البحث

التفاصيل

(تأملات في سورة العلق) بين قراءتين

الرابط المختصر :

(تأملات في سورة العلق) بين قراءتين

بقلم: زهرة سليمان أوشن

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

تأملات في سورة العلق (اقرأ)، أيقونة حب ومفتاح ارتقاء، نداء تواصل وبناء.

بعد طول انقطاع بين الأرض والسماء، هناك في حراء، نزل الأمين جبريل على الرسول الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، معلنا بدء مسيرة النور.

وكانت البدايات، تلك الآيات المباركات، التي يقول الله تعالى فيها: [ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ (2) ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ (3) ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ (4) عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ (5)] سورة العلق.

اقرأ، تلاوة وتأملا، تدبرا وتفكرا، إتقانا وإحسانا.

اقرأ ولتقرأ أمتك معك بنور الله وعلى درب الله.

اقرأ وأعد ترتيب الدنيا وفقا لقراءتك التأملية النورانية باسم ربك الأكرم وعلى مفردات كتابه الأعظم.

اقرا بعيدا عن قراءة الجاهلية الموشحة بالعلو والاستكبار، فما جلبت للدنيا إلا الدمار.

باسم الله وعلى دربه امضي في تلاوة كتابه المسطور وكتابه المنظور فهو الذي خلقك وهو الرب الأكرم يكلؤك برعايته ويحوطك بعنايته.

تأمل خلقك أيها الإنسان وسر في رحلتك مستنيرا بالوحي، سالكا سبل العلم، فربك علمك، وربك أرشدك، وربك يسر لك سبلك، وأراد لك السعادة في الدارين.

فيا لها من نعم...

نور وعلم، بصيرة وفهم، سلوك وعمل، رقي وسمو، باسم الله الأكرم، وفقا لمنهج مبين، صنع فردا، وأعاد صياغة أمة أنارت الدنيا سماحة وعدلا، رفعة وقيما، صلاحا وهدى، وكانت أهلا للشهود الحضاري والبناء النهضوي.

طريق قويم ومنهج منير وربح وفير، لكن هناك من استنكف عن قبوله، منعه كبره فطغى، وأصابه الغرو فاستعلى واستغنى، قرأ بلغة الاستكبار وبالغ في الإصرار، نسى أن هناك يوم للحساب ووقفة للسؤال، فتمادى واستطال حتى حارب من اهتدى ونهى من صلى.

ويحه أما علم أن ربه يراه ويعلم سره ونجواه.

[(كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ (6) أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ (7) إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰٓ (8) أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ (9) عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ (10) أَرَءَيۡتَ إِن كَانَ عَلَى ٱلۡهُدَىٰٓ (11) أَوۡ أَمَرَ بِٱلتَّقۡوَىٰٓ (12) أَرَءَيۡتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰٓ (13) أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ(14)].

كلا وألف كلا لن يعجز ربه الأعلى، إنما هي سويعات يمضيها هذا الأفاك في غيه، ويسير فيها على ضلاله، ثم تأتي القاضية، ويلقى جزاءه ليصلى نار حامية.

ولن ينفعه كثرة مؤيدوه ولا جمعه ولا مناصروه، فليدعهم جميعا إن شاء، وسيعلم حينئذ من هو أعظم وأكبر وأكثر جمعا، وسيري بعين اليقين أي خزي ينتظره وأي هاوية تحتفي به.

[كَلَّا لَئِن لَّمۡ يَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ (16) فَلۡيَدۡعُ نَادِيَهُۥ (17) سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ (18)].

فيا أهل الإيمان، الثبات الثبات، لا يغرنكم علو الجبابرة ولا ترعبكم قوة الظالمين.

لا تداهنوا، لا تساوموا، لا تميلوا، لا تستكينوا. لا تفرقوا، ولا تخافوا وتحزنوا.

(كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩) الآية الأخيرة من سورة العلق،، فقوتكم في القرب من ربكم والله معكم ما سرتم على دربه وسلكتم طريق وتوكلتم عليه وقرأتم باسمه.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.


: الأوسمة


المرفقات

التالي
الستر ودوره الفعال في معالجة عيوب الأفراد والمجتمعات، وإطفاء نار الفساد
السابق
المرأة المسلمة وتربية الأجيال على الأخلاق والقيم

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع