كلنا يملك ٢٤ ساعة في اليوم، فلماذا نرى إنتاجية بعضِنا أعلى من الآخرين، وبفارق كبير أحيانا؟!
الإنتاجية هي معادلة فيها مجموعة من العناصر، وضعف أي عنصر منها كفيل بإضعاف كل الانتاجية، والعناصر هي:
أولاً : القدرة
فإذا لم يكن لديك القدرة على أمر ما فبالطبع لن تستطع أن تنجزه، فالذي ليس لديه القدرة على صنع جهاز تقني بسبب عدم العلم أو انعدام المهارة ، فبالطبع لن يصنعه.
ودعونا نؤكد على القاعدة التالية:
فلو كان هناك مثلاً عالم كبير لكنه لا يمتلك مهارات التأثير الجماهيري وهي:
فن الالقاء والتدريب
وفنون المقابلات التلفزيونية والإذاعية والصحفية
وفن التأليف والنشر
وفنون الكتابة الصحفية والإبداعية
فبالتأكيد سيكون تأثيره محدوداً جداً
قارنوا هذا العالم الكبير بآخر متوسط العلم لكنه يملك هذه المهارات، فبالتأكيد سيكون إنتاجه كبيراً .
إذاً الإنتاجية ترتبط بالمهارات أكثر من ارتباطها بالمعلومات، فاحرصوا على اكتساب هذه المهارات.
وهناك مهارات أخرى يحتاجها كل شخص ستساهم في مضاعفة الإنتاجية لديه، وإليكم بعض الاقتراحات:
اللغة الانجليزية: حيث هي اليوم لغة العلم والحياة والسياحة، كما كانت العربية في الماضي وستعود في المستقبل بإذن الله تعالى.
وكذلك مهارات: التخطيط، واتخاذ القرارات، وفن السؤال، وفن الاستماع، وإدارة فريق العمل، والتفويض، والمهارات الخاصة بحسب كل مجال طبعاً.
ثانياً : التركيز
عندما يكون الإنسان مشتتاً ذهنياً فلن يستطيع أن يكون منتجا، فالإنتاجية تحتاج إلى تركيز ذهني صافٍ يجعل التفكير واضحاً والتعبير سليماً والقرار صائباً.
ولذلك ثابتٌ اليوم أن فرصة معظم الأغنياء للإنتاجية أعلى من معظم الفقراء، بسبب انشغال الفقراء ذهنياً وبدنياً بطلب الرزق.
وكذلك تم إثبات أن التركيز بإنجاز عمل ما قبل الانتقال إلى عمل آخر، أي: العمل بالتوالي، أكثر فاعلية من العمل بالتوازي Multitasking، أي: عمل عدة أمور في نفس الوقت بالتنقل بينها!
ثالثاً: الوقت
من البديهي أن الإنتاجية تحتاج لوقت، والإنتاجية الكبيرة تتطلب وقتاً كبيراً، وعليه فالمشغول بالتزامات اجتماعية كثيرة أقل إنتاجية من غيره، وهذه ظاهرة واضحة لدى النساء بشكل عام، ولدى الرجال كذلك في بعض الدول.
رابعاً: الهدف
الشاب الذي يقضي أوقاتاً طويلة في لعبة إلكترونية وبتركيز ذهني وبدني عالٍ، وبمهارة وقدرة عالية توفرت فيه الأمور الثلاثة أعلاه، ومع ذلك فلا إنتاجية لديه؛ لأنه لم يحقق هدفاً ذا قيمة في الحياة، فإذاً لا إنتاجية بدون هدف ذي قيمة.
وكثير من الناس لديهم أنشطة كبيرة وإنشغالات عديدة، ومع ذلك يشعرون بشيء مفقود في حياتهم، وهذا صحيح، حيث تدور عجلة حياتهم بسرعة كبيرة وهم يراوحون في مكانهم!!
المفقود لديهم ولدى كثير من الناس ليس الأهداف للأعمال والمشاريع، وإنما يفتقدون خطة لحياتهم فيها أهداف وجودهم، “كلٌ ميسرٌ لما خُلِقَ له”، وهم لا يعرفون هم قد يُسروا لأي أمر!
لن يشعر الإنسان بالسعادة، ولن يتذوق طعم الإنتاجية الحقيقية إلا عندما يرى أعماله وأنشطته اليومية تسير باتجاه أهداف حياته طويلة المدى.
وعندها سيتعلم أن يقول (لا) لبعض الطلبات ممن حوله لأن في داخله (نعم) أكبر منها، كما يقول ستيفن كوفي.
إذا حقيقة الإنتاجية هي معادلة تشمل القدرة والتركيز والوقت بشرط الاتجاه نحو تحقيق هدف له قيمة.
كانت هذه مقدمة صغيرة جداً جداً في موضوع كبير وهام جداً جداً، أتمنى أن يتدرب عليه كل إنسان وكل منظمة لتدخل أمتنا عندها في مضمار سباق التنافس العالمي بفاعلية وإنتاجية.