مجازر القرن في غزة.. الجماعات الإسلامية في باكستان تستنكر جرائم الاحتلال
الوحشية بحق الفلسطينيين
إسلام آباد
– 10 أبريل 2025م
أصدر قادة
الجماعات الإسلامية السنية في باكستان، المشاركون في مؤتمر "فلسطين
ومسؤولية الأمة الإسلامية"، بياناً مشتركاً حادّ اللهجة استنكروا فيه الجرائم
الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في غزة، بدعم مباشر
من الولايات المتحدة والدول الغربية، والتي وصفوها بأنها "من أبشع المجازر في
هذا القرن".
وأشار البيان
إلى أن ما يجري في غزة "ليس مجرد حرب، بل إبادة جماعية ممنهجة"، حيث
استُشهد قرابة 55 ألفًا من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وأُصيب نحو 200 ألف بجروح
خطيرة وإعاقات دائمة، فيما تحوّل أكثر من 70% من قطاع غزة إلى أنقاض، وسط دمار شامل
للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمؤسسات التعليمية والخدمية.
وأضاف البيان
أن "الضمير العالمي قد مات"، حيث يُوصَف المقاومون الذين يُدافعون عن أرضهم
بالإرهابيين، في حين يُمنح القتلة والمجرمون صفة الشرعية.
كما أعرب
المشاركون عن استيائهم الشديد من عجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن اتخاذ قرارات فعالة،
نتيجة استخدام الولايات المتحدة المتكرر لحق النقض (الفيتو) لإفشال أي تحرك لوقف العدوان.
وأكد المؤتمر
أن الجهاد في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني أصبح فرض عين على الحكومات الإسلامية، وفقًا
للقرآن الكريم والسنّة النبوية والقواعد الفقهية.
واستشهد البيان
بقوله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل
لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾ [النساء:
75].
وشدد المشاركون
على أن الأمة الإسلامية – شعوباً وحكومات – مسؤولة أمام الله تعالى، ولا عذر لها في
التقاعس أو الصمت.
وأشار البيان
إلى أن الاحتلال الإسرائيلي للقدس والأراضي الفلسطينية أُدين منذ عام 1966م من قِبل
الأمم المتحدة، كما اعتبرت محكمة العدل الدولية جرائم الاحتلال في غزة إبادة جماعية،
مما يجعل دعم الشعب الفلسطيني، واجبًا شرعيًا، وقانونيًا، وأخلاقيًا.
مطالبات وقرارات المؤتمر:
وفي ختام
المؤتمر، صدر عن المشاركين عدد من القرارات والتوصيات العاجلة:
1- دعوة منظمة
التعاون الإسلامي لإنشاء صندوق
طارئ لإغاثة الفلسطينيين، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
2- قطع العلاقات
الدبلوماسية والتجارية مع الاحتلال
الإسرائيلي حتى وقف إطلاق النار دون قيد أو شرط، وسحب السفراء وطرد السفراء الإسرائيليين
من الدول الإسلامية.
3- انسحاب
مؤقت للدول الإسلامية من المؤسسات
الدولية التي أخفقت في أداء دورها القانوني والإنساني.
4- دعوة باكستان،
بصفتها عضواً غير دائم في مجلس
الأمن، لعقد جلسة طارئة فوراً لمناقشة الأوضاع في غزة.
تحذير من الفوضى الداخلية:
رغم تأكيد
المؤتمر على ضرورة نصرة الشعب الفلسطيني، إلا أنه حذّر بشدة من اتخاذ قضية فلسطين ذريعةً
لإشعال ثورات مسلحة ضد الحكومات الإسلامية، معتبرًا ذلك "فساداً في الأرض وعملًا
غير شرعي ولا قانوني"، وأنه لا يجلب للأمة سوى الفرقة والدمار.
مسؤولية الأمة:
ودعا المشاركون
في المؤتمر الأمة الإسلامية بأسرها إلى دعم فلسطين ماديًا ومعنويًا، والتبرع من خلال
مؤسسات خيرية موثوقة، مؤكدين أن معركة غزة ليست معركة الفلسطينيين وحدهم، بل معركة
كل مسلم غيور على دينه ومقدساته.
(المصدر:
المكتب الإعلامي)