الرابط المختصر :
بيروت/ موقع الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يبارك اتفاق الدوحة
الموقع بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة
لوضع حد للنزاع الدائر في دارفور ويدعو بقية الاطراف للالتحاق به
الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(وبعد)
تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مستبشرا توقيع اتفاق السلام الذي وقع أول أمس الخميس في الدوحة بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة لوضع حد للحرب بين الطرفين والدخول في برنامج متكامل لاعادة بناء الاقليم والتعويض للمتضررين والعمل على تنمية الاقليم.
وبالرغم من أن هذا الاتفاق قد وقع بين الحكومة وفصيل واحد من الحركات المعارضة الا أنه يمثل خطوة مهمة وجادة نحو احلال السلام الكامل لهذا الاقليم الذي يعاني حالة الحرب منذ سنة 2003 هذا وقد جاء هذا الاتفاق نتيجة مجهودات مضنية من الاتصالات والحوارات والتنقلات دامت ما يقرب من 30 شهرا كان لدولة قطر الدور الرئيسي في ذلك بالتعاون مع عدد من المنظمات الاقليمية والدولية.
وللعلم فقد كان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من أوائل المنظمات التي تدخلت في قضية دارفور منذ بداياتها من خلال الوفد الذي شكله برئاسة رئيسه العلامة الشيخ يوسف القرضاوي وعضوية عدد من قياداته التنفيذية من بينهم الأمين العام السابق الدكتور العوا والأمين العام الحالي الدكتور القره داغي والمرحوم الشيخ فيصل مولوي والدكتور عصام البشير، و قام هذا الوفد بزيارة ميدانية للاقليم وأقام صلاة الجمعة في احدى المدن دعى فيها كل الأطراف الى ضبط النفس ووضع حد لحالة الاقتتال كما تقابل مع عدد من أعيان القبائل وبعض الأطراف المعارضة آنذاك كما تقابل مع عدد من المسؤولين الجهويين للحكومة وكذلك على مستوى المسؤولين في العاصمة الخرطوم، الا أن تدخل بعض الأطراف الدولية ذات المصالح في توتير الأوضاع في السودان جعل هذه الحرب تستمر الى حد هذا اليوم.
وعلى امتداد هذا النزاع فقد أصدر الاتحاد عددا من البيانات حول التطورات التي حصلت فيها كما أصدر الاتحاد سنة 2007 دراسة متكاملة حول هذه القضية نشرت على عدد من المواقع الالكترونية من بينها موقع الاتجاد.
وامام هذا التطور الاجابي المتمثل في التوقيع على الاتفاقية المذكورة فان الاتحاد يقرر ما يلي:
أولاً: يثمن هذه الاتفاقية ويحي الأطراف التي وقعت عليها ويدعو بكل الحاح بقية الأطراف المتمردة الى الالتحاق والتوقيع على هذه الاتفاقية فمهما كانت تحفظاتهم عليها فهي أفضل بكثير من استمرار الحرب التي لم تزد هذا الاقليم الا ترديا على جميع المستويات وبخاصة الحالة الانسانية للسكان والنازحين منهم بشكل خاص.
ثانياً: يحيي المجهودات التي بذلتها الأطراف المشاركة في التوصل الى هذا الاتفاق وعلى رأسهم دولة قطر التي وفرت كل امكانياتها على امتداد 30 شهرا دون كلل ولا ملل حتى رأى هذا الاتفاق النور.
ثالثاً: يدعو الاتحاد كل سكان دارفور الى التمسك بهذا الاتفاق والعمل على انجاحه على الأرض خاصة وأنهم هم المعنيون مباشرة بالنتائج التي ستترتب عليه سلبا لا قدر الله أو ايجابا، يقول تعالى: << إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون>> (الحجرات:10).
رابعاً: يدعو الاتحاد القوى الدولية التي وللأسف الشديد لعبت دورا سلبيا في مزيد تأجيج هذا الصراع بأن لا تعرقل هذا الاتفاق وتعمل مع الجهات التي قامت على التوصل اليه بكل ايجابية حتى يتم التوصل بشكل نهائي لوضع حد لهذا النزاع.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الأمين العام الرئيس
أ.د/ علي محيي الدين القره داغي أ.د/ يوسف القرضاوي