البحث

التفاصيل

سلسة فقه دستور العالم المحفوظ

الرابط المختصر :

ثلاثية البناء ....(1)

فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ(7

 

هذا النص يعلن تجريم هذا النوع من التصرفات التي تمس الدين والأخلاق والمجتمع .

مرة أخرى تتواءم التشريعات في تكامل لمعالجات الاختلالات المختلفة التي تصب في خدمة الفوضى والتمرد على الدين والقيم والمجتمع.

لقد افتتحت السورة بنفس هذا التناسق في البناء والتشريع فبدأت بقضية الدين ثم إيجاب الفعل القيمي مع الفئات المسحوقة أو المعرضة للفاقة والعوز من اليتامي والمساكين

بكل يحتاجونه من نبل نفسي وعطاء مادي

وها هو النص يتجه إلى معالجات أخرى

بتخصيص أكبر،

لأهم الفرديات الشخصية التي تشكل عمود البناء للانسان المؤمن السوي

بدأ بالصلاة كقضية تمثل ركن الدين وروح الطاعة، ارتبطت بها مباشرة معالجة صريحة وواضحة للذات من مرض قيمي خطير (الرياء)، ليختم بقضية التعاون المجتمعي والانساني للقضاء على الممارسة الماعونية بشتى صورها

إنها قضيا ثلاث ..

لقد جرمها صراحة بهذه الافتتاحية ..

«فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون».

 

والويل دليل على أن هذا الفعل من كبائر الذنوب.

وجريمة من الجرائم المنكرة

و القضايا الثلاث داخلة في حيز هذا الحكم ..

إن المتلاعب بهذا الركن العظيم يعتبر شخصية مضطربة مهزوزة استسلمت لنزوات النفس وإغراءات الشياطين ..

وهان في قرارتها إقامة الصلاة كما يريدها الله ، فناكفت ربها بمعصيته والتهاون بأمره .

انظر إلى التعبير بـ «عن» التي تعني التجاوز الشامل لمعنى التجاوز في الوقت أو الكيفية.

فهو إما أن يخرجها عن وقتها أو يجعل لنفسه الخيرة والتشهي في تحديد متى يصلي أو لا.

أو تجاوز واعتداء في كيفية وصفة الأداء التي لا يتحرى فيها أركانها وشروطها.

إنه خداع ديني فقط، يصلي لأجل الناس.

يصلي مع الحضور فقط، وقد يكون بدون وضوء.

إن هذه المعاني هي ما تعطيها لفظة «عن صلاتهم» لذلك استحق الويل.

 

وليس هو السهو في الصلاة ..

لأن السهو عنها غير السهو فيها الذي يشرع بترك التشهد الأوسط

فإن من ترك التشهد الأوسط سجد للسهو، قبل السلام أو بعده كما جاءت بذلك النصوص

فإن تذكره بعد أن استتم قائما فيكره له الرجوع فإن رجع فلا تبطل صلاته

ومن قال ببطلانها لم يأت بحجة بينة

وعدم البطلان مذهب الجمهور كما قال ابن عبد البر وذكر ابن قدامة أنه قول لأحمد .وهو مذهب المالكية .

وإنما ذكرت هذه المسألة لأنه انتشر القول بالبطلان والأمر على خلافه عند الأكثر ..

ويشرع سجود السهو عند الشك في عدد الصلاة ، أو النقص أو الزيادة فيها .

مع وجوب الاتيان بما تركه من الأركان سهوا لأن سجود السهو لا يغني عن الركن بل عليه أن يؤديه كمن نسي ركعة أو سجدة فعليه أن يأتي بها ثم يسجد للسهو .

 


: الأوسمة



التالي
لماذا لا تنتج؟!
السابق
نص الكلمة التي القيتها في مؤتمر القدس هوية الأمة بتاريخ 27-28 يناير 2018في ماليزيا

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع