أبدية السخط ... وتحويلة هاتف البيت الأبيض
"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير"..
هذا نص في أبدية السخط الممنهج المغيا بغاية "حتى تتبع ملتهم".
يجب أن لا ندرك هذه الحقيقة فحسب، بل يجب أن نؤمن بها كعقيدة عميقة متينة؛ لأنها جزء من ديننا تتلى في القرآن المحفوظ إلى يوم القيامة.
إننا إذا آمنا بهذه الحقيقة الصادقة الساطعة سوف نكف على الأقل عن القرابين السياسية وعن التنازلات السيادية، وسنبدأ فعلاً في تخفيض عداد السرعة المتسارع نحو غاية سرابية ... ظلامية... ضبابية... متعجرفة،
أبداً لن نُحصِّلَها أو نحصُل عليها.. هذه هي الكلمة الأخيرة والأولى في الموضوع "ولن ترضى عنك".
إننا أمام تقرير المصير وجهاً لوجه، فإما أن نستقل لنكون أو نُسْتَغل فلا نكون..
ماذا نريد بعد هذا الوضوح الأبدي "لن ترضى"، لسنا الآن بحاجة إلى بهلوان سياسي يحدق في اللاشيء ويسير نحوه ويظن أنه على شيء، ويريدنا أن نكون كذلك هذا إن لم يكن نخاساً عريقاً سرياً!! يحلل ويحلل ويحلل قائلاً:
الحقيقة أن....،
أرى أن....،
في اعتقادي أن....،
أتمنى ألا...
إلى آخر البكائية التحليلية السياسية.. هكذا يبذر تبذيرا في هذه العبارات التي هي رهينة لوضع مخجل أصاب هذا المحلل المشعوف الملهوف.
.. يا للأسى كيف تركنا فقه القرآن وتحليل القرآن القطعي وكواشفه التي لن نحصل عليها من مركز مخابرات ولا شبكات إعلام ولا لهوات محلل سياسي مهزوم محبط..
إننا لو قمنا بدراسة نفسية وسياسية وطبية واجتماعية واقتصادية لنحصل على نتيجة مقطوعة مثل هذه، لكلفنا ذلك الكثير من المال والجهد والوقت وقد يكون ما حصلنا عليه تخميناً وضرباً من الرجم بالغيب.
إن الله يكشف لنا نتيجة قطعية لم تكن عن بحث أو تأمل لبشر، بل هو علم حق ممن اسمه (الحق) "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".
إذاً فلماذا التعب والنصب في حفظ أرقام تحويلات هواتف البيت الأبيض؟!
لماذا الارتباط بالدول الخمس دائمة العضوية حتى تشيعنا فيها أشد من التشيع في الخمسة أهل الكساء رضي الله عنهم؟
ارتبطنا بدائمة العضوية ونسينا الحي القيوم الدائم حقا "نسوا الله فأنساهم أنفسهم"
فنسينا حينئذ من نحن
نسينا أننا خير امة أخرجت للناس،
نسينا أنفسنا فعلاً فلم نلتفت إلى البناء والنهضة الشاملة مع امتلاكنا عواملها وإمكاناتها،
نسينا أنفسنا فتعاملنا مع السرطان الذي شظى الجسد أنه صديق نعم صديق قتل العراق وفلسطين وقتلنا نحن حقاً، لأنه قتل فينا أن نفكر من نحن