الأمين العام للاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين يدين تهديدات الاحتلال الإسرائيلي لسوريا ويحذر من عواقب الاستعلاء (تصريح)
أعرب الأمين العام للاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور علي محمد الصلابي، عن إدانته الشديدة للتهديدات التي
أطلقها رئيس وزراء الاحتلال ضد الشعب السوري، مطالبًا السلطات السورية الجديدة بفرض
منطقة خالية من السلاح في جنوب دمشق.
استمرار نهج الغطرسة والغرور
واعتبر الصلابي أن هذه التصريحات
تعكس استمرارية الاحتلال في نهج الاستعلاء والغرور في تعامله مع شعوب المنطقة، مؤكدة
أن هذا النهج يحمل في طياته عوامل انهيار الكيان المحتل.
الاحتلال لم يدرك أن سوريا اليوم ليست كسوريا الأمس
وفي تعقيبه على تصريحات بنيامين
نتنياهو، قال الصلابي: "يبدو أن العديد من الناس، ومنهم رئيس وزراء كيان الاحتلال، لم
يدركوا بعد أن سوريا الجديدة تختلف تمامًا عن سوريا النظام السابق، وأن سنن الله في
التغيير والتدافع ماضية لا محالة".
وأضاف: "يواصل زعماء الكيان
الصهيوني الغاصب التعامل مع شعوب الشام والمنطقة باستخفاف وغطرسة، غير مدركين أن القوة
المادية التي يعتمدون عليها زائلة، وأن تصريحاتهم تعكس غرورًا وكبرياءً متجذرًا في
كيان غاصب وظالم".
تحولات استراتيجية في سوريا والمنطقة
وأشار الصلابي إلى أن تصريحات
نتنياهو بشأن الجنوب السوري تكشف عن عدم استيعابه لحجم التغيرات الجارية في سوريا،
وهي تغييرات ليست على المستوى المحلي فحسب، بل تمتد إلى تحالفات استراتيجية إقليمية
جديدة، يصعب إضعافها، وستكون لها انعكاسات إيجابية على الشعب السوري والشعوب المستضعفة.
وأكد أن الشعب السوري، بقيادته
الجديدة، قد أذن الله له بالتخلص من نظام الظلم والجور ومن الغزاة، مشيرًا إلى أن التحولات
التي تشهدها سوريا وفلسطين والمنطقة عمومًا تدل على أنها مقبلة على مرحلة جديدة من
التدافع الحضاري، وفق سنن قيام الدول وسقوطها كما يراها علماء الاجتماع والمتخصصون
في فقه الحضارات.
مرحلة جديدة من القوة والسيادة
وأوضح الصلابي أن سوريا اليوم
ليست كما كانت بالأمس، فقد دخلت مرحلة جديدة في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وأصبحت
تمتلك قوى متعددة على المستويات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، والثقافية.
وأضاف: "الشعب السوري الذي
قدّم تضحيات جسيمة لن يسلّم مكتسباته لأي قوة ظالمة، بل سيواصل الدفاع عنها بكل قوة
وثبات".
وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة
أظهرت أن رعاية الله لهذا الشعب مستمرة، وأنه بات أكثر قدرة على التصدي للمخططات والمكر،
مما يبشر بتغير موازين القوى لصالحه.
وختم الصلابي تصريحه بالتأكيد
على أن بلاد الشام، بإذن الله، تسير نحو مرحلة جديدة من القوة والسيادة، حيث اجتمعت
فيها سنن الله الجارية بالتوفيقات الربانية العظيمة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿ما
يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم﴾.
وأضاف أن أحرار الشام وفلسطين
ماضون على نهج القادة العظام، أمثال خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح، مستلهمين
روح نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي في مواجهة الظلم والطغيان.
وفي وقت سابق، دعا رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي في مؤتمر صحفي إلى نزع السلاح جنوب دمشق، مؤكدًا أنه لن يسمح
للجيش السوري الجديد بالانتشار في المنطقة أو بتهديد الطائفة الدرزية في جنوب سوريا،
وأشار إلى بقاء قوات الاحتلال الإسرائيلي في قمة جبل الشيخ والمنطقة العازلة إلى أجل
غير مسمى.
ومنذ عام 1967، يحتل الكيان الصهيوني
معظم هضبة الجولان السورية، ويواصل استغلال الوضع في سوريا لتعزيز وجوده العسكري في
المنطقة.
(المصدر: الاتحاد + عربي21)