دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى وقف القتال في سوريا خلال الأشهر الحرم، مشيرًا إلى أن القتال في تلك الأشهر حرام إلا إذا كان دفاعًا عن النفس.
وتساءل مستنكرًا : هل للأشهر الحرم اليوم أي حرمات؟! وهل أحد يفكر في ذلك؟
وقال في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب: إن الهجمات العنيفة التي يشنّها النظام السوري ومعه حزب الله وباقي أعوانهم، هدفها إبادة الشعب السوري بكل الوسائل، مشيرًا إلى أن الغرب يريد ذلك، حتى لا تكون هناك قوة، يُخاف منها على أمن إسرائيل في المستقبل،
ورأى أنه لا يجوز لنا ولا للدول الكبرى والدول المُساندة أن نترك هذا الشعب يُذبح ويُقتل، وأن يُهان مشردوهم من بعض دول الجوار، مشيرًا إلى أن كثيرًا من هؤلاء اللاجئين يريدون أن يرجعوا ويقتلوا بالأسلحة الظالمة خيرًا لهم من أن يتعرّضوا للإهانة والإيذاء بالكلمة أو غيرها، داعيًا إلى إقامة المزيد من المخيّمات ومعسكرات الإيواء في بعض دول الجوار الأخرى لتقليل الضغط عن الأردن أو لبنان، وحتى يجد اللاجئون السوريون مكانًا كريمًا يعيشون فيه بكرامة وإنسانية.
وقال إن ما يحدث في غزة هو كارثة بمعنى الكلمة، حيث تمّ ترك غزة بلا ماء ولا كهرباء، وحصار، وحرب، متسائلاً عن الضغط العربي من أجل فتح المعابر.
واضاف : إن من أعظم المصائب والمشاكل التي تُصيب الإنسان في دينه ودنياه، ودنياه وآخرته، حينما ينحرف عن الحقيقة، ويلجأ إلى الكذب والخطيئة، مؤكدًا أن المؤمن الحقيقي لا يكذب، لأن الكذب مصدر الشرور، وحينما يسترسل الإنسان في الكذب تنتهي شخصيته، ولا يصدّقه أحد، ولا يأتمنه، حتى لو قال الحقيقة.
وقال إن ناقل الكذب كاذب، بحديث صحيح يرويه الإمام مسلم، فحينما تنقل رواية لست متأكدًا من صحتها فأنت كاذب، "كفى بالمرء كذبًا أن يحدّث بكل ما سمع"، بل يجب عليك التثبّت منها، وفي أي رواية تجد فيها شكًا قبل أن تنقلها، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا)، وأي رواية تتعلق بشائعة لا يجوز أن ترويها فالشائعات محرّمة إطلاقًا حتى لو كان صدقًا..الشيطان يدخل من خلال هذه المجالس، فبدل أن يكون مجلس ذكر وتناصح وتشاور وخير وبركة، يتحوّل المجلس إلى مجلس شر ولعن، وتنزل فيه لعنات رب العالمين، فإن لم تستطع النصح في المجلس فلا عليك أن تخرج فورًا، لأنه لا يجوز بعد أن يعرف الإنسان أن هذا المجلس فيه دجل وإشاعات، الدخول فيه، وإذا دخلت عليك الخروج منه بسرعة. كذلك مما يزيّن الشيطان للإنسان قضية الحقد والحسد، فالشيطان يجد من خلالهما مخرجًا، ويشجّع هذا الإنسان على أن يكذب حتى يحطّم غيره، وينقص منه، فبذلك يجتمع في هذا الشخص خصلتان من خصال النفاق الكذب ثم المخاصمة بالفجور. إن كنت مخاصمًا مع شخص أو حزب أو دولة فلا تكن إلا عادلاً ولا تقل إلا الحق (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
حقد وحسد
وقال إن كثيرًا ما يحدث أن معظم الاتهامات تأتي للشخص الطيّب، تأتي من هؤلاء الذين قد يكون بينهم وبينه مشكلة، وفي بعض الأحيان ليس هناك مشكلة، وإنما مجرّد حقد وحسد لرجل أكرمه بالمال أو العلم أو الجاه، فتظنّ نفسك أولى منه، وتبدأ بالكذب والفجور، وتجمع في نفسك خصالاً من خصال النفاق، لا يجوز للمسلم أن يتحلى بهذه الرذائل، البعيدة عن الفطرة السليمة، والبعيدة عن حقيقة الإيمان بالله سبحانه وتعالى. على الإنسان أن يكون بعيدًا عن الكذب، خاصة عن الحقد والحسد والمخاصمة، ولو كنت مظلومًا، فالأولى على المظلوم أن يبيّن ظلمه ولا يكذب، وهنا الخطورة، وهنا يضعف الإنسان.