بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي حول زيارة وفد
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى سوريا ولقائه بفخامة الرئيس السوري السيد
أحمد الشرع حفظه الله
في إطار التواصل والتعاون المستمر، قام رئيس
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والوفد المرافق له، يوم الأربعاء 12 رمضان
1446هـ الموافق 12 مارس 2025م، بزيارة فخامة الرئيس السوري السيد أحمد الشرع حفظه
الله، تلبيةً لدعوة كريمة من لدنه، حيث تخللت الزيارة مأدبة إفطار كريمة أقامها
فخامته على شرف الوفد.
**وقد ضم وفد الاتحاد كلًّا من:
* فضيلة الشيخ عصام البشير
* فضيلة الشيخ محمد الحسن الددو
* فضيلة الشيخ محمد جورماز
* فضيلة الشيخ علي الصلابي
* فضيلة الشيخ محمد الصغير
* فضيلة الشيخ سلطان الهاشمي
* فضيلة الشيخ محمد اليافعي
**كما حضر اللقاء من جانب فخامة
الرئيس كلٌّ من:
* الدكتور
أحمد الشيباني - وزير الخارجية
* فضيلة الشيخ أسامة الرفاعي
* فضيلة الشيخ محمد أبو الخير شكري
وقد استُقبل وفد الاتحاد بحفاوة بالغة وكرم ضيافة
من قبل فخامة الرئيس، حيث عبّر سماحة رئيس الاتحاد الأستاذ الدكتور علي محيي الدين
القره داغي، عن خالص شكره وتقديره لفخامته على الدعوة الكريمة وحسن الاستقبال.
** أبرز محاور اللقاء:
ثم بدأ اللقاء التشاوري الأخوي المبارك، حيث قدم
الرئيس نبذة عن الوضع في سوريا فطمأن الوفد على أن الأمور تسير -بفضل الله
تعالى- نحو الأحسن موضحاً الانجازات التي تحققت خلال هذه الفترة الوجيزة، ومبيناً
التحديات التي تواجه الحكومة، والخطوات العملية التي اُتخذت، ومنها: توقيع
الاتفاقية مع (قسد) والقضاء على الفتنة التي أثيرت، كما تحدث عن الحاجيات. حيث
استهل كلمته بالتأكيد على المعاناة العميقة التي عاشها الشعب السوري على مدى ستين
عاماً من الظلم والاضطهاد، واصفاً هذه الفترة بأنها خلقت "عقدة الوجود
والأغلبية"، والشعور المزمن بالتهميش الذي عانى منه قطاعات واسعة من الشعب،
حيث تم تهميش الأغلبية لصالح أقلية حاكمة استأثرت بالسلطة والموارد. وأشار إلى أن
هذا الواقع أدى إلى حالة من الفوضى والإزعاج لم تقتصر على الداخل السوري، بل امتدت
لتؤثر على الوضع الإقليمي والدولي، مما جعل سوريا مصدر قلق مستمر.
أهمية بناء الدولة السورية الحديثة:
ثم تحدث سماحة أ.د. علي القره داغى رئيس الاتحاد، فقدم الشكر
إليه على تقديم الدعوة، وهذا اللقاء الأخوي المبارك، ثم تحدث أن ما حدث كان بتوفيق
من الله، ثم بدماء الشهداء الزكية للشعب السوري العظيم، طوال أكثر من نصف قرن من
النضال والجهاد حتى حقق -الله تعالى- لهم مقاصدهم، وقد وضعوا شعاراً عظيماً فريداً
لمظاهراتهم: ( مالنا غيرك يا الله) أي: منتهى التجرد والإخلاص والاعتماد
على الله تعالى، وحقاً تحقق النصر -بفضل الله تعالى- في زمن كان الوصول إلى اليأس،
وينطبق عليهم قول الله تعالى : (حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا
أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا
يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (يوسف:110).
وأكد فضيلة رئيس الاتحاد على تجديد الشكر والتقدير
لما تم من انجازات عظيمة، حيث كان آخرها الانجاز العظيم الذي تم من خلال
الاتفاق على وحدة سوريا، ودمج قسد ضمن قوات الحكومة، وبذلك تحقق الخير الكثير
للبلاد والعباد بفضل الله تعالى، ثم بحكمتكم وصبركم وجهود الاخوة الوزراء
والمسؤولين في حكومتكم.
وأملنا كما رأينا خلال هذه الفترة هو أن يكون
الحوار الوسيلة الأساسية لحل النزاعات داخل مكونات الشعب الواحد، وأن يبذل جهود
خارقة مع جميع مكونات الشعب السوري العظيم مهما اختلفت مذاهبهم وعقائدهم، حيث
الوطن الواحد يجمعهم، والأخوة الإنسانية والسورية توحدهم، والعدالة تظلهم، والرحمة
تشملهم، وسبقهم الحضاري يقدمهم نحو الامام.
وتطرق القره داغي إلى التركيز على بذل كل الجهود
لصناعة دولة نموذجية سياسياً، واقتصادياً واجتماعيا، تقوم على ميزان الاستخلاف
بكفة التدين الصحيح المؤثر المعتد، وكفة العمران والحضارة والابداع والابتكارات من
خلال قراءة شاملة ودقيقة.
وتم التركيز أيضا على وحدة الصف السوري، وحسن إدارة
التنوع، وتعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية، وتحقيق العدالة الانتقالية،
واستنفار أهل سوريا في الخارج من أجل المشاركة في العملية التنموية والاستفادة من
كل مؤسسات المجتمع التقوية الاقتصادية لتكوين المنافسة على تقديم الخدمات، والحرص
على عماقة علاقات خارجية متوازنة.
وهذا بلا شك
يتطلب مشاركة جميع أبناء الوطن في المشورة، والبناء والحقوق والواجبات من خلال
حكومة واسعة، ومجلس شورى يضم ممثلي الشعب للبدء بالبناء والإعمار.
موقف الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين:
وانني هنا أؤكد لفخامتكم بأن الاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين يقف معكم ومع الشعب السوري العظيم، كما وقف معه من بداية ثورته
المباركة.
ثم تناول أعضاء الوفد جوانب من الحديث تأكيدا
للمبادئ السابقة.
وختم الرئيس المجلس بكلمة جامعة تناول فيها التأكيد
على المبادئ السابق وأن سوريا ماضية بإذن الله تعالى نحو الخير والوحدة والازدهار.
وقد انتهى اللقاء المبارك بالدعاء والحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وآله وصحبه أجمعين.

الدوحة: 13 رمضان 1446هـ – 13
مارس 2025م
أ.د. علي محيي الدين القره داغي
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين