منظومة النفاق الانساني ... والماعون الدولي ..
*الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ(7)*
هكذا يعالج هذا النص مشكلة ومعضلة نفسسية تنعكس على السلوك العادي والعبادي.
إنه الرياء.. وهو الشرك الخفي كما ورد في السنة الشريفة.
إن الشخص المصاب بهذا الداء لا يزال متقلبا في مواقفه، كاذبا في علاقاته متملقا في حركات مشاعره وحروف منطقه.
يتصل لك مجاملا ليقفل سماعة الهاتف متصلا بآخر يذمك عنده، يا له من مريض فعلا.
يجامل يداهن يمدح.. إن هذا يشكل جزءا من مشكلات المجتمع وعبئا على الحياة.
لا يفيد في نقد ولا تقويم، ولا يؤتمن على جرح ولا تعديل، له مواقف أمام الجمهور على خلافها إذا أدبر...
يدلي بتصريح أما الإعلام وفلاشات الكاميرا مرتبا مبهما ضبابيا خادعا كاذبا.
قد يسعي ظاهرا لحل نزاع وهو المغذي للفتنة يخرج في لجنة للحل وهو جزء من المشكلة.
إن هذه النوعية الخطيرة لها الويل ضمن مجموعة مستحقة لذلك من المتلاعبين بالصلاة المانعين للماعون والحقوق
إن النفاق السياسي بمواقفه المترامية في الخداع ، والتمويه والضبابية
والتصريحات ، يدخلون دخولا أوليا في هذا لما يحدثونه من أضرار بالغة في الدولة والبنية العلاقاتية عموما وما يمارسونه من تضليل للرأي العام .
الانتقائية المصحلية هي ما تقود مواقف العالم اليوم ، لا مكان للمظلوم ولا للمسحوقين في عالم لا ينصف إلا الاقوايا .
مواقف الرياء سياسي بالغة الفجاجة في عالمنا ...
إنه يمارس من أعلى هرم للمجتمع الدولي إلى أقل رئيس حزب لا يعدوا أن يكون حزبه على الورق بلا وجود على الأرض باستثنائه ورئاسة الحزب الذين لا يبلغون الأصابع ...
دعوني ألفت أنظاركم إلى ماصدق آخر لهذا النص (الذين هم يراؤن )
... النفاق الصحفي والاعلامي ..
إنه الرياء لأجل شهرة وثمن بخس
لا يراعي الحقيقة ولا ضميره الذي وأده حيا
بل يعمل مع من سيدفع أو يحقق شهوته الساقطة في الظهور
أو الانتقام ، ولو على حساب الوطن والشعب .
والمصالح العامة ..
إن هذه النخبة التي تسمى السلطة الرابعة ، لها دور كبير في تصدع الوئام العربي والاسلامي والعالمي .
رغم أن واجبها هو الحقيقة وخدمة الجمهور .لا توجيه بوصلة الضمير ونزوات الحرف لما يحقق شهواته الشخصية فحسب
لكن ويل لهم .
إن هذا النص يعالج الضمير ليكون خالصا صادقا ثابتا غير متقلب في بحبوحة الرياء والبراغماتية والأنا ...
وهكذا المنظمات الدولية في عالمنا لا تقف مع الانسان بل مع الرياء
إنهم فقط يراؤن العالم بأقوال وأعمال
لا تمت إلى الحقيقة ولا إلى السعي الجاد لأجل الانسان
إن هذا الدستور العظيم الذي نحمله يعالج مشاكل ومعضلات العالم ..
لقد أوجب المصداقية وجعل الرياء جريمة كبرى ونص عليها في هذه السورة القصيرة التي يحفظها الجميع والتي نزلت بمكة .
كمحكمات لا تقبل النسخ ولا التخصيص ...
و كليات لإعادة تأهيل البشرية للقيام بممهمة الاستخلاف الالهي
على منهج يريده الله
للوصول إلى الأمة الفاضلة لا المدينة الفاضلة فحسب التي كان يرجوها ارسطو وفلاسفته
لأن إيجاد الأمة الفاضلة سيخرج العالم من النزوات والشهوات والأنا إلى السلام والعدل والخير
وجودها سيضع عن العالم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم ..
وإلى لقاء آخر لبيان فقه النص في الممارسات الماعونية التي تشكل سلسلة ماعونية فردية ومجتمعية ورسمية ودولية