نداء ومناشدة الى هولندا برلماناً وشعباً وحكومةً، والى بقية الحكومات للحفاظ على هوية الأقليات الدينية من المسلمين وغيرهم في الذبح ومنتجات الحلال.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اخوانه من الانبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه
وبعد،،،
فقد تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التصويت الأولى للبرلمان الهولندي على منع الذبح بالطرق الدينية (الاسلامية، اليهودية) أي دون تدويخ بالكهرباء، من خلال مشروع قانون قدمه (الحزب من أجل الحيوانات) ولقى ترحيباً كبيراً من قبل الأحزاب العلمانية، واليمين المتطرف المعادي للإسلام، واذا اعتمد هذا القرار من قبل المجلس التشريعي الأعلى فسيكون الذبح على الطريقة الاسلامية (حلال) واليهودية (كوشر) عملاً غير قانوني، علماً بأن حوالي مليون وربع مليون مسلم في هولندا يشملهم هذا القرار لو طبق.
وبناءً على ذلك فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى ما يلي:
1- يناشد الاتحاد هولندا برلماناً وشعباً وحكومة الى رعاية حقوق الأقليات الدينية (الإسلامية واليهودية وغيرها) حماية لهويتها، ورعاية للتسامح الديني الذي طالما نادت به المجتمعات الديمقراطية، وأن لا يكون الحفاظ على حقوق الحيوان على حساب حماية حقوق الانسان وحرية الأديان.
2- يؤكد الاتحاد على أن القوانين المتشددة ضد الأقليات الدينية في الغرب - من منع النقاب، أو الحجاب، ومنع المنابر والمآذن - ستؤدي الى دعم الأفكار المتطرفة داخل الأقليات الدينية، وتجسيد الكراهية والحقد والاحتقان، وتثبيت مقولات المتطرفين من أن الغرب ضد الاسلام.
لذلك يناشد الاتحاد جميع الدول غير الإسلامية العمل الجاد لبناء مجتمع قائم على التسامح الديني الحقيقي، ونشر الود والمحبة بين الجميع، وإزالة كل اسباب الكراهية.
3- اننا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نقف مع حقوق الحيوان المشروعة انطلاقا من ان ديننا دين الرحمة للعالمين بما فيه الحيوان والبيئة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) سورة الأنبياء107، كما أن ديننا أمرنا بإراحة الحيوان عند الذبح، والإحسان إليه ولاسيما عند الذبح فقال الرسول الكريم "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحدّ أحدكم شفرته وليُرِح ذبيحته" رواه مسلم (1955) وغيره.
ومن هنا فنحن واثقون من أن وسائل الذبح الدينية لا تتعارض أبداً مع حقوق الحيوان المشروعة وانها أرحم واقل ايلاما من غيرها.
ولذلك ندعو الحكومات الغربية لعقد ندوة علمية يدعى إليها المتخصصون في عالم الحيوان وعلماء الدين من الأقليات الدينية والمجلس الاوروبي للإفتاء والبحوث تناقش فيها وسائل الذبح بمنهجية علمية. ونحن في الاتحاد مستعدون للمساهمة فيها.
والله المستعان
الأمين العام الرئيس
علي محي الدين القره داغي يوسف القرضاوي