النواقص والاستمتاع بالمعطيات

في حياتنا الدنيا، نحن نتقلب بين أمرين السراء والضراء وكلاهما ابتلاء، قال تعالى: [وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ]، فحالُ المؤمن مع السراء هو شكر الله تعالى وتأدية واجب النعمة التي أنعم الله تعالى بها عليه، فمن أعطاه الله العلم يجب أن يعلّم الناس، ومن أعطاه الله المال يجب عليه أن يتصدق، ولا يكفي أن يقول الشكر لله ولا يؤدي حق نعمة الله عليه، لأن السعادة تكمن في العطاء والبذل.

أما حال المؤمن مع الضراء فهو الصبر والرضى والتسليم لأمر الله تعالى، فعندما نقول الصبر نقصد به الصبر الجميل، الصبر بلا شكوى أو تضجر، والمقصود بالصبر هنا صبر الساعي العامل وليس صبرُ العاجز المتكاسل.

نحن في دار اختبار ولسنا في دار جزاء، فمن الطبيعي، بل من الطبيعي جدًا أن تمر حياتنا بمحطات للابتلاء قال تعالى: [الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ] (سورة الملك:2)، فالهدف الرئيسي من وجودنا في الدنيا هو الابتلاء، لكن نحن من نحدد كيف نستقبل الابتلاء هل نستقبله بعين الرضا فتأنس نفوسنا وتسعد بقرب الله تعالى؟ أم نستقبله بالسخط والسلبية.

تأكد أنه ليس في هذا الكون شر مطلق، فكل شر خلفه خير كبير وكثير ومدهش،

عليك فقط أن تقرر تَقبُّل النواقص وتستمتع بالمعطيات،

فالإيجابية هي أن ترى كل شيء بشكل جيد لأن رب الخير لا يأتي إلا بالخير.

الإيجابية لا تعني عدم الحزن، بل تعني مهارة التعامل مع الحزن،

كيف تتعامل مع الأحداث الحزينة؟

عش لحظة الحزن، ابكِ، صلِّ، استغفر، استرخِ، اقرأ القرآن الكريم أعط مشاعرك السلبية حقها دع عاطفتك ترتاح وتفرغ كل شحنات الحزن.

ثم ابدأ من جديد فالإيجابية رحلة وليست هدف،

وتأكد أنه ما كان الله ليفتح على عبد باب الدعاء ويغلق باب الإجابة.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.


: الأوسمة


المرفقات

التالي
الإنسان أساس المعادلة الاقتصادية في فكر مالك بن نبي
السابق
مركز الفلك الدولي: غالبية الدول الإسلامية تستهل رمضان السبت 1 مارس 2025

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع