اعتقال رئيس
مسجد تاريخي في الهند يثير غضبًا واسعًا
أثار اعتقال المحامي المسلم ظفر علي، رئيس مسجد شاهي جامع في
سمبهال بولاية أوتار براديش الهندية، استياءً واسعًا بين المسلمين، وسط اتهامات
للسلطات بمحاولة منعه من الإدلاء بشهادته حول أحداث العنف التي شهدتها المدينة
العام الماضي.
واعتُقل ظفر علي، البالغ من العمر 70 عامًا، في 23 مارس الجاري
بتهمة التورط في أعمال العنف التي اندلعت في نوفمبر الماضي خلال مسح مثير للجدل
للمسجد، وسط مزاعم هندوسية بملكيته.
في المقابل، يؤكد محامون وعائلته أن اعتقاله جاء لمنعه من
الشهادة أمام اللجنة القضائية المكلفة بالتحقيق في الأحداث.
وفي تصريحاته أثناء اقتياده من قبل الشرطة، قال ظفر علي:
"لقد لُفقت الاتهامات ضدي لأنني فضحت الشرطة. قلت إنها قتلت الشباب المسلمين،
وكل الضحايا سقطوا برصاص الشرطة".
احتجاجات قانونية ودعوات للعدالة
وأثار الاعتقال موجة غضب بين المحامين، حيث نظموا إضرابًا عن
العمل احتجاجًا على ما وصفوه بالإجراء "التعسفي وغير العادل".
وقال المحامي محمد عمر علي، أمين رابطة المحامين في سمبهال، إن
الاعتقال تم بطريقة "غير دستورية"، مؤكدًا أن ظفر علي كان يسعى للتهدئة
وليس التحريض.
وأضاف عمر أن السلطات "أدرجت اسمه عمدًا في القضايا
المرفوعة ضد آخرين لمنعه من الإدلاء بشهادته"، مشددًا على أن الشرطة تسعى
لتكميم الأفواه ومنع السكان المسلمين من الإدلاء بشهاداتهم أمام اللجنة القضائية.
ورغم محاولات الصحفيين التواصل مع أفراد أسرته، تجنبوا التعليق
على القضية، وسط مخاوف من "انتقام الحكومة المحلية"، وفق مصادر مطلعة.
موقف الشرطة والسياق العام
من جهتها، زعمت الشرطة أن ظفر علي أدى "دورًا
تحريضيًا" خلال أعمال العنف، وأكد المشرف العام للشرطة في سمبهال، كريشان
كومار بيشنوي، أن السلطات تمتلك "أدلة" تدعم هذه الاتهامات.
يذكر أن الأزمة بدأت العام الماضي عندما تقدم محامٍ هندوسي
بالتماس يدّعي فيه أن المسجد شُيّد فوق معبد هندوسي، مما أدى إلى مواجهات بين
السكان المسلمين وقوات الشرطة، انتهت بمقتل خمسة متظاهرين برصاص الشرطة.
وتأتي هذه الأحداث وسط تصاعد التوترات الدينية في ولاية أوتار
براديش، التي يقودها رئيس الوزراء الهندوسي المتشدد يوغي أديتياناث، المعروف
بسياساته المثيرة للجدل تجاه المسلمين والمعالم الإسلامية التاريخية.
المصدر: الجزيرة مباشر