قال ناشطون سوريون إن آلاف اللاجئين السوريين باتوا عالقين على الحدود السورية مع الأردن وخاصة في القرى التابعة لمحافظة درعا على الحدود مع مدينتي الرمثا والمفرق الأردنيتين، فيما نفت السلطات الأردنية وجود أي منع للاجئين السوريين من الدخول للمملكة.
وذكر علي الرفاعي -القيادي في الجيش السوري الحر بمنطقة تل شهاب- أن أعداد اللاجئين السوريين على الشريط الحدودي الشمالي للأردن في تزايد كبير مع استمرار السلطات الأردنية في منع دخول اللاجئين من هذه المنطقة.
وأوضح الرفاعي للجزيرة نت أن السلطات الأردنية تمنع دخول اللاجئين من هذه المنطقة منذ يوليو/تموز الماضي.
قرية تل شهاب
ولفت إلى أن قرية تل شهاب التي كانت تشكل المدخل الرئيس للاجئين السوريين إلى الأردن تحتضن حاليا نحو سبعة آلاف لاجئ من مناطق عدة وخاصة من محافظتي دمشق وريفها إضافة لمناطق حوران، وأن هؤلاء يقطنون في القرية الصغيرة إلى جانب 12 ألفا من سكانها الأصليين.
وأضاف الرفاعي أن قرى تل شهاب ونصيب والشجرة وحيط وكويا تحتضن الآلاف من اللاجئين الذين يعيشون في ظروف سيئة جدا، وتابع القول "إن السلطات الأردنية تمنع دخول المرضى، وتسمح بدخول الجرحى في بعض الحالات الحرجة فقط وبعد فحصهم من قبل طبيب".
وبين القيادي في الجيش الحر أن اللاجئين والسكان الأصليين لتلك القرى يعانون ظروفا إنسانية صعبة، مشيرا إلى أن مناطق الشريط الحدودي مع الأردن تشهد نقصا حادا في الأغذية والأدوية وانتشارا للأمراض نظرا لتكدس اللاجئين والسكان في البيوت والمدارس والمزارع.
ودعا الرفاعي السلطات الأردنية لإعادة فتح الحدود أو السماح للمنظمات الدولية والإغاثية بإدخال الأدوية والأغذية والخيام للاجئين في هذه المناطق.
وأكد أن حصر دخول اللاجئين السوريين من المناطق المواجهة لصحراء الرويشد الأردنية يمنع عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين من الوصول للأردن، حيث أن تلك المناطق تحد محافظة السويداء التي تسيطر عليها قوات النظام وتكثر فيها حواجز اللجان الشعبية التي يتجنب اللاجئون المرور منها خوفا من الاعتقال.
نفي أردني
في المقابل، نفى وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني للجزيرة نت وجود أي منع للاجئين السوريين من الدخول للأردن.
وقال إن الأردن يستقبل اللاجئين السوريين كالمعتاد، وإن قوات الجيش الأردني حددت 45 نقطة لدخول اللاجئين إلى المملكة، مؤكدا استمرار تدفق اللاجئين بالرغم من العبء الكبير الذي يسببه ذلك على المملكة.
واعتبر المومني أن إغلاق بعض النقاط -في حال حدوثه-يكون لدواع أمنية، لكنه نفى وجود أي قرارات بمنع اللاجئين السوريين من الدخول للأردن.
وكان مصدر عسكري أردني قد أكد للجزيرة نت العام الماضي أن السلطات الأردنية قررت منع دخول اللاجئين من مناطق محافظة درعا لدواع أمنية، وأنه جرى تحويل اللاجئين إلى نقاط جديدة في شرقي المملكة مواجهة لمناطق رباع السرحان والرويشد في البادية الشمالية الشرقية للأردن.
واصطحب قائد حرس الحدود الأردني حسين الزيود في ديسمبر/كانون الأول الماضي الصحفيين في جولة بمناطق دخول اللاجئين الجديدة في عمق الصحراء الأردنية لمسافة تبلغ نحو تسعين كلم.
وأبلغ اللاجئون الذين دخلوا الأراضي الأردنية الجزيرة نت حينها أن رحلتهم نحو الأردن تستغرق عدة أيام قبل الوصول للصحراء الأردنية، حيث يضطرون للمبيت في عدة مناطق داخل سوريا حتى الوصول للأردن.
عشرات القتلى للنظام بثلاث جبهات بسوريا
أفاد ناشطون بأن عشرات من الجنود النظاميين السوريين ومسلحين بينهم عناصر من حزب الله اللبناني قتلوا في اشتباكات بالقلمون قرب دمشق, وفي القنيطرة جنوبا وحلب شمالا. وقتل أيضا مدنيون في غارات على ريف دمشق وحمص.
وقال ناشطون إن قوات المعارضة قتلت أمس أكثر من 15 عنصرا من القوات النظامية ومن حزب الله اللبناني في القلمون بريف دمشق.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة جرت في محيط مدينة يبرود التي تحاول القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اجتياحها منذ أسبوعين تقريبا.
وقالت إن اشتباكات دارت بالتزامن في الجبال الشرقية لمدينة دير عطية التي تقع أيضا في القلمون, وكانت القوات النظامية سيطرت عليها وعلى مدينة النبك المجاورة لها العام الماضي.
من جهته, قال المرصد السوري إن اشتباكات جرت أمس منطقة في ريما قرب يبرود, مشيرا إلى أنباء عن خسائر في القوات النظامية, بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية أن الجيش قضى على "مجموعات إرهابية" بعضها من جبهة النصرة داخل يبرود, وفي منطقة ريما القريبة منها.
وشيع المئات أمس في ضاحية بيروت الجنوبية مقاتلا من حزب الله يدعى محمد علي عساف قتل في سوريا.
خسائر بشرية
عسكريا أيضا, قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات المعارضة سيطرت على عدة نقاط عسكرية تابعة للواء 61 بريف محافظة القنيطرة المتاخمة للجولان المحتل جنوب سوريا.
وأكد المرصد السوري مقتل 15 جنديا سوريا في اشتباكات أمس بالقنيطرة التي تشن فيها فصائل معارضة هجمات منذ الشهر الماضي.
وفي حلب, قتل ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية ومليشيا الدفاع الوطني في اشتباكات بمحيط قرية عزيزة وفقا للمرصد أيضا, ونشر ناشطون صورا قالوا إنها للجنود القتلى. وأضاف المصدر نفسه أن جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وفصائل سورية أخرى سيطرت على مواقع في محيط القرية عزيزة فجر أمس.
كما جرت اشتباكات في منطقتي النقارين والشيخ نجار بحلب, وقال المرصد إن عناصر من حزب الله شاركت في تلك الاشتباكات إلى جانب القوات النظامية. وكانت فصائل سورية معارضة قد فجرت قبل أيام فندقا ومباني بحلب القديمة, وقتلت عددا من الجنود النظاميين ومسلحين من مليشيا الدفاع الوطني.
وفي دير الزور شرق سوريا, فجر مقاتلو المعارضة مباني بحي الرشدية يتحصن فيها جنود نظاميون مما أدى إلى مقتل عدد منهم وفقا للمرصد السوري. من جهتها, قالت شبكة شام إن اشتباكات متقطعة وقعت أمس في محيط مطار دير الزور العسكري, بينما قصف مقاتلون مقر الفرقة 17 بريف الرقة مما أدى إلى مقتل وجرح جنود نظاميين، حسب ناشطين.
واشتبكت فصائل معارضة مع القوات النظامية جنوب بلدة مورك بريف حماة, وتمكنت من إعطاب آلية عسكرية حسب المرصد السوري الذي أشار إلى اشتباكات في مناطق أخرى بسوريا بينها حيا جوبر وتشرين بدمشق. كما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى مقتل ثلاثة من الجيش الحر في اشتباكات بحلب ودرعا وإدلب.
غارات قاتلة
ميدانيا أيضا, أحصت لجان التنسيق المحلية 91 قتيلا بينهم 15 طفلا وخمس سيدات, وقالت إن جل القتلى سقطوا في حلب ودمشق وريفها.
وقتل ما لا يقل عن 14 شخصا بينهم طفلان وأصيب 50 آخرون في غارات جوية على بلدة النشابية بريف دمشق وفقا للمرصد السوري وناشطين.
وتعرضت مدن وبلدات أخرى بريف دمشق لقصف جوي, بينما تعرضت دوما وزملكا لقصف بمدافع الهاون حسب ناشطين. كما شمل القصف أحياء في دمشق بينها جوبر والقدم, في حين قتل شخص واحد إثر سقوط قذيفة على ضاحية جرمانا بدمشق.
وفي محافظة حمص بوسط البلاد, قال أربعة أطفال في قصف لمدينة تلبيسة, وتعرضت بلدات أخرى بينها الحصن لقصف بالتزامن مع اشتباكات في محيطها.
واستهدف القصف أمس أحياء في حلب ودير الزور, وشمل أيضا مناطق في درعا بينها بلدة النعيمة التي قتل فيها رجل وامرأة حسب ناشطين.