البحث

التفاصيل

الرياضة في الإسلام

هذه إحدى خطب الجمعة لفضيلة الشيخ -حفظه الله- تناول فيها قضية الرياضة، مبينا شمول وتوازن نظرة الدين الحنيف تجاهها:

الحمد لله نستهديه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله خصنا بخير كتاب أنزل ونبي أرسل. وأشهد أن سيدنا وإمامنا عبد الله ورسوله، أما بعد فيا أيها الأخوة المسلمون، جاء الإسلام ديناً شاملاً متوازناً، جاء ينظم شؤون الدنيا والآخرة ويعنى بشؤون الفرد والمجتمع ويعنى في شأن الفرد بالروح والجسم والعقل يريد المسلم القوي في جسمه وعقله وروحه وإيمانه، المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.

 

إذا كان هناك بعض الأديان لا تهتم بالجسم الإنساني، ولا تهتم إلا بالروح، بل بعضها يقوم على تعذيب البدن لتصفو الروح وترقى، جاءت تحرم على الجسد الطيبات من الرزق ومن زينة الله، جاء القرآن يعارض هذه الوجهه ويقول (يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين، قل من جرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) . 

 

من حرّم هذه الزينة وحرّم الطيبات من الرزق على الإنسان، جاء الإسلام يعنى بالجسم الإنساني وسمع الناس لأول مرة في جو الدين هذه الكلمات النبوية (إن لجسدك عليك حقاً) ومن حق جسدك عليك أن تقويه إذا ضعف، أن تنظفه إذا اتسخ، أن تريحه إذا تعب أن تعالجه إذا مرض، بل أن تقيه ما استطعت من الأمراض.

 

هكذا أراد الإسلام، أن ينشئ أمة قوية، ولا يمكن أن تكون الأمة قوية إلا إذا كان أفرادها أقوياء، فمن الأفراد يتكون المجتمع كما يتكون البناء من اللبنات، أيمكن أن يوجد بنيان قوي من لبنات خاوية ضعيفة؟ لا يمكن، لهذا كان حرص الإسلام على إنشاء الفرد الصالح القوي في كل ناحية من النواحي ومنها الناحية الجسمية.

 

عناصر التربية الجسمية في الإسلام

 

يريد الإسلام أن يربي الإنسان من الناحية الجسمية على ثلاثة عناصر أساسية، الأول الصحة ،العافي السلامة من الأمراض أن يكون الإنسان معافاً في بدنه، كما جاء في الحديث (من أصبح منكم معافا في بدنه آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) عافية البدن أول مقومات الحياة الآمنة الهادئة.

 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله العفو والعافية، فيقول (أفضل ما أوتي الإنسان اليقين والعافية) ويدعو الله في قنوته ويقول (وعافني فيمن عافيت) ويقول بين السجدتين، (اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وعافني وارزقني)، طلب العافية، سلوا الله العفو والعافية والمعافاة، في الدين والدنيا والآخرة عافية البدن سلامة البدنإلى أعلى

 

كيف يتعامل الإسلام مع الطهارة؟ وكيف تتعامل معها أديان أخرى؟

 

ومن أجل هذا شرع الإسلام النظافة وأوجب الطهارة في الصلاة، طهارة الثوب والبدن والمكان،هذه الطهارة الحسية والطهارة الحكمية أوجبها بالغسل والوضوء، النظافة فإن الإنسان لا يمكن أن يعافى إذا تعرض للأقذار باستمرار ولم ينظف نفسه، حتى جاء في الحديث (حق على كل مسلم في كل سبعة أيام يوم يغسل فيه رأسه وجسده) ..

 

حق عليه إذا لم تأتي الظروف الطبيعية وتسمح له بالغسل من الجنابة أو نحو ذلك فينبغي في كل أسبوع مرة على الأقل، يوم يغسل فيه رأسه وجسه، هذا في الوقت الذي كان الرهبان في العصور الوسطى في أوروبا يتقربون إلى الله بالقذارة وكلما كان أحدهم أقذر ظن أنه إلى الله أقرب، حتى قال بعضهم وا أسفا كان من قبلنا يعيش أحدهم طول عمره ولا يبل أطرافه بالماء ولكننا وا أسفا أصبحنا في زمن يدخل فيه الناس الحمامات وإنما دخلوا الحمامات عدوة من المسلمين..

 

المسلمون في الأندلس كان عندهم في قرطبة مئات الحمامات وهؤلاء ما كانوا يعرفون هذا ، يقولون أصبحنا في زمن يدخل فيه الناس الحمامات، حق الإنسان من ناحية تكوينه البدني الصحيح أن ينظف جسمه وأن يبتعد عن كل ما يجلب عليه الأمراض، البول، الماء الراكد، البول في الطريق ، في موارد الماء ، الأشياء التي تجلب على الناس الأمراض المعدية، الإسلام اعتبرها من اللواعن، اللواعن الثلاث التي تجلب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

 

جاء الإسلام يعلّم الإنسان المسلم الذوق الراقي، الإنسان لا ينبغي أن يبول في الطريق أو في موارد المياه أو في الظل أو نحو ذلك، فهو يحافظ على صحته ويعلمه الذوق، ويعلمه المروءة والترفع والرقي من ناحية أخرى، حرم الإسلام على المسلم أم يشرب المسكرات أو يتناول المخدرات.

 

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم من كل مسكر ومخدر، بل نهى عن كل ما يضر بالبدن، (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، لا ضرر ولا ضرار، لا تضر نفسك ولا تضار غيرك، ومن هنا حرّمنا التدخين لأن الإنسان يضر نفسه بنفسه، يشتري ضرره بفلوسه، ينبغي للإنسان أن يحافظ على نفسه

 

لا ينبغي أن يسهر طويلاً فيضني نفسه ويصبح في الصباح متعباً مكدوداً مهدوداً، حتى لو كان هذا السهر في الطاعة والعبادة، النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة الذين أتعبوا أنفسهم في عبادة الله إن لبدنك عليك حقاً، أي في الراحة،وإن لعينك عليك حقاً أي في النوم، وإن لأهلك عليك حقاً ، أي في المؤانسة والإمتاع، وإن لزورك عليك حقاً، أي في القرى والإكرام..

 

على الإنسان أن يعطي كل ذي حق حقه، يجب على الإنسان أن يحافظ على جسمه، المحافظة على صحة الجسم وعافيته وسلامته، هذا هو العنصر الأول الذي جاء به الإسلام، العنصر الثاني هو المرونة والقدرة على الحركة والسرعة، أن يكون الإنسان مرن متحرك قادر على أداء الواجبات الدينية والدنيوية، فالإسلام أوجب علينا واجبات دينية ودنيوية منها الصلوات الخمس يصليها الإنسان ما استطتع في المسجد يغالب الكسل، ويغالب الهوى، ويذهب إلى المسجد ويصلي، هذه تحتاج إلى قوة جسمية..

 

الحج.. الإنسان في الحج كأنما هو كشاف أو جوال يبيت كيفما اتفق ويمشي كيفما اتفق، يحتاج إلى قوة جسمية، واجباته الدنوية السعي على المعيشة السعي على عياله، يحتاج إلى قوة، فلابد أن يكون الإنسان قوياً قادراً على الحركة، الجهاد إذا اعتدي على دينه أو على أرضه أو عرضه، يجب أن يدافع، كيف يدافع الإنسان الضعيف؟؟ لابد أن يكون الإنسان قوياً (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ومن القوة التي يجب أن تعد قوة الأجسام..

 

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قوي الجسم صارع رجلاً عرف بالمصارعة فصرعه، وكان يركب الفرس معرورياً ،ليس عليه سرج، ولا لجام وكان الصحابة فيهم العداؤون والراكبون وكلهم يتقنون فن الفروسية ،ركوب الخيل ورمي السهام، كانوا يلعبون بهذا، ألعابهم فروسية يعدوًن أنفسهم للجهاد.

 

هذه أمة القوة الحقيقية

 

هذه الأمة، أمة القوة الحقيقية، لم يكن الصحابة مثل هؤلاء المتزينين المتماوتين، رأى سيدنا عمر رجلاً متماوتاً في صلاته فقال له يا هذا ارفع رأسك فإن الخشوع في القلوب، ليس الخشوع في الرقاب، أي لا تحني رقبتك ورأسك، ارفع رأسك.

 

ورأت إحدى الصحابيات بعض الشباب يمشون متهاونين متهالكين متماوتين فسألت من هؤلاء؟ فقالوا هؤلاء نساك أي عباد، قالت كان عمر إذا مشى أسرع وإذا تكلم أسمع وإذا ضرب أوجع وكان هو الناسك حقاً، كان قوياً في كلامه ومشيه وحركته وهؤلاء ليسوا نساكاً، الناسك هو عمر، وعمر كان يمثل القوة.

 

العنصر الثاني في تربية الأجسام هو المرونة والقدرة على الحركة، ومن هنا يشرع الإسلام الرياضات، كل الرياضات التي تقوي الجسم مشروعة، السباحة ، وقد روي في بعض الأحاديث المأثورة حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة والسباحة والرمي، وجاء عن عمر (علموا أولادكم السباحة والرماية ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثباً) هذه أنواع من الرياضات كانت معروفة عندهم.

 

الإسلام لا يرفض الرياضة ولكن يرفض المبالغة

 

في عصرنا وجدت رياضات وأصبحت الرياضة علماً وفناً وأصبح هناك معاهد للرياضة، معاهد متوسطة ومعاهد عالية تعلّم الناس كيف يروّضون أنفسهم، خصوصاً في عصرنا بعد أن أصبح الناس لا يكادون يمشون، كان الناس في الزمن الماضي يمشون ليقضوا حاجاتهم أميالاً وأميال، الناس الآن يركبون لأي غرض، فهم محتاجون إلى تمرينات رياضية تقوي أجسامهم.

 

الإسلام لا يرفض هذا، أي لعبة من اللعب بشرط عدم المبالغة، المبالغة تفسد الأمور كلها، إذا زاد الشيء عن حده انعكس إلى ضده، لا بأس أن يلعب الناس كرة القدم أو كرة الطائرة أو كرة السلة أو كرة التنس، لا مانع، لكن لا أن ينقسم الناس بعضهم على بعض ويتحزبّوا هذا فريق ضد فريق وتصبح الكرة وثناً يعبد، هذا مالا ينبغي.

 

الرياضة ليست خاصة بالرجال، يمكن للنساء أن يلعبن الرياضة، ولكن بضوابط شرعية وقواعد مرعية نحن لسنا أمة سائبة لسنا كالغربيين، الغربيون لهم دينهم ولنا ديننا، هم ليس عندهم أي تحفظ، ولكن نحن إن أردنا أن نعلم المرأة الرياضة لابد أن يكون ذلك في نواد خاصة بها.

 

في جامعة قطر هناك قسم للرياضة فيه أنواع من الرياضات وأدوات وأجهزة شتى، ولكنه لا يدخله رجل، لا يدخله إلا النساء، في أيام المؤتمر الإسلامي، مؤتمر وزراء الخارجية الذي عقد في الدوحة زارتني مجموعة من النساء الإيرانيات وقالوا إن عندنا رياضة نسائية ولكن للنساء فقط، ولا تظهر الصور في الصحف ولا في الإعلام ولا في التلفزيون، لأن من آفة الرياضة الإعلان عنها بالصور، وهذا لا يجوز، لا مانع أن تشارك المرأة.

 

المرأة القوية مطلوبة في الإسلام

 

لم تعد المرأة السمينة المترهلة هي المرأة المطلوبة في عصرنا وليست هي المطلوبة في الإسلام، المرأة القوية الجسم القادرة على خدمة بيتها وزوجها وأولادها ومجتمعها وخدمة دينها عند اللزوم، وأين من الصحابيات ومن أمهات المؤمنين في بعض الغزوات من شاركن في الغزوات.

 

شاركن بخدمة المقاتلين بإسعاف الجرحى وسقاية المقاتلين ومن شاركن بالقتال. كانت أم عمارة نسيبة بنت كعب و أم سليم،الرميصاء وأمثالهن من الصحابيات يقاتلن في غزوة أحد، ونظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى نسيبة بنت كعب كلما نظر إليها وهي تقاتل دعى لها وقال والله إن لمقامها خير من مقام دعا لها وقال والله إن مقامها خير من مقام فلان ولى الحركة، ومن هنا ينبغي أن يمارس أنواعاً من الرياضة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، هذا هو العنصر الثاني.

 

العنصر الثالث هو الخشونة، وهذا خصوصاً بالنسبة للرجال فلابد أن نربي الرجال على الخشونة، الجسم الذي يتحمل المشاق والمصاعب، ليست الحياة كلها ورداً بلا شوك، الحياة وروداً وأشواك، الحياة نسمات وأعاصير الحياة حلو ومر، فلابد أن يؤهل الإنسان نفسه لملاقاة الحياة كما هي.

 

يستطيع أن يجوع عند اللزوم وأن يعطش عند اللزوم، وأن يتحمل الآلام عند اللزوم، لذلك فرض الإسلام الصوم شهراً كل سنة ليدرب المسلم على أن يجوع ويعطش، قد تقتضيه سنن الحياة هذا رغماً عنه، فلابد للإنسان أن يتحمل وأن يتدرب على الخشونة، كما جاء (تمعددوا واخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم) تمعددوا كونوا كما عدي ابن عدنان الذي كان رجلاً خشناً قوياً، واخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم.

 

النعيم والرفاهية لا يدوم باستمرار، دوام الحال من المحال، قد يتغير الحال ويتغير الزمان والدهر قلبّ، وتلك الأيام نداولها بين الناس، فمن عاش طول عمره على الرفاهية وعلى التنعم لا يستطيع أن يواجه الحياة إذا تغيرت إنما يواجهها إذا عوّد نفسه الخشونة وركوب المصاعب.

 

هذه هي العناصر الثلاثة التي يريدها الإسلام لتربية الجسم البشري، جسم الإنسان المسلم، فهو أمر لابد منه لتكوين الشخصية المسلمة، الشخصية المسلمة جسم قوي وعقل قوي وروح قوية، هذه هي معالم الشخصية التي يريدها الإسلام.

 

ترحيبنا بالرياضة لا يعني أن نخسر أنفسنا

 

نحن نرحب بالرياضة ونرحب بتنويع الرياضة، ونرحب بالرياضيين من أي بلد كان، ولكنا لا نقبل باسم الرياضة وبدعوى الانفتاح على رياضيي العالم أن نخسر أنفسنا، أن نخسر قيمنا، هنا المجتمع القطري مجتمع عربي مسلم أصيل، ينبغي أن نعرّف ضيوفنا من الرياضيين ومن غيرهم أننا قوم لنا ديننا..

 

قوم تحكمهم عقيدة، قوم توجههم عقيدة، تحكمهم شريعة وتضبطهم قيم وأخلاق، وتسودهم آداب وتقاليد فلابد لمن يتعامل معنا أن يحترم عقائدنا وشرائعنا وقيمنا وأخلاقنا وتقاليدنا، هناك تقاليد صنعها العرف يمكن أن تتغير.

 

وهناك تقاليد صنعها الدين وهذه لها ثباتها ولها حرمتها ولها قدسيتها لا يجوز أن نفرط في أصولنا ولا يجوز أن نفرط في ركائز حياتنا، المشخصة لنا والمميزة لنا عن العالمين، نحن أمة متميزة الله جعلها (خير أمة أخرجت للناس) (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) فلسنا أذناباً للغرب ولا للشرق لسنا أسرى لأحد، نحن أسرى ديننا فقط، نحن لا نتقيد إلا بأحكام وشريعة ربنا عز وجل، ولذلك أقول للأخوة الذين يشرفون على أنواع الرياضات المختلفة، إياكم أن تخلطوا بين الرياضة وبين التسيّب، الرياضة شيء والتسيّب شيء.

 

وليس من الرياضة إقامة حفلات راقصة، ترقص فيها راقصة شرقية عارية أو شبه عارية، كما رأينا في الصورة التي نشرت في بعض الصحف القطرية ويأسف لها كل ذي دين في هذا البلد، غيرة على هذا البلد أن ينجرف إلى ما انجرف إليه غيره.

 

أنا أعرف من قادة هذا البلد، من أميره ومن المسؤولين فيه أنهم حريصون على أن يبقى هذا البلد متميزاً بقيمه ودينه وبعقيدته وبأخلاقياته، لا يجوز أن يأتي آت، زيد أو عمرو من الناس ليجرف هذا البلد إلى ما لا يجوز الانجراف إليه هذا لا ينبغي.

 

الغربيون لهم فلسفة خاصة، الحضارة الغربية المعاصرة تقوم على أمرين أساسيين، المادية في الفكر والإباحية في السلوك، ونحن نرفض الأمرين، نرفض الأمرين معاً لا نقبل المادية لأننا نؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، ولا نقبل الإباحية لأننا نلتزم بقيم هذا الدين وبأخلاقياته.

 

لهذا رأينا هذا البلد حريص على أن يكون هناك مدارس للبنين ومدارس للبنات ومبنى لجامعة البنين، ومبنى لجامعة البنات، وحريص على هذا في أمور كثيرة، يدل على أنه متمسك بدينه وبقيمه.

 

الغربيون يؤمنون بالمادية في الفكر، والإباحية في السلوك، الزنى عندهم شيء طبيعي بل الشذوذ الجنسي، حتى أنهم لا يسمونه الشذوذ الجنسي، هم يقولون هذا الذي تسمونه الشذوذ الجنسي أمر مشروع، لم لا يستنفع الناس بعضهم ببعض، لماذا لا يستنفع الذكر بالأنثى، بل لماذا لا تستمتع الأنثى بالأنثى والذكر بالذكر؟؟‍‍

 

أيها الغربيون لكم دينكم ولنا ديننا، نحن لو سرنا في ركاب هؤلاء فلن يقفوا عند حد، إنك ستقدم لهم الخمر، من باب الانفتاح والتشجيع ولكنهم لا يكتفون بالخمر، يقولون لك الخمر لا تتم إلا بامرأة، أين الأنيس وأين الجليس، وربما استجبت لهم، وجئت لهم بامرأة من بنات جنسهم، استوردتها من أوروبا أو أمريكا، فهنا يقفز قفزة أخرى ويقول إننا نريد من بنات جنسكم أي أنتم، لا يكتفي بالأوروبية أو الأمريكية، إنه يريد مذاقاً جديداً وطعماً جديداً ولوناً جديداً، لا تعجبوا لهذا إن الشر إذا انفتح وباله لا يقف عند حد.

 

ولهذا ينبغي أن نقف في وجه الشر وننبه الغافلين ونذكر الناسين ، ونوقظ النائمين ونعلم الجاهلين ونقول هذا البلد بلد عربي مسلم أصيل مستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، فلا يجوز أن ننجرف به إلى مالا يحب الله ويرضى، والله لن نسعد في الدنيا ولا في الآخرة ولن نعز ونحقق الآمال إلا إذا استمسكنا بهذا الدين، بالعروة الوثقى لا انفصام لها.

 

وبغير هذا سنظل ندور وندور ونسير و نسير كالحمار في الرحى، أو الثور في الساقية يدور ويدور والمكان الذي انتهى إليه هو الذي ابتدأ منه، وصدق ابن الخطاب حينما قال (نحن كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزة بغيره أذلنا الله..)

 

ادعوا الله يستجب لكم واستغفروه فهو الغفور الرحيم.


: الأوسمة



السابق
التأسيس الفكري (3)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع