بحضور علمائي وجماهيري غير مسبوق.. "مسابقة عدالة الصحابة
الكبرى" تختتم فعالياتها في بغداد
بمشاركة
أكثر من 25 ألف متسابق من جميع محافظات العراق، اختتم مجلس علماء العراق، فعاليات "مسابقة
عدالة الصحابة الكبرى" والتي غطّت سائر محافظات العراق، بمشاركة متسابقين
من مختلف الأعمار والفئات، وجاء الحفل الختامي للمسابقة يوم السبت 26/4/2025 على
مسرح القاعة الكبرى في جامع أم القرى في بغداد وسط أجواء احتفالية مهيبة شهدت حضور
واسع لعلماء الدين والمشايخ والمثقفين والنخب الفكرية والإعلاميين، وبمشاركة
ممثلين عن المؤسسات الدينية والرسمية ومنظمات المجتمع المدني.
المسابقة
التي تُعد الأولى من نوعها من حيث الحجم والتنظيم والمضمون، هدفت إلى ترسيخ مكانة
الصحابة الكرام رضي الله عنهم في وجدان المسلمين، وتعزيز الوعي المجتمعي بعدالتهم،
والرد العلمي الهادئ على كل محاولات الطعن بهم أو التشكيك في منزلتهم، فهم الذين
نقلوا لنا هذا الدين، وبلغوا الرسالة بأمانة وصدق، فكان لهم شرف الصحبة النبوية
وشرف نقل الرسالة الاسلامية.
واستُهل
الحفل بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ الدكتور زياد العاني، رئيس مؤسسة دار البيان
للمحافظة على القرآن الكريم، الراعي الرسمي للمسابقة، حيث عبّر عن بالغ شكره
وامتنانه لجميع المتسابقين الذين شاركوا من مختلف مناطق العراق، مثنياً على الحضور
الكريم، وعلى كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع الدعوي الكبير.
وقال
العاني: "لقد أثبتم يا أبناء العراق الأبي أنكم أهل وفاء لصحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وأهل وعي بالدين، وهذه المسابقة كانت مناسبة عظيمة لتجديد
العهد مع سلف هذه الأمة الذين حملوا الأمانة وبلغوها كما أمر الله ورسوله"،
كما قدم شكره للمتبرعين الكرماء واللجان التنظيمية والإعلامية والتقنية التي واكبت
مراحل المسابقة منذ انطلاقتها الى لحظة الحفل الختامي.
وألقى
المفكر الإسلامي الكبير الاستاذ الدكتور محسن عبدالحميد كلمة مؤثرة ذكّر فيها
بمكانة الصحابة ومنزلتهم ودورهم الريادي ورمزيتهم في قلوب المسلمين، مؤكداً: أن
الدفاع عنهم ليس دفاعاً عن أفراد، بل عن المنهج الذي حملوه والرسالة التي بلّغوها،
وأن الطعن فيهم هو طعن مباشر في دين الله وفي مصادره الأولى.
من
جانبه تحدث العلامة الشيخ الدكتور محمود عبد العزيز العاني رئيس مجلس علماء
العراق، عن أهمية مثل هذه المسابقات في بناء وعي الأمة، خصوصاً في هذا الزمن الذي
كثرت فيه الشبهات وتضاعفت فيه حملات التشويه، وقال العلامة العاني: "إن مجلس
علماء العراق سيبقى مدافعا عن سادتنا الصحابة وصمام أمان لهذه الأمة وحارساً
لعقيدتها ومدافعاً عن رموزها الذين حملوا الرسالة الاسلامية الى أصقاع
المعمورة".
كما
كان لـديوان الوقف السني مشاركة رسمية في الحفل، حيث ألقى الدكتور عامر الجنابي
مدير عام دائرة المؤسسات كلمة أكد فيها دعم الديوان الكامل للمبادرات التي تعزز من
ثوابت العقيدة وتحفظ النسيج الاجتماعي من محاولات التفرقة والتشويه الممنهج.
وألقى
الدكتور سعد الحلبوسي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس اللجنة المركزية
للمسابقة، كلمة استعرض فيها مراحل الإعداد والتنفيذ والتي امتدت لأكثر من خمسة
أشهر من العمل المتواصل بدءًا من التخطيط للمسابقة الى وضع الأسئلة، ومرورًا
بآليات التصحيح، وانتهاءً بالتجهيز للحفل الختامي.
وأشار
الحلبوسي إلى أن "المسابقة ليست اختبار معلومات وإنما مشروعاً توعوياً
متكاملاً يحمل رسالة واضحة: أن عدالة الصحابة أصل ثابت في عقيدتنا لا يجوز المساس
به على الإطلاق" كما ثمّن جهود جميع اللجان العاملة في بغداد والمحافظات
والمتطوعين وأعضاء الفرق الفنية والإعلامية الذين ساهموا في إنجاح هذه الفعالية
المهمة في هذا الوقت الحساس.
ووعد
الحلبوسي في ختام كلمته بأن تكون هناك مسابقة موسعة جديدة في الموسم القادم تحت
عنوان "الآل والأصحاب" مؤكداً أنها ستكون أكبر وأشمل من النسخة الحالية وتركز
على النسب والمصاهرة بين آل بين النبوة والصحابة الكرام والترابط الاجتماعي الوثيق
بينهم، ولتشمل محاور جديدة وألواناً متعددة من المسابقات الفكرية والتربوية.
ولم
يكن الحفل الختامي في بغداد هو الوحيد للمسابقة، بل شهدت سبع محافظات عراقية أخرى
فعاليات مركزية موازية لهذه المسابقة، نظمتها فروع مجلس علماء العراق في كل من
الأنبار، وديالى، وكركوك، وصلاح الدين، والموصل، والبصرة، حيث أقيمت احتفالات
مركزية تخللتها كلمات دينية وتكريمات وعروض مرئية وثقافية، عبرت عن عمق الانتماء
الإسلامي وارتباط الجماهير بالصحابة الكرام.
وفي
ختام الاحتفالات المركزية السبعة تم توزيع 120 رحلة عمرة مجانية للفائزين الذين
اختيروا بالقرعة العلنية أمام الحضور كما جرى توزيع أكثر من 120 ساعة يدوية ذكية
تحتوي على تنبيهات لأوقات الصلاة، بالإضافة إلى أكثر من 50 جهاز آيباد و50 هاتفاً
ذكياً، وهدايا عينية أخرى تجاوزت 400 هدية تم تقديمها للحضور من خلال مسابقات
مباشرة وأسئلة تفاعلية أثناء الحفل، كان من بينها عمرة مجانية للحضور من غير
المتسابقين وكانت بالقرعة كذلك.
كما
جرى تكريم اللجنة المركزية للمسابقة بكتاب شكر وتقدير من رئيس ديوان الوقف السني،
وكتب شكر وتقدير وشهادة تقديرية أخرى قدمها مجلس علماء العراق، اعترافاً بدورهم
الكبير في إنجاح هذا المشروع الدعوي، كما تم توزيع شهادة مباركة خاصة بالفائزين
بالعمرة، وشهادات تقديرية أخرى لجميع من شارك في المسابقة من عموم محافظات العراق.
وعبّر
المشاركون والحضور عن شكرهم وامتنانهم العميق للجنة المركزية ولمؤسسة دار البيان
للمحافظة على القرآن ولمجلس علماء العراق على هذه المبادرة المباركة، مطالبين
بتكرار مثل هذه المسابقات في مواسم قادمة، لما لها من أثر كبير في تنمية الوعي
الشرعي، وتعميق الانتماء للميراث النبوي والصحابي، وتحصين المجتمع من الفتن التي
تثار بين الحين والآخر.
واختُتم
الحفل وسط مشاعر الفرح والاعتزاز، فيما صدحت حناجر المشاركين بالتكبير والتهليل،
شاكرين الله على نعمة الهداية، ومستبشرين بمستقبل أفضل تسوده العقيدة الصحيحة
والمحبة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: (د.
سعد الحلبوسي؛ كاتب وصحفي، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين).