نداء ومناشدة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
لإغاثة الشعب الصومالي وإنقاذه من الجوع والمرض
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛؛
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكل أسى وحزن ما وصل إليه الحال في جمهورية الصومال المسلمة من تردي الأوضاع الإنسانية والصحية والغذائية، حيث أصبح الكثيرون منهم معرضين للموت بسبب المجاعة، ونقص في المياه والأغذية والأدوية، ومستلزمات الحياة الأساسية، وذلك بعد سلسلة من الاقتتال الداخلي والتناحر بين الجماعات المختلفة وأمراء الحرب، وأخيرا بين الجماعات الإسلامية حيث لم يذق معظم الشعب الصومالي طعم الأمن والأمان والاستقرار منذ أكثر من ثلاثين سنة، حيث قتل منهم الكثيرون في حروب داخلية طاحنة انفقت عليها مليارات الدولارات، ومع ذلك فلا غالب فيها ولا مغلوب، وإنما المتضرر هو الشعب الصومالي. وأمام هذه المآسي بكل ماتعني هذه الكلمة، يرى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مايلي:
1. يناشد الاتحاد كل الخيرين في عالمنا العربي والإسلامي، ومنظمات الإغاثة الإسلامية والإنسانية، والحكومات الإسلامية بمد يد العون والمساعدة لإنقاذ الشعب الصومالي من هذه المأساة، مأساة الفقر والمجاعة والمرض. ويطالب الاتحاد منظمات الإغاثة بسرعة التعامل مع هذه الكارثة قبل أن يموت الكثيرون وحينئذ نسال عنهم يوم القيامة، حيث وردت أحاديث ثابتة تدل على أنه لو مات أحد بمجاعة لسئل عنها أهل المنطقة كلها.
2. يطالب الاتحاد العالمي بإصرار شديد الحكومة الصومالية والإخوة المتقاتلين والمتناحرين على ساحات الصومال أن يتقوا الله في شعبهم الذي يموت بالجوع والعطش والمرض، وأن يستعملوا قيمة المصروفات العسكرية في سد حاجيات شعبهم الجائع، فحرام عليهم القتال، وحرام عليهم أن يتركوا شعبهم لتفتك به المجاعة والأمراض، ونطالبهم بأن يعلنوا شهر رمضان – على الأقل – شهر مصالحة وهدنة.
وبهذه المناسبة فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يجدد دعوته إلى المصالحة الشاملة وهو مستعد للرعاية الكاملة من خلال أمينه العام ولجنة القضايا التي بذلت جهودا لتحقيق المصالحة.
الله الله يا إخواننا المتقاتلين في الصومال في شعبكم، الله الله في تحقيق مستقبل آمن لهم، الله الله الله في مسؤوليتكم أمام الله تعالى.
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} صدق الله العظيم.
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد