الرابط المختصر :
بيروت/ موقع الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين
كثيرون من الغربيين والمتغرِّبين، الليبراليون منهم والعلمانيون - يدعون إلى تجريد خطابنا الثقافي والسياسي من الأبعاد الدينيَّة الإسلاميَّة.. وهذا الخطاب إذا نحن ربطناه بالمرجعيَّة الإسلاميَّة التي يتبنَّاها هذا الخطاب بالمصالح الشرعيَّة كما حدَّدتها شريعة الإسلام، لوجدنا ارتباطا وثيقاً بينه وبين إصلاح كافة الأمور الحياتية.
لكن هؤلاء الغربيين والمتغرِّبين يصمتون صمت القبور عن الأبعاد الدينيَّة البروتستانتيَّة للسياسة الغربيَّة إزاء استعمار اليهوديَّة الصهيونيَّة لفلسطين واعتبار ذلك مقدمة لهدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل اليهودي على أنقاضه؛ تحقيقًا لشروط عودة المسيح ليحكم العالم ألف سنة سعيدة، كما يقول تفسيرهم لرؤيا حزقيال في الإنجيل.
كذلك يصمت هؤلاء الغربيون والمتغرِّبون صمت القبور عن التعليمات التوراتيَّة العنصريَّة والدمويَّة الحاكمة للسياسة الصهيونيَّة إزاء فلسطين والفلسطينيين.. إنهم يهاجمون الخطاب الإسلامي إذا قال دعاته وعلماؤه: قال الله وقال الرسول الكريم # لكنهم يصمتون صمت القبور عن الفكر العنصري الدموي الذي كتبه أحبار اليهود وحاخاماتهم بأيديهم ثم كذبوا فقالوا هو من عند الله.. وإلا فهل يصحُّ السكوت على ما سطره اليهود في سفر الخروج - إصحاح13: 11.5 وإصحاح 23: 22.27 وإصحاح 34: 11.12 من تشريع للغزو والإبادة لشعوب أرض كنعان> ويكون متى أدخلك الرب أرض الكنعانيين والأموريين والحويين واليبوسيين أعادي أعداءك وأضايق مضايقيك.. احفظ ما أنا موصيك اليوم: هأنا طارد من قدامك الأموريين والكنعانيين والحيثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، احترز أن تقطع مع سكان الأرض التي أنت آت إليها لئلا يصيروا فخًّا في وسطك>.
إننا هنا أمام خطاب ديني يأمر بالغزو وبإبادة شعوب الأرض المحتلة.. وينهى عن قطع أي عهد لأصحاب هذه الأرض المحتلة، ومع ذلك يصمت الغربيون والمتغربون عن هذا الخطاب الديني اليهودي الذي يطبَّق اليوم على فلسطين والفلسطينيين.. بينما نراهم يستنكرون إحياء خطابنا السياسي والثقافي تعاليم القرآن الكريم التي تنهى عن العدوان وتحصر القتل فقط في ردّ هذا العنوان عن العقيدة والوطن، وتدعو إلى الوفاء بالعهود حتى للمشركين.
هناك في بعض الفضائيات والكتابات مَن يستنكر أن يكون من أسماء الله الحسنى <المنتقم> و<الجبار>، مع أنه منتقم من الظلمة وجبَّار فوق الجبابرة، وفي ذات الوقت رءوف رحيم تواب حتى على هؤلاء الظلمَة والجبابرة إذا هم تابوا عن الظلم والجبروت.. والغريب أن هؤلاء الناقدين يؤمنون ويتعبَّدون بالتراث الدموي اليهودي الذي يصوِّر الرب إلهاً دمويًّا متعطشاً للارتواء بدماء كل الأمم والشعوب ? غير اليهود- فلقد كتبوا في سفر حزقيال - إصحاح 39: 19.17 <هكذا قال السيد الرب: قل لطائر كل جناح ولكل وحوش البر اجتمعوا وتعالوا احتشدوا من كل جهة إلى ذبيحتي التي أنا ذابحها لكم، ذبيحة عظيمة على جبال إسرائيل لتأكلوا لحماً وتشربوا دماً تأكلوا لحم الجبابرة وتشربوا دم رؤساء الأرض، تأكلون الشحم إلى الشبع وتشربون الدم إلى السكر من ذبيحتي التي ذبحتها لكم>.
بل لقد كتبوا على لسان ربهم - في سفر إشعيا أصحاح 34: 1-6 <اقتربوا أيها الأمم لتسمعوا.. لتسمع الأرض وماؤها المسكونة وكل نتائجها، لأن للرب سخطاً على كل الأمم وحموا على جيشهم قد دفعهم إلى الذبح، فقتلاهم تطرح وجيفهم تصعد نتانتها، وتسيل الجبال بدمائهم، ويغنِّي كل جند السموات: للرب سيف قد امتلأ دماً.
هذا هو الخطاب الديني الدموي الذي يطبَّق الآن على أرض فلسطين والذي يصمت عنه الغربيون والمتغرِّبون!.