سيطرت قوات النظام السوري على قرية السحل المطلة على مدينة يبرود في منطقة القلمون بريف دمشق شمال العاصمة السورية بعد معارك عنيفة مع كتائب لقوات المعارضة وفق مراسل الجزيرة. وقد شهدت مناطق متفرقة في دمشق وريفها اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام، في حين تواصل القصف على حمص والقنيطرة، وفي حلب وحماة أسفرت اشتباكات بين قوات النظام وكتائب المعارضة عن مقتل عدد من جنود النظام، حسبما أفاد ناشطون.
وتعد السحل من التلال الإستراتيجية المطلة على يبرود التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا إن القوات النظام أحكمت سيطرتها على قرية السحل ومنطقة العقبة في القلمون وقتلت أعدادا مما أسمتهم "الإرهابيين"، كما أحرزت تقدما في مزارع ريما المجاورة ليبرود.
وبثت قناة الإخبارية السورية الرسمية صورا لبعض المناطق التي تقدم فيها جيش النظام قرب يبرود ضمن الحملة التي يشنها على المدينة بمشاركة عناصر من حزب الله منذ أسبوعين، وتسعى قوات النظام إلى قطع الطريق بين يبرود وبلدة فليطا، وهو الطريق الذي يعد منفذ اللاجئين من يبرود إلى الأراضي اللبنانية.
في السياق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره بريطانيا- إن المعارك دارت بين قوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله من جهة ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب معارضة أخرى من جهة أخرى، وأشار إلى أن مقتل سبعة مقاتلين للمعارضة وإصابة آخرين في المعارك.
من جانبها قالت شبكة سوريا مباشر إن الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بمليشيات حزب الله اللبناني تواصلت في القلمون بريف دمشق لليوم التاسع عشر على التوالي، وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف استهدف السوق ومنطقة أبو فاروق بمدينة يبرود والسحل والجراجر، كما استهدف الطيران الحربي بالقنابل العنقودية منطقة التلول.
وفي بلدة زاكية بالريف الغربي لدمشق، أفاد ناشطون بسقوط ثمانية قتلى -بينهم طفلان- وعدد من الجرحى جراء غارة بالبراميل المتفجرة، كما شهدت داريا اشتباكات بين الحر وقوات النظام على الجبهة الشرقية وفي محيط مقام السيدة سكينة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام وجرح آخرين.
وتضم البلدة آلاف العائلات النازحة من دمشق وريفها خصوصا من مدينتي معضمية الشام وداريا.
وقال ناشطون إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون نتيجة استهدافهم بصواريخ تحمل مواد كيمياوية في بلدة عدرا بريف دمشق.
ورجحت مصادر طبية قريبة من مكان الحدث أن تكون المواد المستخدمة هي غاز السارين، الذي قالت إن النظام استخدمه على نطاق ضيق مرات عدة قبل مجزرة الكيمياوي في الغوطة.
وفي وسط العاصمة دمشق، قصفت قوات النظام بالمدفعية حي جوبر مخلفة قتيلا وعددا من الجرحى وسط اشتباكات وصفت بالعنيفة.
وفي حلب، قصفت قوات النظام حي مساكن هنانو بالرشاشات الثقيلة والمدفعية، وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام التي حاولت اقتحام الحي والمدينة الصناعية.
وذكر ناشطون أن الكتائب الإسلامية قتلت عددا من جنود النظام في الاشتباكات الدائرة بين الطرفين ببلدتي رسم الشيخ والبرزانية بريف حلب الجنوبي، كما قتل شخص حاول تفجير نفسه على مفرق قرية الحية في منبج بريف حلب.
وفي ريف حماة قتل أكثر من 25 من قوات النظام في مدينة مورك أثناء محاولة اقتحام الجهة الجنوبية للمدينة، وقال ناشطون إن كتائب المعارضة دمرت آلية عسكرية وقتلت عددا من قوات النظام في اشتباكات قرب المدينة، وأفادوا بأن قوات النظام كثفت قصفها هناك للسيطرة على الطريق الدولي بين حماة وإدلب.
وفي درعا، استهدف الجيش الحر بالمدفعية مقار لقوات النظام في درعا البلد والكراج الشرقي في درعا المحطة والحي الشرقي في مدينة بصرى الشام.
وشهد حي طريق السد بدرعا المحطة اشتباكات بين قوات النظام وكتائب المعارضة التي قتلت عنصرين من جنود النظام.
وفي إدلب، قصفت قوات النظام بالمدفعية مدينة سرمين، كما دارت اشتباكات في محيط مدينة خان شيخون، وتعرضت بلدة بنش في ريف إدلب لقصف براجمات الصواريخ.
وفي حمص، تواصل قصف قوات النظام بالمدفعية على مدينة الرستن بريف حمص مخلفا قتيلا وعددا من الجرحى، في حين استهدف الجيش الحر الكلية الحربية في حي الوعر بحمص بصواريخ غراد.
وفي ريف القنيطرة تعرضت بلدات الأصبح وغدير البستان لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، تزامنا مع تجدد الاشتباكات في محيط التلال الحمر بريف القنيطرة الجنوبي، الذي يقع وسط سهل كبير، ويسمح له ارتفاعه بالسيطرة على مساحات واسعة.