البحث

التفاصيل

كتاب : الحق المر للغزالي الحلقة [ 6 ] : إلى الذين يتهموننا بالرجعية!

الرابط المختصر :

 

فى حوار مع كاتب علمانى أكدت ما ذهب إليه المحققون أن حركة الإصلاح الدينى فى أوربا تأثرت بتعاليم الإسلام وامتداد سلطانه! قلت : إن تحريم الرهبانية ، وإباحة الزواج لأهل النسك والعبادة جاء من عندنا، وإن مقاومة الاحتكار البابوى لتفسير الإنجيل جاء من عندنا!

بل إن اعتبار القربان رمز لا حقيقة جاء من سطوة التنزيه الإسلامى، واستبعاد حلول الله فى مخلوقاته..!.

قال لى الكاتب: وما حكاية القربان هذه؟ قلت: يقص الإنجيل أن عيسى قبل أن يصعد إلى السماء تناول العشاء مع حوارييه مودعا إياهم، وفى أثناء الأكل تناول لقمة من الخبز وقال: كلوا هذا جسدى ، وشرب جرعة من الخمر وقال: اشربوا هذا دمى..

فنشأت من هذه الكلمات عقيدة نصرانية تقول: إن الخبز والخمر يتحولان إلى جسد الرب حقيقة لا مجازا!

ولما كان القسس خلفاء للمسيح فإنهم فى شتى الأحفال الدينية يحضرون الخبز والخمر ويتلون عليهما كلمات المسيح فى العشاء الربانى، فيتحولان إلى جسد المسيح ، ومع الأكل والشرب يسرى الكيان الإلهى فى البشر ويحل يسوع الرب فى أشخاص الآكلين!.

وتضع الكنائس هذا المزيج من الخبز والخمر فى حُق ثمين، وترفعه فوق المذبح ويقع السجود له باعتباره الآله نفسه!.

كانت تلك عقيدة المسيحيين أجمعين ، وكانت الكنائس المختلفة متفقة عليها حتى جاء عهد الإصلاح الدينى، وتأثر لوثر وغيره بالمقالات الإسلامية فقرر البروتستانت أن القربان مجاز لا حقيقة ورمز فقط وليس بابا للحلول...

وقد انفرد البروتستانت بهذا الفهم المتأثر بالامتداد الإسلامى وبقى الكاثوليك والأرثوذكس على العقيدة الأولى!...

ونحن المسلمين ننكر بشدة أن عيسى عليه السلام شرب قليلا أو كثيرا من الخمر، وندرك أن الخبز يستورد من الأفران، وأن الخمر تشترى من الحانات، وأن تحولهما إلى جسد الإله أمر يتعذر قبوله أو تصديقه.

ومن الغريب أن خلافا حادا نشأ فى القرن الماضى بين مجلسى اللوردات والعموم فى إنجلترا: هل القربان المذكور حقيقة أو مجاز؟ انتهى آخر الأمر بغلبة التفسير البروتستانتى..

ونحن نهدى هذه القصص كلها إلى بعض الصحافيين العرب الذين لا هم لهم فى كتاباتهم إلا لمز الإسلام ووصفه بالرجعية! وآفة هؤلاء القوم التصور العليل ، والجهل بالدين والتاريخ على سواء.

وعلينا استنقاذ الأجيال الجديدة من براثن هؤلاء الأغرار.


: الأوسمة



التالي
كتاب : فقه الجهاد فضيلة : الدكتور يوسف القرضاوي الحلقة [ 6 ] : تعريفات أولية
السابق
الإيمان والسعادة

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع