قال زعيم تتار القرم، النائب في البرلمان الأوكراني، مصطفى عبد الجميل قرم أوغلو، إن الحكومة الروسية تواصل ممارسة الضغوط ضد الشعب المسلم في شبه جزيرة القرم، مشيرًا إلى أن جهاز الأمن الاتحادي "يهدد الناس بالخطف، عند رفضهم التعاون معه".
وأوضح قرم أوغلو في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، أن جهاز الأمن الاتحادي الروسي، داهم مئات المنازل والمدارس والمساجد التابعة لتتار القرم في شبه الجزيرة"، مضيفًا أنه "ثمة أكثر من 22 شخصًا (من التتار) مفقودًا، وقد يكون العدد أكثر من ذلك، وعادة ما تستخدم السلطات هذا الأمر كوسيلة تهديد وتخويف للشعب خلال التحقيقات".
وفي ردّه على سؤال عما إذا كان المجتمع الدولي يولي الاهتمام والدعم الكافي لأزمة شبه جزيرة القرم، أشار إلى أنه "جرى طرح الاستفتاء المزعوم الذي قدمته روسيا للأمم المتحدة لضم شبه الجزيرة إليها، للتصويت قبل عامين، ولكن العديد من الدول تردّدت وامتنعت عن التصويت عليه".
وانتقد قرم أوغلو، عدم إدارج قضية القرم في اتفاقية "مينسك"، لافتاً إلى أن "الاتفاقية موجهة فقط لحل الأزمة في شرق أوكرانيا، ولا تحوي أية كلمة فيما يتعلق بضرورة مغادرة روسيا لشبه جزيرة القرم، أي أن الأخيرة لا تدخل في إطار الاتفاقية".
وأكد على أن "الأولوية بالنسبة للرئيس والحكومة في أوكرانيا، هي تحرير دونباس، أما شبه جزيرة القرم، فهي في الدرجة الثانية بالنسبة لهم"، مستطرداً في هذا السياق "نحن نعتبر هذا الأمر خاطئًا، وينبغي الإصرار على فرض العقوبات ضد روسيا لإخراجها من الأراضي التي تحتلها هنا".
وكانت روسيا قد ضمت شبه جزيرة القرم، التي أعلنت انفصالها عن أوكرانيا من طرف واحد، عام 2014.
وينتمي تتار القرم إلى مجموعة عرقية تركية تعتبر شبه الجزيرة موطنها الأصلي، وتعرضوا إلى عمليات تهجير قسرية نحو وسط روسيا، وسيبيريا، ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية؛ التي كانت تحت الحكم السوفييتي آنذاك.
وصودرت بيوت أولئك وأراضيهم في عهد الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، بتهمة الخيانة عام 1944، لتوزع على العمال الروس الذين تم جلبهم وتوطينهم في شبه الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي الهام شمال البحر الأسود، وقد أدت عمليات التهجير القسرية إلى أحداث مأساوية قضت على حياة نحو 300 ألف من تتار القرم، أثناء نقلهم في عربات القطارات خلال عمليات التهجير.
الاناضول