عرضت "جبهة النصرة" مبادرة من عدة نقاط لوقف القتال الدائر منذ أيام في سوريا بين فصائل سورية وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام, بينما توعد هذا التنظيم بسحق مقاتلي المعارضة السورية، معتبرا أن أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية باتوا "هدفا مشروعا" له.
فقد قال قائد "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني في تسجيل صوتي نشر أمس الثلاثاء على الإنترنت، إن الجبهة تقدمت بهذه المبادرة "لإنقاذ الساحة السورية من الضياع".
وأضاف أن المبادرة تشمل وقف إطلاق النار, والقضاء في الدماء والأموال المغتصبة, على أن تتشكل لجنة شرعية من الفصائل المهمة تتولى الفصل في الخلافات. وتابع أن اتفاقا محتملا لوقف الاقتتال يجب أن يلزم الفصائل بالوقوف صفا واحدا أمام أي فصيل لا يلتزم بقضاء اللجنة الشرعية.
وكان القتال قد اندلع نهاية الأسبوع الماضي بين الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين وجبهة ثوار سوريا وبين تنظيم الدولة الإسلامية إثر مقتل قيادي في حركة أحرار الشام على أيدي عناصر من التنظيم.
وتشمل المبادرة -التي وصفها قائد جبهة النصرة بأنها طوق نجاة- الإفراج عن السجناء من الطرفين, وفتح الطرق, وإعطاء الأولوية للخطوط الأمامية في قتال القوات النظامية السورية.
وانتقد الجولاني سياسة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام, وقال إنها سياسة خاطئة كان لها دور بارز في تأجيج الخلاف بين الفصائل. وضرب على ذلك مثلا باحتجاز "أمير" الجبهة في مدينة الرقة, قائلا إن مصيره مجهول حتى الآن.
وفي ما يخص مواقف الأطراف المتصارعة من مبادرة جبهة النصرة, أوضح الجولاني أن البعض قبل بها, وعلق البعض الآخر موافقته عليها بموافقة أطراف أخرى, مشيرا إلى أن بعض الفصائل "ماطلت" في الرد, دون تحديد من هي. وحذر قائد جبهة النصرة من التداعيات الخطيرة لاستمرار الاقتتال الذي اعتبره "فتنة" بين المسلمين، وقال إن استمرار الاشتباك بين الفصائل سينعش النظام السوري.
وأكد الجولاني أن جبهة النصرة ستحافظ على مواقعها في مواجهة القوات النظامية السورية وستسعى لتعزيزها, محذرا من أن الجبهة ستواجه أي طرف يعتدي عليها.
وكانت جبهة النصرة قد نفت قبل يومين أن تكون أعلنت الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يتهمه ناشطون وفصائل معارضة بالضلوع في عمليات خطف وقتل.
الدولة تتوعد
في المقابل توعد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "بسحق" مقاتلي المعارضة السورية الذين يخوض مواجهات عنيفة ضدهم منذ الجمعة، معتبرا أن أعضاء الائتلاف المعارض باتوا "هدفا مشروعا" له.
وقال المتحدث الرسمي باسمه الشيخ أبو محمد العدناني الشامي في تسجيل صوتي أمس الثلاثاء "يا من تعرفون بجيش المجاهدين وجبهة ثوار سوريا ومن دفعهم وأعانهم أو قاتل معهم (...) حتى من الكتائب التي ترفع رايات إسلامية... من غرر بكم؟ من ورطكم فتوقعوا على قتال المجاهدين وتغدروا بالموحدين؟".
ووجه تحذيرا شديد اللهجة إلى المعارضة، متوعدا أعضاءها بالقتل.
وقال في التسجيل "إن الدولة الإسلامية في العراق والشام تعلن أن الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري، طائفة ردة وكفر، وقد أعلنوا حربا ضد الدولة وبدؤوها".
وأضاف "كل من ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا في كل مكان ما لم يعلن على الملأ تبرؤه من هذه الطائفة وقتال المجاهدين".
وتوجه إلى عناصر تنظيمه بالقول "اعلموا يا جنود الدولة الإسلامية أننا قد رصدنا مكافأة لكل من يقطف رأسا من رؤوسهم وقادتهم، فاقتلوهم حيث وجدتموهم ولا كرامة، ودونكم خيري الدنيا والآخرة". وتوعد "لنستهدفنهم حيث وجدناهم إلا من تاب منهم قبل أن نقدر عليه".
وكان الائتلاف أعلن في بيان أصدره السبت دعمه "الكامل" لمعركة مقاتلي المعارضة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، معتبرا أن "من الضروري أن يستمر مقاتلو المعارضة بالدفاع عن الثورة ضد مليشيات (الرئيس السوري بشار) الأسد وقوى القاعدة التي تحاول خيانة الثورة".
من جهة أخرى دعا العدناني سنة العراق الذين يقاتلون القوات الحكومية في محافظة الأنبار إلى عدم إلقاء السلاح، وتوعد السياسيين السنة في البلاد بالقتل إن لم ينسحبوا من العملية السياسية.
وقال العدناني متوجها إلى مقاتلي هذا التنظيم الجهادي "احملوا عليهم حملة كحملة (أبي بكر) الصديق واسحقوهم سحقا واوئدوا المؤامرة في مهدها وتيقنوا من نصر الله"، متوعدا المقاتلين المعارضين بالقول "والله لن نبقي منكم ولن نذر، ولنجعلنكم عبرة لمن اعتبر.. أنتم ومن يحذو حذوكم".
وأضاف "يا أجناد الشام إنها الصحوات (...) لا شك عندنا ولا لبس.. كنا نتوقع ظهورها ولا نشك في ذلك (...) إلا إنهم فاجؤونا واستعجلوا الخروج قبل أوانهم".